لم يعد السرطان ذلك البعبع الذي يخيف المصاب به، كون الاكتشاف المبكر لوجوده في الجسم يرفع من احتمالية الشفاء إلى أعلى المستويات، لذا فمن الضروري مراقبة جديد الأعراض والعلامات وعمل بعض الفحوصات للقضاء عليه قبل تطوره.. ولأن أجساد النساء تشهد العديد من التغيرات، خاصة تلك المتعلقة بالهرمونات فإن عملية المراقبة لن تكون صعبة، وبإمكان أي امرأة مهما كان مستواها العلمي محدودا أن تميز بين عرض عادي وآخر غير عادي، وفي أسوأ الحالات أو عند حدوث لبس، لا بد من مراجعة الطبيب من أجل الاطمئنان على السلامة العامة للجسد قبل تفاقم الداء الخبيث وانتشاره بصورة يصعب التحكم فيه بعدها. من جهتهم الأخصائيون حددوا 10 علامات تدل على السرطان، ونصحوا النساء بضرورة التحقق منها وعدم تجاهلها لأنها مفتاح النجاة والخلاص: 1- تغيرات بالثدي على عكس الشائع، فإن الشعور بوجود كتل بنسيج الثدي ليس علامة على الإصابة بسرطان الثدي على الأغلب، لكن بالطبع ينبغي حسم هذا الأمر برأي طبي، كما أن هناك عددا من العلامات الأخرى التي ينبغي الانتباه إليها مثل تجعد الجلد، أو انقلاب الحلمة إلى الداخل، أو ظهور إفرازات من الحلمات، أو احمرار وتقشر الحلمة أو جلد الثدي، وبالطبع يجب إجراء فحوصات مختلفة بواسطة الطبيب لتحديد إذا ما كانت تلك العلامات دليلا على الإصابة بسرطان الثدي أم لا. 2- تغيرات بالجلد إن أي تغير بلون أو حجم أو شكل النمش أو البثور أو الشامات أو العلامات الجلدية الأخرى، قد يكون دالا على الإصابة بسرطان الجلد، بجانب هذا، فإن تغير لون الجلد إلى الداكن أو اصفراره أو احمراره، أو نمو شعر كثيف بشكل مفاجئ قد تكون علامات أخرى للإصابة بسرطان الجلد، الأمر الذي يجعل ملاحظة أية تغيرات بالجلد أمرا بالغ الأهمية. 3- فقدان الوزن غير المبرر إن فقدان 5 كيلوجرامات من الوزن بشكل مفاجئ وبغير اتباع نظام لتقليل الوزن قد يكون علامة على الإصابة بالسرطان، فعادة ما يكون فقدان الوزن مصاحبا للإصابة بسرطان البنكرياس أو المعدة أو المريء أو الرئة. لكن في الوقت ذاته قد يكون ذلك الفقدان في الوزن علامة على مشكلة صحية أخرى كمشاكل الغدة الدرقية أو الضغوطات النفسية، لذا ينبغي في هذه الحالة استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة للوقوف على السبب. 4- آلام لا يمكن تفسيرها إن الشعور بالألم بشكل عام لا يمكن عزوه إلى الإصابة بالسرطان، إلا أن الشعور بآلام لا يمكن تفسيرها بصورة مستمرة لمدة تزيد عن شهر قد يشير إلى احتمالية الإصابة بسرطان العظام أو المخ، كما أن آلام الظهر المبرحة قد تكون علامة لسرطان المبيض أو القولون، لذلك يجب دوما استشارة الطبيب حال استمرار الألم لفترة طويلة. 5- نزيف غير طبيعي إن حدوث نزيف خارج أيام الطمث الطبيعية، أو بعد انقطاع الطمث تماما قد يشير إلى العديد من الأمراض، لكن ينبغي دوما زيارة الطبيب حيث أنه قد يكون علامة على سرطان عنق الرحم أو بطانة الرحم. بينما سعال الدم قد يدل على سرطان الرئة، وظهور دم بالبراز قد يدل على سرطان القولون أو الشرج، ووجود دم بالبول قد يكشف عن سرطان الكلية أو المثانة. 6- الانتفاخ بشكل مستمر إن الشعور بالانتفاخ أمر طبيعي لدى النساء، إلا أن استمراره لفترة طويلة تصل إلى أسبوعين أمر مقلق، ففي حال عدم زوال الانتفاخ خلال أسبوعين، أو مصاحبة الانتفاخ لفقد في الوزن أو نزيف يجب زيارة الطبيب. فالانتفاخ الدائم قد يكون علامة للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض أو الرحم أو القولون أو الأمعاء أو البنكرياس، ولتأكيد الأمر أو نفيه يجب إجراء عدد من الفحوصات الطبية، والتي يتوقف نوعها على عدد من الأعراض الأخرى أيضا. 7- تغيرات في التبرز أو التبول إن الإصابة بالإمساك أو الإسهال أو تغير حجم البراز بشكل مستمر ولفترة طويلة قد يكون علامة لسرطان القولون أو الشرج، كما أن الشعور بالألم خلال التبول، أو ظهور دم بالبول، أو زيادة أو نقص معدل مرات التبول بشكل ملحوظ قد يكون مرتبطا بسرطان المثانة. 8- آلام في منطقة الحوض أو البطن إن الشعور بآلام مستمرة في منطقة الحوض قد يكون علامة على الإصابة بسرطان بطانة الرحم، أما وجود آلام مستمرة وعدم الشعور بالراحة في منطقة البطن كعسر الهضم والانتفاخ والتقلصات المستمرة قد تشير إلى سرطان المبيض. 9- حمى لا تزول أحيانا يؤثر مرض السرطان على الجهاز المناعي بحيث لا يمكنه القدرة على مكافحة العدوى المتسببة في الحمى. الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بحمى لا تزول، والتي قد تعد علامة على الإصابة بسرطان الدم أو أورام الغدد الليمفاوية، مما يجعل زيارة الطبيب في تلك الحالة ضرورية لحسم سبب الحمى. 10- بقع بالفم إن وجود بقع بيضاء بالفم أو على اللسان قد تكون علامة دالة على الإصابة بما يدعى "الطلوان" (Leukoplakia)، والذي يعد تمهيدا للإصابة بسرطان الفم إذا لم يتم علاجه، بجانب هذا فإن ظهور بقع صفراء أو رمادية أو حمراء بالفم أو الشفتين، خاصة لدى المدخنين، قد يدل على الإصابة بسرطان الفم. وأخيرا، فإن ظهور علامة أو أكثر من تلك العلامات لا يعني الإصابة بالسرطان بشكل جازم. لكن متابعة ظهور تلك العلامات والأمراض واستشارة الطبيب حال استمرارها لفترة طويلة وتدهورها، يساعد على تحديد مسبباتها والوقوف على أسباب علاجها، وإذا تم تشخيص الإصابة بالسرطان لا قدر الله، فإن التشخيص المبكر خير وسيلة للعلاج والشفاء كما أسلفنا.