إذا كان محمد صلاح منافسا عنيدا للجزائري رياض محرز في التألق في ميادين الدوري الانجليزي، فإن التنافس يشتد بين اللاعبين من ناحية الشعبية بين الجماهير العربية، ما جعل النجم المصري يطمع في مزاحمة رياض محرز على كسب حب ومساندة الجماهير الجزائرية، بدليل تألقه الملفت للانتباه هذا الموسم مع نادي ليفربول من جهة، وكذا تصريحاته التي يشيد من خلالها في كل مرة بثقل الجماهير الجزائرية ومحبته لهم. وتأتي هذه المكانة التي يحتلها محمد صلاح بين الجزائريين بفضل مردوده المنتظم وأهدافه الحاسمة التي جعلته يصنع من نفسه النجم الأبرز بين اللاعبين العرب في البطولات الأوروبية، وتحقيقه مسيرة مميزة في رابطة أبطال أوروبا، وسجل 10 أهداف في هذه المنافسة، ناهيك عن نيله جائزة أحسن لاعب إفريقي سنة 2017. قيمته في ارتفاع وسيصبح أغلى لاعب في التاريخ ومن الجوانب التي تعكس التألق اللافت للنجم المصري محمد صلاح في ميادين الكرة هو قيمته في سوق الانتقالات التي صعدت بشكل كبير جدا في المدة الأخيرة، والأكثر من هذا أنه محل اهتمام أندية عملاقة على غرار ريال مدريد المستعد لدفع أرقام خيالية لجلبه، أندية أوروبية أخرى تحذو حذو النادي الملكي. صلاح قد يصبح أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم حيث خطف النجومية والأضواء من عديد اللاعبين المتألقين عالميا على غرار رونالدو وميسي ونايمار… ومحرز،ويصبح ثاني لاعب عربي بعد الجزائري ماجر يشارك في نهائي رابطة الأبطال الأوروبية. يراهن على ربيع كروي مصري في روسيا وفي الوقت الذي صنع محمد صلاح التميز كلاعب محترف في أوروبا، فإنه في المقابل قد ساهم في تأهل المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم، تأهل أعاد الفراعنة إلى المحافل الكروية الكبرى بعد غياب طويل نسبيا، ما جعله يمسح دموع المصريين التي سالت بحرقة خلال ملحمة أم درمان التي صنعها أبناء المدرب رابح سعدان بقيادة المدافع عنتر يحي، وسيكون محمد صلاح معنيا بالمشاركة في مونديال روسيا الذي يريده أن يكون مناسبة لصنع ربيع كروي لمنتخب بلاده رغم المهمة الصعبة التي تنتظر زملاءه، ولو أن خبرة صلاح قد تسمح بصنع الفارق بحكم أنه يمتلك 57 مباراة دولية سجل فيها 33 هدفا، كما سبق له أن بلغ نهائي كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالغابون وخسره منتخب بلاده أمام الكاميرون. وفي السياق نفسه يراهن الشارع المصري كثيرا على إمكانات وفنيات محمد صلاح لقلب الموازين، وهذا بناء على مشواره الاحترافي مع أندية أوروبية كبيرة أهمها روما الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي وصولا إلى نادي ليفربول. فقر عائلي ومجد كروي يجمع الكثير من النقاد والمتتبعين، بأن النجم الكروي محمد صلاح (26 سنة) ترعرع في عائلة بسيطة سادتها ظروف مادية صعبة، ما أثر على حياة صلاح الأكاديمية وحال دون التحاقه بالجامعة، مصاعب جعلته يشق طريقه نحو عالم الكرة الذي صنع فيه أمجادا قابلة للإثراء، وقد ظهر شغف صلاح بكرة القدم منذ الصغر، لذا قرر السير على خطى الكبار، فانتسب إلى نادي المقاولون العرب من بوابة فريق الناشئين. ودفعت موهبته وصحة إمكاناته بمدرب الفريق الأول إلى إشراكه في إحدى مباريات الدوري المصري أمام فريق المنصورة عام 2010. وفي الموسم التالي أضحى محمد صلاح لاعبًا أساسيًا في الفريق الأول، ليجذب بعد ذلك أنظار الفنيين والنقاد، فكان محل اهتمام نادي الزمالك، لكن في العام 2012 قرر نادي بازل السويسري التعاقد معه، مدشنا عالم الاحتراف في القارة الأوربية. وقد أمضى صلاح موسمين ناجحين مع نادي بازل، حيث نجح في الموسم الأول في التأهل إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، محرزًا هدفين ثمينين أمام فريقي توتنهام وتشيلسي الإنجليزيين. أما على الصعيد المحلي، فقد نجح صلاح في إحراز لقب الدوري مع بازل، وحل وصيفًا في مسابقة الكأس. وفي الموسم التالي شارك في دوري أبطال أوروبا، حيث قدم أداء لافتًا محرزًا هدفًا ثمينًا لفريقه في المباراة التي جمعته بتشيلسي الإنجليزي، لتنهال عليه عروض مغرية، فقرر الانتقال إلى تشيلسي موسم 2013/2014. هذه هي قصة حبه الوحيدة يحتفظ محمد صلاح بقصة حب وحيدة وصفت بالصامتة، حيث في عام 2013 تزوج من صديقة طفولته ماجي محمد، وأنجب منها ابنة سماها