ضرب وباء الحصبة (البوحمرون) طيلة الأسبوع الفائت ولا يزال يضرب قرى جديدة شمال ولاية الوادي، من بينها قرية المنانعة ببلدية المقرن، وقرية الجديدة الشمالية ببلدية سيدي عون، بعد موجة وبائية شبيهة شهدتها قرى جنوب الولاية التابعة إلى بلديات الرباح والنخلة والعقلة، وشرق الولاية بمداشر وقرى بلدية دوار الماء الحدودية. كشفت جولات ميدانية ل"الشروق"، الأحد، بقرية المنانعة الواقعة على بعد 40 كلم شمال الوادي، عن توسع مخيف لمرض "البوحمرون" المعدي، وإصابة العديد في أوساط العائلات، والاشتباه في عشرات الحالات الأخرى الموضوعة تحت النظر، إذ يأتي هذا في ظل تكتم عن وضعية استمرار انتشار الوباء، وتنقله بهذا الشكل الواسع خلال الأيام والأسابيع الماضية، كما رصد تنقل أطباء وفرق مختصة بالتلقيح تابعين إلى العيادة المتعددة العلاجات بالمقرن بين المنازل والمصابين، والمشتبه في إصابتهم بهذا المرض المعدي. ونوهت المصادر المحلية إلى أن الإصابات بوباء البوحمرون بالقريتين المذكورتين استهدفت جميع الأعمار والجنسين، من بينهم نساء وآباء متزوجون إصاباتهم متقدمة وخطرة. الانتشار المتواصل لوباء البوحمرون، وزحفه على مناطق جديدة بالولاية، وتسجيل وقوع حالة وفاة الأسبوع الماضي في إحدى قرى بلدية دوار الماء بحسب المصادر المحلية، يأتي رغم حملات التلقيح التي تجري في كل المؤسسات الاستشفائية، فضلا عن القوافل الصحية والتضامنية المتنقلة في كل صحاري المنطقة الشاسعة، حيث بلغ عدد من شملتهم التلقيحات مئات الآلاف بحسب مصالح مديرية الصحة للولاية ولا تزال العملية متواصلة، لكن ورغم ذلك لا يزال انتشار إصابات البوحمرون ووقوع الوفيات، حديث سكان الولاية والفاعلين المحليين بها، الذين استغربوا التكتم الحاصل حول الوضعية، وعدم إعلان الأرقام الحقيقية لضحايا ومصابي هذا المرض المعدي، وعدم التدخل بمستويات أعلى وإعلان حالة أزمة وخطر في بعض المناطق المنتشر فيها هذا الوباء القاتل. وقد أشارت معطيات مستقاة إلى أن المناطق الريفية الصحراوية هي الأكثر انتشار واستفحالا لهذا الوباء، بسبب نقص الوعي تجاه حملات التلقيح السابقة سنة 2017 ، وأيضا لضعف التغطية والرعاية الصحية في المناطق النائية والمعزولة، وكذا انعدام التواصل المباشر مع كثير من العائلات المعزولة وسط الصحاري الخالية البعيدة إلى اليوم، ما خلف هذه الحالات الفجائية والحادة بين الفينة والأخرى. وكان البوحمرون حصد 5 وفيات بحسب مصالح الصحة بالولاية ومئات المصابين، لكن الرقم أكبر من هذا بكثير بحسب المعلومات المرصودة من مختلف قرى وبلديات الولاية الثلاثين، كما عرف انتشارا واسعا بضواحي بلديات الرباح والنخلة والعقلة، وريف بلدية دوار الماء، بالتحديد في بئر بازينة، وبئر عين الحجرة، وبئر المعزة، وبئر أميه إعمارة، وبئر أبي موسى، وهي مناطق صحراوية شاسعة جدا، معزولة تماما، واقعة بين صحراء دوار الماء وبلدية النخلة جنوب ولاية الوادي، ويعيش فيها آلاف البدو الرحل المنتقلين المفتقرين إلى أدنى شروط الرعاية الصحية والتلقيح ضد الحصبة. تجدر الإشارة إلى إن مديرية الصحة لولاية الوادي، راسلت منذ شهرين جميع مؤسساتها الخدمية ووحداتها العلاجية تلزمهم تلقيح الأطفال الرضع من 6 أشهر إلى 11 شهرا، الذين لم تشملهم حملات التلقيح ضد مرض "البوحمرون" في فترات سابقة.