أصيب عدد من الشبان الفلسطينيين الذين توافدوا للمشاركة في الجمعة السادسة من تحركات مسيرة العودة الكبرى. وقد أطلق النشطاء على تظاهرات هذه الجمعة، بجمعة العمال الفلسطينيين. وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي المنتشر في الجانب الآخر من الحدود على الشبان الذين اقتربوا من السياج الحدودي. وكان قادة في جيش الاحتلال قد هددوا في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، بقصف الشبان الذين يطلقون طائرات ورقية محمّلة بمواد سريعة الاشتعال بهدف إشعال حرائق في الجانب الآخر من الحدود. وأشعل عدد من الشبان والفتية إطارات سيارات وألقوا حجارة في اتجاه جيش الاحتلال، حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس. وتجمع مئات الشبان والأطفال على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي في شرق مدينة غزة، بينما كان جنود الاحتلال قبالتهم يحتمون وراء سواتر رملية، فيما كانت تسمع أصوات إطلاق رصاص بين وقت وآخر لتفريق المتظاهرين. وقال شاهد، إن جيش الاحتلال طلب عبر مكبرات الصوت من المتظاهرين العودة إلى منازلهم. رد الشبان على نداءات جنود الاحتلال على شرق غزة قبل قليل.#مسيرة_العودة_الكبرى#جمعة_عمال_فلسطين pic.twitter.com/pi81ap5CxJ — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 4, 2018 وقال شاب (22 عاماً) كان بين مجموعة تقوم بإشعال إطارات السيارات: "لا نخاف مهما أطلقوا الرصاص والغاز، نريد أن نعلن للجميع أننا مستمرون من أجل العودة إلى أراضينا التي هجرونا منها في النكبة" قبل سبعين عاماً. في وسط قطاع غزة، كان عدد من الفتية شرق مخيم البريج للاجئين يجهزون نحو خمسين طائرة ورقية لتطييرها بعد تثبيت زجاجات حارقة فيها في اتجاه المناطق الزراعية الإسرائيلية، وفق ما قال عبد الله عيسى. وأضاف الناشط في مجموعة شبابية أطلق عليها "وحدة الطائرات الورقية": "علمنا أن الطائرات الورقية تؤلم الاحتلال بإحراق مئات الدونمات من الأحراش الزراعية، سنواصل إطلاق طائرات (ورقية) وإلقاءها عليهم". "نقول للاحتلال لن نستسلم" .. رسالة شبان من وحدة "الطائرات الورقية" على حدود غزة. pic.twitter.com/w9ufQyMDm3 — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 4, 2018 وقال القيادي في حماس إسماعيل رضوان الذي وصل إلى منطقة تبعد نحو أربعمائة متراً عن الحدود شرق مدينة غزة: "ماضون في مسيرة العودة وكسر الحصار الإسرائيلي، الاحتلال ليس له إلا أن يرحل عن أرضنا". وتوقع رضوان: "مشاركة كبيرة من أبناء شعبنا في مسيرة 14 ماي"، تاريخ ذكرى "النكبة"، معتبراً أنه "يوم مفصلي لا شك سيكون محطة مهمة مع الاحتلال الصهيوني". وأضاف "ما بعد 14 ماي ليس كما قبله". وبدأ الفلسطينيون تظاهرات "مسيرة العودة" بالتزامن مع ذكرى "يوم الأرض" في 30 مارس، على أن تبلغ ذروتها في الذكرى السبعين للنكبة في 15 ماي. وتطالب بتفعيل "حق العودة" للاجئين ورفع الحصار عن القطاع الذي تفرضه سلطات الاحتلال منذ أحد عشر عاماً. وتعرض جيش الاحتلال لانتقادات شديدة بسبب إطلاقه الرصاص الحي على المتظاهرين، لكنه دافع عن جنوده مبرراً أن قواته لم تطلق النار إلا عند الضرورة. ومنذ اندلاع الاحتجاجات، استشهد حوالي 50 فلسطينياً بينهم صحفيين برصاص جيش الاحتلال، وأصيب نحو ستة آلاف آخرين بالرصاص وقنابل الغاز في قطاع غزة، وفق وزارة الصحة.