أوقفت مصالح الأمن ، حوالي 80 شخصا ، تحفظيا ، على خلفية التحقيقات الجارية في تفجيرات الأربعاء الماضي ، في حملة شنتها في أوساط العائدين من العراق ، و آخرون تم توقيفهم على الحدود مع تونس و سوريا ، لإشتباه ضلوعهم في تفجيرات 11 أفريل الماضي التي إستهدفت مقر المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر ، و مقر مبنى رئاسة الحكومة ، و شملت التوقيفات خاصة الأشخاص الذين كانت لهم صلة بتنظيم " القاعدة في بلاد الرافدين " الذي كان يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي. ولا يستبعد محققون يشتغلون على الملف أن تكون مهمة هؤلاء التنسيق بين هذا التنظيم في بلاد الرافدين و " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " ، و شملت هذه التوقيفات أشخاصا من الضاحية الشرقية و الجنوبية للعاصمة حسب المعلومات المتوفرة لدينا ، أهمها براقي ، باش جراح ، عين طاية ، برج الكيفان ، بوروبة ، درقانة ، كما إمتد التحقيق مع مشتبه فيهم بالولايات التي عرفت نشاط شبكات تجنيد الشباب للقتال في العراق ، خاصة بالوادي ، المسيلة ، تيارت و مستغانم . و يركز المحققون مع هؤلاء ، على ضبط المتورطين في علاقتهم بدعم و إسناد تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " ، و لم يتقلوا إلى العراق في إطار موجة التنديد ضد العدوان على العراق ، و خضع العديد من العائدين من العراق ، إلى التحقيق من طرف أجهزة الأمن قبل الإفراج عنهم ، لتفرض عليهم الرقابة و المتابعة و يخضع بعضهم للتحقيق في إطار توقيف تحفظي ، و صرحوا آنذاك أنهم هاجروا لدعم المقاومة في العراق ، و مواجهة العدوان الأمريكي ، حيث عادت مصالح الأمن إلى التحقيق في محاضر سماع هؤلاء ، و قال مصدر أمني قريب من التحقيق ، أن العديد من هؤلاء عادوا إلى الجزائر بعد مقتل الزرقاوي أمير تنظيم " القاعدة في بلاد الرافدين" ، و نشوب حرب طائفية ، لكن أغلبهم " فر" من العراق ، هروبا من العمليات الإنتحارية. وهو ما سبق أن أشارت إليه " الشروق" في أعداد سابقة ، بعد تجنيد المقاتلين الجزائريين في العمليات الإنتحارية حسب تصريح 4 شباب من ضواحي عادوا من العراق بعد أكثر من سنة هناك ، و صرحوا لمصالح الأمن أنهم كانوا يخشون تصفيتهم ، و لقي العديد منهم حتفهم منهم شاب من براقي و آخر من الوادي ، حسب تأكيدات رفقائهم لأهاليهم ، و يجهل مصير العشرات منهم . و حركت تفجيرات الأربعاء ، التي تبناها تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " ، مصالح الأمن بإتجاه هؤلاء ، لتقوم بتوقيف بعضهم و أخضعت آخرين للرقابة ، و تركز على " الفاشلين " في الهجرة إلى العراق بعد تضييق الخناق على الحدود ، ليتحولون إلى النشاط تحت لواء تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " ، الذي حاول توظيف هذا الإنضمام ، لإقناع الشباب بالإلتحاق بالجماعة السلفية للدعوة و القتال سابقا ، بعد أن تراجع عدد نشطائه بسبب موجة التوبة ، و سلسلة الضربات التي وجهها له الجيش. لكن برأي متتبعين للشأن الأمني ، راهن درودكال عبد المليك المدعو أبو مصعب عبد الودود ، أمير التنظيم الإرهابي ، على " العائدين من العراق" للإستفادة من خبراتهم ، و تكوينهم خاصة و أن هؤلاء خضعوا لتدريبات على صناعة المتفجرات و العمليات الإنتحارية ، و أغلب أفراد التنظيم هم شباب و مراهقين لا يملكون تكوينا ، كما تقول مصالح الأمن ، أن الإعتداءات الإرهابية الأخيرة ، تحمل بصمات العمليات الإنتحارية في العراق ، و عليه لا تستبعد" بصمة" العائدين من العراق ، و تذهب مصادر غير مؤكدة في إتجاه توقيف أحد أبرز عناصر شبكة دعم و إسناد الشبكة التي نفذت تفجيرات الأربعاء ، و جدير بالذكر ، أن قيادات الجماعة السلفية للدعوة و القتال كانت قد قامت باتصالات مكثفة بإتجاه العائدين من العراق ، و التائبين و المفرج عنهم في إطار المصالحة و أيضا أبناء الإرهابيين لإقناعهم بالإلتحاق بالتنظيم الإرهابي. نائلة.ب:[email protected]