وصف أعضاء مؤسسون لمنظمة أبناء الشهداء، المؤتمر الرابع للمنظمة، المنعقد خلال اليومين الماضيين، والذي زكى الطيب الهواري أمينا عاما، بمثابة "مهزلة"، داعين أبناء الشهداء إلى تحمل مسؤولياتهم لإعادة المنظمة إلى "مسارها الصحيح". وجاء في بيان لأتباع الأمين العام السابق، الطاهر بن بعيبش، تلقت "الشروق" نسخة منه أنهم يرفضون نتائج المؤتمر الرابع "المفبرك" لأنه "لا يستند إلى أي مرجعية ولن يحقق أي هدف أسمى، ولم يحترموا حتى القانون الأساسي الذي وضعوه بأنفسهم"، في إشارة إلى أنصار الطيب الهواري. واتهم أصحاب البيان، الجناح المسير للمنظمة حاليا بالاستمرار في "تكسير مكتسبات نضال أبناء الشهداء"، كما أنهم "نصبوا أنفسهم كممثلين لهذا التنظيم بطريقة غير شرعية"، حسب نص البيان، الذي يخلص إلى أن المعارضين يرفضون "باسمنا وباسم أغلبية أبناء الشهداء هذه المناورات وعدم الاعتراف بكل نتائج هذه المهزلة وما يترتب عنها"، وذلك بعد أن سارع المعارضون للقيادة الحالية إلى إصدار بيان في 12 جانفي الماضي مع بداية التحضيرات للمؤتمر الرابع ضمنوه مبادرة سميت "مبادرة لتصحيح مسار المنظمة"، والتي يعتبرون أنها انحرفت عن الأهداف والقيم التي تأسست من أجلها لكن هذه المبادرة التي سارع الأمين العام السابق الطاهر بن بعيبش إلى تبنيها لم تلق طريقها إلى التطبيق. وظهر جليا خلال أشغال المؤتمر الرابع لمنظمة أبناء الشهداء الذي احتضنه نزل الاوراسي خلال اليومين الماضيين، والتي انتهت إلى نتيجة معروفة مسبقا بتزكية الطيب الهواري مرة أخرى لمنصب الأمين العام أن الأخير نسج بصفة محكمة خيوط المؤتمر إلى درجة انه ترأس بنفسه هذه الأشغال، وبدأت دعوات تزكيته لمنصب الأمين العام في جلسة الافتتاح أمام أنظار رئيس الحكومة والأمين العام للافلان عبد العزيز بلخادم مع تسجيل غياب كامل للمعارضين، فضلا عن تشديد الرقابة على مداخل قاعة المؤتمرات بالاوراسي، وحصر الدخول على أصحاب الشارات التي وزعتها القيادة. كما أدرجت مصادر من المنظمة الحضور المكثف لأعضاء الحكومة بداية بعبد العزيز بلخادمإلى وزراء الأفلان والارندي في خانة "التزكية الرسمية" لنائب تيارت الطيب الهواري لقيادة المنظمة خلال المرحلة القادمة، وان نتائج المؤتمر حسمت قبل انطلاقه، حيث أسرت مصادر من المنظمة للشروق بأن الطيب الهواري وأتباعه في القيادة ضبطوا كل صغيرة وكبيرة قبل هذا الموعد "بما في ذلك أعضاء الأمانة الوطنية الذين اختاروهم عن طريق القرعة بسبب اشتداد التنافس بين القيادات".