"ألو بيتنا يحترق نطلب النجدة ساعدونا".. ثوان لا أكثر تتحرك سيارة الحماية المدنية تُطلق سفارة الإنذار، يتجه الفريق على جناح السرعة إلى عين المكان، يصل الفريق لا نار ولا دخان إنها مجرد كذبة؟ هي واحدة من بين مئات البلاغات الكاذية، التي يُواجهها أعوان الحماية المدنية والدرك والشرطة، السبب فيها مكالمة هاتفية مجهولة الهوية، أصحابها يمزحون لكن هل يعلمون أن من ورائها تُقام الدنيا ولا تقعد؟. قد يصبح الهاتف النقال والثابت نقمة عندما يتم استعماله في غير محله، فالكثيرون يفضلون العبث به، فبعض المواطنين يكون مزاحهم ثقيلا، وقد يصبح خطيرا عندما يتعلق الأمر بإجراء مكالمة هاتفية فحواها بلاغ كاذب لهيئة أمنية .
15 بالمائة من المتصلين بلاغاتهم كاذبة تعتبر الأرقام الخضراء لجهاز الأمن الوطني واحدة من الخطوط الهاتفية الأكثر فعالية في محاربة الجريمة وإنقاذ المواطنين، فمن المواطنين من لا يعلم بأن الرقم 17 هو رقم النجدة. تحصلت "الشروق" على معطيات من قبل خلية الإعلام والإتصال بجهاز الأمن الوطني تفيد أن مجموع عدد المتصلين بالرقم الأخضر 15 / 48 والرقم المعروف لدى عامة الجزائريين 17(الشرطة) قدر بمليون و061 ألف و181 متصل، وفق إحصائيات عام 2011، وهي حصيلة سنوية لجهاز الأمن الوطني، قدر فيها عدد المتصلين بالرقم 17 ب 502 ألف و908 متصل، أما فيما يخص عدد المتصلين بالرقم الأخضر 1548 قدر ب 883 ألف و204، وقدر عدد المتصلين لولايات الشرق الجزائري على الرقم 17 ب 268112 . وقد جاء سكان ولاية الجزائر العاصمة في مقدمة المتصلين، حيث اتصل ما يقدر ب 154 ألف و251 متصل، جاء بعدها في المرتبة الثانية سكان بولاية بومراداس ب 162 ألف و 302 متصل. وقدر عدد العاصميين ممن اتصلوا بالرقم 17 لعام 2011 حوالي 33 ألف و750 متصل، معطيات جهاز الشرطة تفيد أن أقل الولايات اتصالا بالأرقام الهاتفية لجهاز الشرطة يقدر ب 120 مكالمة أجروها سكان تندوف نحو الرقم 17 . أما بالنسبة لسكان الولايات الأقل اتصالا نحو الرقم الأخضر 1548 قدر ب 10 مكالمات سجلها سكان ولاية خنشلة. وحقق الرقم الأخضر لجهاز الشرطة، اتصالات مكثفة لعام 2011 فاقت وتطورت على الرقم 17، حيث قدر عدد المتصلين من 12 ولاية كبرى ب 537659 مكالمة هاتفية نحو الرقم 1548 . وعن المازحين والمستهترين، تفيد معطيات خلية الإعلام والإتصال بالأمن الوطني أن عدد البلاغات الكاذبة يقدر ب 15 بالمائة من مجموع المتصلين سنويا، أي أن عدد البلاغات الكاذبة قدر لعام 2011 ب 159 ألف و177 بلاغ كاذب. يقول أحد أفراد الشرطة من العاملين على استقبال مكالمات المواطنين: "في جهاز الشرطة يتم التعامل مع كل الإتصالات التي تردنا على أنها جدية، حتى تلك التي نشك فيها، لأن واجبنا حماية أمن واستقرار المواطن، لكن للأسف بعض المواطنين يتصلون للمزاح".
