إلصاق مصطلح «وهابية» بالسلفية يراد به إضعاف الدعوة في نفوس المدعوّين حذّر الشيخ أبو عبد المعز محمد علي فركوس من تقمص بعض الحركات التكفيرية والأحزاب المشبوهة ثوب أهل السنة والجماعة وتغلغلها في الساحة الدعوية باسم السلفية الجهادية أو السلفية الحزبية، مضيفا أنهم يزعمون ذلك ليعطوا المصداقية لحركاتهم الثورية القائمة على نزع يد الطاعة على الحاكم وترويع الآمنين وسفك الدماء وقتل الأبرياء وإتلاف المنشآت وتخريب الممتلكات. وقال الشيخ فركوس في كلمته الشهرية إنهم يسعون إلى إحداث الفوضى الاجتماعية والاضطرابات الأمنية لزعزعة كيان الدولة المسلمة، من خلال نسب كل هذا للسلفية تشويها للحق وتضليلا للناس.وتعرض الشيخ إلى تسلل التقسيمات الاصطلاحية الباطلة التي ابتدعها المغرضون للدعوة السلفية والمناوئون لها، أهل أحزاب المناهج الدعوية، وشيعتهم الذين يعملون على تفعيلها في الساحة الدعوية، كتقسيم السلفية إلى سلفية وطنية موالية للسلطة، وتقابلها السلفية الجهادية المعادية لها، وسلفية تجديدية أي الداخلة في معترك السياسة والأحزاب، وتقابلها سلفية تقليدية وهي السلفية العلمية، إضافة إلى الألقاب والنعوت الكاذبة، والتي من أكثرها انتشارا كلمة «وهابية»، بغية إضعاف تأثير الدعوة السلفية في نفوس المدعوّين، وتنفير العامة وإبعادهم عنها، وشق الصف السلفي جريًا على القاعدة الاستعمارية «فرق تَسُدْ». وجاء في الكلمة الشهرية للشيخ فركوس أن أهل السنة السلفيين لا يداهنون ولاة الأمر بباطل، ولا يمدحونهم على معصية بنفاق، ولا يزينون لهم الباطل ولا يتاجرون بعلمهم، وإنما عرفوا بالصدق في مناصحة الحكام، لأن مناصحتهم منافية للغل والغش، كما عرفوا بالصدع بالحق وبيانه بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة من غير تعنيف ولا تحريض على الخروج ولا اغتيال ولا تفجير، ولا يرضون بهذه الأمور إلا ما كانت الشدة والغلظة في مجالها الحق الصحيح وبالوجه المشروع.ومن العقبات العائقة عن النهوض بالدعوة إلى الله على وجه التمام -حسب الشيخ- تصلب بعض الدعاة المنتسبين للسلفية على مواقف وآراء مجانبة للصواب يقضي الشرع ببطلانها، ومع ذلك لا يرجعون إلى الحق ولو أمددتهم بألفِ دليل، بل يتعصبون لآرائهم ويستميتون عليها، ويحركون أنصارهم المُوالين لهم للدفاع عنها بما أنْكره السلف من الجدل المذموم والخوض في المراء والخصومات المشتملة على تأسيسات كاذبة وإيحاءات وظنون وهمية وقراءات ما بين السطور وأخرى بلا سطور، وغالبا ما تكون مخالفة للحق والواقع.
موضوع : حركات تكفيرية وأحزاب مشبوهة تمارس الدعوة باسم السلفية الحزبية 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0