من التحذير من مخطط إرهابي يستهدف طائرة تنقل أجانب بالجزائر، إلى تحذير الرعايا الأمريكيين من السفر إلى الجزائر، تتساءل أوساط مراقبة، عن حقيقة وخلفيات تكرّر وتصاعد "التحذيرات" الأمريكية فيما يتعلق بالوضع الأمني في الجزائر؟ هل فعلا الوضع "خطير" إلى حدّ حرض الولاياتالمتحدة على تنبيه مواطنيها؟، وأين هذه "المخاطر الأمنية" التي تستدعي كل هذا التحذير وإثارة الهلع وتسويق الخوف وسط المواطنين والضيوف الأجانب بالداخل والرأي العام بالخارج؟. وإذا كان توضيح للسفارة الأمريكية، أكد مؤخرا، بأنه من واجب الإدارة الأمريكية تحذير الشعب الأمريكي من كلّ خطر(..)، فإن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أكد قبل أيام، بأن أمن الأجانب الذين يشتغلون في مؤسسات النفط الجزائرية وغيرها مضمون، داعيا إلى عدم السقوط في هاجس الرعب المبالغ فيه، وهي رسالة واضحة و"ضمانات" تؤكد بأن الوضع الأمني في الجزائر لم يعد يدعو للهلع والقلق والتخويف مثلما حصل خلال مرحلة مأساوية ذهبت بدون رجعة؟. ويعتقد مراقبون للملف الأمني بالجزائر، أن الوضع لم يصبح يستدعي التهويل والإثارة، والإستناد إلى التخمينات والإحتمالات في إصدار الأحكام المسبقة وتوجيه التحذيرات، علما أنه بشهادة وإعتراف العديد من الهيئات العالمية، من بينها هيئة أمن المطارات الدولية، التي أكدت السنة الماضية، بأن مطارات الجزائر من أكثر المطارات أمنا في العالم، وأنها الأكثر تشدّدا في رصد الإعتداءات الإرهابية، كما يثبت طابور الإستثمارات العالمية في الجزائر وعودة النشاط السياحي وإنتعاش حركة السفر والتنقل الحرّ والآمن بها، تجاوز الجزائر للمشاكل الأمنية التي عزلتها لعدة سنوات، بسبب "هروب" الشركاء والأشقاء، ورفضهم بالتصريح أو التلميح، وبالقول أو الفعل، مساعدتها على مواجهة الإرهاب. ج/ل:[email protected]