الرقم 55 / 10 اصطاد 9000 مجرم بالرغم من حداثة إنشائه، مقارنة مع المصالح الأخرى، استطاع الرقم الأخضر للدرك الوطني (55 / 10) أن يسجل حصيلة سنوية تقدر بمليون و336 ألف و877 منها 8272 مكالمة استدعت التدخل السريع، وتكشف أرقام خلية الدرك الوطني السنوية أن من مجموع المكالمات 38278 مكالمة ذات صلة بأمن الطرقات وحفظ النظام والتهريب والمتاجرة بالمخدرات والإرهاب، وتسجل أرقام الدرك الوطني معدلا يوميا للمكالمات يقدر ب 4 ألاف مكالمة يوميا على هذا الرقم. من جهة أخرى، سجلت مصالح الدرك الوطني220 ألف اتصال هاتفي على الرقم الأخضر (55 / 10) من بينها 156299 اتصال خلال النهار و63 ألف و719 اتصال ليلا، وهذا خلال الفترة الممتدة من الفاتح فيفري 2012 إلى السادس مارس من السنة الجارية، ومن بين الأرقام تسجيل 555 اتصال من أجل التبليغ عن التهديد الذي يتعرض له الأشخاص والممتلكات، أما بشأن الاتصالات المتعلقة بطلب المساعدة فقد بلغ 426 ألف و976 متصل، بالإضافة إلى إحصاء 2216 اتصال متعلق بجرائم أخرى كالتهريب والاتجار بالمخدرات وغيرها. أما بشأن عدد التدخلات على إثر الاتصالات الهاتفية على نفس الرقم فقد بلغ 9602 تدخل، منها 34 تدخلا حال دون وقوع الجريمة، وخرج بنتائج إيجابية. وفيما يخص تعداد البلاغات الكاذبة التي يتلقاها جهاز الدرك الوطني فهي تتراوح شهريا ما بين 3000 و 4000 بلاغ كاذب كل شهر.
2000كذبة شهريا على الرقم 14 كشف الرائد عاشور فاروق بمديرية الحماية المدنية في تصريح للشروق أن الخط الأخضر (14) للحماية المدنية هو واحد من بين أكبر الخطوط التي تشهد اتصالات يومية فاقت في عام2011 أكثر من 665 ألف و803 مكالمة هاتفية تلقتها المديرية العامة للحماية المدنية، غير أنه من مجموع هذا الرقم تسجل الحماية المدنية ما معدله 2000 مكالمة شهرية هي عبارة عن بلاغات كاذبة. الفرق بين البلاغات الكاذبة لجهاز الشرطة والدرك الوطني، أن أعوان الحماية المدنية يسخرون أكثر من عربة إطفاء، وقد يتم استدعاء أعوان من بيوتهم على جناح السرعة ليتبين في النهاية أن الأمر يتعلق بكذبة بيضاء. يقول أحد أعوان الحماية المدنية في تصريح للشروق اليومي قائلا:".. أذكر أنه ذات مرة كنت في إجازة، وكان يوم جمعة عندما تم استدعائي على جناح السرعة، وتركت زوجتي الحامل في البيت، وصلت مقر العمل وذهبنا على جناح السرعة، وعندما وصلنا وجدنا أن الأمر مجرد أكذوبة ...والغريب أنه عندما عدت إلى المنزل وجدت زوجتي أخذت للمستشفى لتضع مولودنا".
"الحراڤة" الأكثر المتصلين بالأرصاد الجوية لعل الطريف في كل الأرقام التي تمثل موقعا استراتيجيا هو رقم الديوان الوطني للأرصاد الجوية، إذ كشف مسؤول رفض ذكر اسمه في الموضوع، في تصريح للشروق بأن عددا هاما من "الحراڤة" يأتون في مقدمة المتصلين بالديوان لمعرفة أحوال الطقس. وقال المتحدث إن هؤلاء الشباب الراغبين في "الحرڤة" يقومون غالبا بالاستفسار عن حالة البحر وقوة الرياح، سيما على الحدود الغربية من الوطن، وقال محدثنا إن مصلحة الرصد الجوي على مستوى الغرب تعتبر واحدة من بين من تتلقى يوميا عشرات الإتصالات والمكالمات الهاتفية من قبل المستفسرين عن حالة الطقس، يأتي بعدها الصيادون. ...هم إذن الكاذبون والجدّيون أيضا ممن يتصلون بمختلف الأرقام الخضراء للجهات الأمنية، غير أن أخطاء المازحون مع أصحاب البذلة الزرقاء والحمراء والخضراء لا تغتفر..وبعدها لا ينفع الندم.