يواجه حسان حطاب المدعو أبو حمزة ، مؤسس تنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال و أميرها الوطني من الفترة الممتدة من سنة 1998 إلى غاية سنة 2003 ، أكثر من خمسة أحكام قضائية بالإعدام و المؤبد في محاكمات غيابية ، من طرف مجالس قضاء باتنة ، العاصمة و تيزي وزو و بومرداس. وأثار إصدار أحكام ضد حسان حطاب ، تساؤلات حول الوضع الحالي لأمير السلفية الذي أعلن في بيانات رسمية ، مساندته و تأييده لميثاق السلم و المصالحة الوطنية ، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما أكد تمسكه بموقفه و عدم إلتحاقه مجددا بالنشاط المسلح بعد تردد تراجعه عن " التوبة" ، لكنه لم يسلم نفسه بالمقابل للإستفادة من تدابير ميثاق السلم و المصالحة ، ويبقى مرابظا بأحد المرتفعات الجبلية ضواحي برج منايل ببومرداس ، و ذراع بن خذة بتيزي وزو ، وهو في حالة لا إستقرار هناك ، لكن بإمكان عائلته من والديه وزوجته و إبنته وولده ، زيارته و قضاء يوم كامل معه ، بعلم السلطات العسكرية ، و يعتبر حطاب في حالة هدنة غير معلنة و من طرف واحد. و كانت مصادر مقربة من محيط مؤسس تنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال ، قد أشارت في وقت سابق ل" الشروق اليومي" ، أن حسان حطاب يقيم بضواحي منطقة القبائل بين برج منايل و ذراع بن خذة ، حيث يتنقل في إقامة غير مستقرة ، و "هو في مكان آمن " مع بعض رفقائه الذين قرروا اللحاق به و لا يتجاوز عددهم العشرة ،ليصل العدد حاليا إلى 28 فردا ، لا يزالوا يحتفظون بأسلحتهم ، و يتلقى زيارة بعض المستفيدين من قانون الوئام المدني و ميثاق السلم ، بعد أن قرر حسان حطاب إعتزال العمل المسلح ، " لعدم إقتناعه بالجهاد و فتوى العلماء و الفقهاء" حسبما نقلت عنه والدته في لقاء سابق ب" الشروق اليومي". ويتلقى زيارة أفراد عائلته و بالتحديد والديه ،وزوجته و إبنته شيماء 8 سنوات التي تدرس في الصف الثاني ، و حمزة عبد الخالق 4 سنوات الذي ولد في الجبل ، قبل أن تلتحق زوجته و إبنيه ببيت جدهما من أبيهما ، في إطار المفاوضات التي كانت جارية مع السلطة ، و سبق لنا أن أشرنا إليها بالتفصيل في عدد سابق . و كانت هذه المصادر قد أوضحت أن حسان حطاب الذي دخل في مفاوضات مع أطراف في السلطة ، منذ سنوات ، و تعثرت لإختلاف بين الطرفين ، كان قد تعهد في مراسلة لرئيس الجمهورية بالعمل على إنجاح مسعى المصالحة الوطنية ، لكنه طالب بضمانات ملموسة ، و شدد على وقف المتابعات القضائية ضد رفقائه في إطار ميثاق السلم و المصالحة الوطنية و تسوية الوضعية الإجتماعية و الإدارية للأفراد الذين يسلمون أنفسهم ، مع إسقاط المتابعات ، و ألمح حطاب إلى رفيقه عبد الرزاق البارا أمير المنطقة الخامسة في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال ، الذي يوجد رهن الحبس بالسجن العسكري بقسنطينة و لايزال محل تحقيق في نشاطه لسنوات عديدة. و كان بإمكان حسان حطاب ، الإستفادة من تدابير ميثاق السلم و المصالحة الوطنية ، على خلفية عدم تورطه في إرتكاب مجازر جماعية ، و التفجيرات في الأماكن العمومية و الإغتصاب ، حيث كانت الجماعة السلفية للدعوة و القتال تستهدف رموز الدولة ، و إخراج المدنيين من دائرة المواجهة المسلحة ، بعد إنشقاقه عن " الجيا" عام 1998 لإنحراف منهجها و تكفير الشعب ، وهو ما أكده رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، في حوار لقناة لبنانية ، ليبقى نزول حطاب رسميا مرهونا بالضمانات التي تقدمها السلطة خاصة في ظل إستمرار الإتصالات لكن بشكل محدود ، بعد إستئنافها عند الإعلان عن إلتحاق السلفية بتظيم " القاعدة" خاصة و أن حطاب سبق أن حذر من محاولات توظيف مراهقين في شبكات دعم و إسناد و هم ما تحقق لاحقا ، لتكشف الأحكام الصادرة ضده ، إجراءا قانونيا على خلفية أنه في حالة فرار ، ولا يزال ينشط في غياب أية إجراءات مادية مناقضة. نائلة.ب:[email protected]