نفى الشيخ فركوس، أن يكون رئيس لجنة الإفتاء بجمعية العلماء المسلمين، الشيخ عابدين بن حنفية، من أتباعه سابقا ثم تخلى عنه لاختلاف وجهات النظر بينهما، بل اتهمه بالانخراط في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المُحلة، وأنه باحث عن المناصب كحال "المتحزبين"، ونفى الشيخ فركوس عن نفسه أي طموح له في تبوء المناصب والمسؤوليات. وذكر الشيخ فركوس، في كلمة مطولة، عنونها ب"في ردِّ سفسطة المناوئين وأوهام المتخاذلين وعناد المُبغِضين"، خصصها للرد على تصريحات الدكتور عبد الرزاق قسوم للشروق في ثاني أيام رمضان الكريم، والتي أعاب من خلالها خليفة الشيخ شيبان في الجمعية، اتهامات فركوس للجمعية بأنها "بدعية وضالة"، ومما قاله الشيخ فركوس في رده الأخير "الزعم بأنَّ ابنَ حنفية عابدين كان في وقتٍ سابقٍ مِنْ أتباع الشيخ أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس حفظه الله ثمَّ تخلَّى عنه زعمٌ باطلٌ"، وتابع متهما بن حنفية "الرَّجل لا يُعرَف عنه انسياقٌ مع منهج أهل السنَّة السلفيِّين أبدًا، والتاريخُ شاهدٌ على أنَّ الشخص المذكور قضى سنواتٍ مِنْ عمره متعاطفًا مع جبهة الإنقاذ يرتوي مِنْ حزبيَّتِها ويتغذَّى مِنْ حركيَّتِها، مُشارِكًا في المسيرات ومناضلًا عن أفكار التجمُّع البدعيِّ، والعادةُ جاريةٌ أنَّ نفسيَّةَ مَنْ رضعوا لِبَانَ التحزُّب طموحةٌ نحوَ المناصب، فتُكثِرُ التقلُّبَ في الهيئات والأحزاب طمعًا في تحقيقِ ما تبتغيه نفسيَّتُهم؛ ولمَّا كانت العادةُ محكَّمةً فقَدْ وَجَد البُغيةَ في الجمعية الحاليَّة، فانطوى تحتها منافحًا ومدافعًا". بالمقابل، نفى فركوس عن نفسه أي رغبة له في تبوء المناصب والمسؤوليات أيا كانت، وكتب "إنَّ السلفيِّين والشيخَ أبا عبد المعزِّ مِنْ جملتهم بما فضَّلهم اللهُ به مِنْ علمِ الوحيَيْن الشريفين، وبما حَبَاهم مِنْ حكمةٍ: لا تستهويهم المناصبُ، ولا يتلهَّفون لها، ولو عُرِضَتْ عليهم القيادةُ الإدارية والزعامةُ الوظيفية لَزَهِدوا فيها زهادةَ عُشَّاق الدنيا في الآخرة". وتحدث الشيخ فركوس في كلمته عن السلفية، رافضا ما قاله الدكتور قسوم عنه بأنه مدخلي – نسبة إلى ربيع بن هادي المدخلي-، وقال في هذا الخصوص "إصرار الشانئين وعناد المُبغِضين على فِريةِ نسبة الدعوة السلفية لأشخاصٍ بأعيانهم، وربطِ الدعوة المُبارَكة بأسماءِ علمائها محاولةٌ فاشلةٌ لتغييرِ مَناطِ جوهر الخلاف، وصَبغِ الدعوة السلفية صِبغةَ التعصُّب المَقيت الذي يتخبَّط فيه المُخالِفون مِنْ أهل المِلَل والنِّحَل… أمَّا الدعوة السلفية فتمتاز عنهم بنُبل نسبتها، وامتدادِ صِلَتها، وصلابةِ أوصارها، وفي مَعرِضِ الدفاع عن الدعوة السلفية ممَّنْ يربطها بالأشخاص لمزًا وطعنًا". وتفجرت العلاقة "الهشة" بين الشيخ فركوس وجمعية العلماء المسلمين، على خلفية مقال سابق كتبه الشيخ تحت عنوان "تسليط الأضواء على أنَّ مذهبَ أهلِ السُّنَّة لا يَنتسِبُ إليه أهلُ الأهواء"، أعابته الجمعية واعتبرته "يقصي غالبية المسلمين من دائرة أهل السنة والجماعة".