مكة، ويؤكد بعض العارفين لمحمد صلاح بأنه ارتبط بقصة حب مع زميلته في المدرسة الإعدادية، وبادلته الحب، لكن لم يسمع أحد بهذه القصة، فلم يلتقيا ولو مرة واحدة، بحكم العادات والتقاليد، وعقب احترافه في نادي بازل السويسري استغل صلاح أول إجازة يحصل عليها من ناديه الجديد، وتقدم لوالدها بعد سنوات طويلة من الحب الصامت، وتمت خطبتهما وزواجهما في حفل بهيج أصر صلاح على إقامته في القرية ومشاركة أهالي قريته لفرحته. حريص على التزاماته الدينية ووفي للأعمال الخيرية ويُجمع الكثير من المتتبعين والعارفين بتنشئة ومسيرة النجم الكروي المصري محمد صلاح هو حرصه على القيام بالتزاماته الدينية، خاصة وأن تربيته نابعة من أصول أعماق الريف المصري، ولا يتوانى في القيام بأداء الصلاة وأداء مختلف الواجبات التي تقربه إلى الله، وفي هذا الجانب فقد كتب الكاتب المصري معز صلاح الدين مقالا بعنوان "محمد صلاح.. قدوة في زمن التدهور الأخلاقي"، حيث أشاد بالنجم الكروي المصري من حيث الالتزام الديني وحرصه على مد يد العون للفقراء والمحتاجين وأبناء بلده في الريف المصري، وفي هذا الجانب فقد ضربمحمد صلاح أروع الأمثلة في مجال الأعمال الخيرية، من ذلك تبرعه ب5 ملايين جنيه لصندوق "تحيا مصر" للمساهمة في تنفيذ مشروعات خيرية لخدمة الفقراء والمحتاجين، كما تبرع بجهاز "إيكو" لمركز روماتيزم القلب ببسيون، كما أنشأ جمعية خيرية لرعاية الأيتام والأسر الفقيرة بمسقط رأسه نجريح، وساهم في إنشاء معهد للفتيات ابتدائي وإعدادى وثانوي، لتخفيف العبء عنهن وعن أسرهن، وتبرع بشراء حضانتين لمستشفى بسيون المركزي لخدمة الأطفال وتخفيفا على أبناء قريته من السفر 50 كيلو لمدينة طنطا للمستشفيات، وجهازي تنفس صناعي. كما تبرع بتغطية فناء المدرسة التي تعلم بين جدرانها. وواصل نجم منتخب مصر مساهماته الخيرية بمساعدة جمعية اللاعبين القدامى لسد احتياجاتهم، في الوقت الذي تم إطلاق اسم محمد صلاح على مدرسة بسيون الصناعية في لافتة كبيرة تكريما له، كما تم إطلاق اسم "صلاح" على مركز شباب نجريج بقريته وذلك تكريما لنجم الكرة المصرية عقب قيادة منتخب بلاده الفراعنة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم. نظام السيسي أساء إلى أبو تريكة ويريد ترهيب صلاح لم يتوان نظام السيسي في العمل من أجل الإيقاع بين نجم ليفربول محمد صلاح والنجم المصري السابق محمد أبو تريكة، من خلال ممارسة الضغط على هذا الأخير وتمرير رسالة إلى الآخر، بدليل ما قام به القضاء المصري الذي كان قد أصدر قرارا يقضي بالتحفظ على أموال محمد أبو تريكة، قبل أن يناقض نفسه ويسارع إلى إصدار حكم "يلغي الإلغاء". وكان القضاء المصري قد أدرج اسم أبو تريكة على قوائم الإرهاب مع 1529 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، بل زاد مدة الإدراج إلى خمس سنوات بعدما كانت في القرار السابق 3 سنوات فقط، يحدث ذلك رغم ماضيه الكروي وشعبيته الكبيرة في مصر والعالم العربي. وقد اعتبر البعض مثل هذه القرارات والخرجات بأنها استعراضات تصب في خانة تسييس الكرة، مع تبليغ رسائل ضمنية للنجم محمد صلاح مهاجم ليفربول الإنجليزي الذي يعد من أكبر المعجبين بأخلاق ومسيرة أبو تريكة، هذا الموقف جعل بعض المؤيدين للنظام المصري يشنون هجوما كبيرا على رياضيين مصريين بسبب نشرهم صورا تجمعهم بلاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر سابقا محمد أبو تريكة، وجاء على رأس الرياضيين الذين تعرضوا للهجوم لاعب نادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، وأعضاء المنتخب المصري للاسكواش، بعدما نشروا صورا جمعتهم ب"أبوتريكة" في إنجلترا، وكتبوا تعليقات تشيد به وبمكانته في قلوب المصريين والعرب، في تصرف أغضب أنصار النظام، الذين يتهمون أبو تريكة بدعم جماعة الإخوان المسلمين. ووصل بالبعض إلى حد المطالبة بالتحقيق معهم، بتهمة "دعم الإرهاب" و"التعاون مع قطر". محمد صلاح بصوت عال: "أبو تريكة مثلنا الأعلى" وإذا كانت أطراف من نظام السيسي تسعى إلى الإيقاع بين أبو تريكة ومحمد صلاح، على غرار خرجة وزير الشباب والرياضة المصري خالد عبد العزيز الذي وصف صلاح بالعالمي وأبو تريكة بالمحلي، إلا أن محمد صلاح يبدو أنه لم يقع في الفخ، حيث لم يتوان في الإشادة بمحمد أبو تريكة في عديد المناسبات، حيث كان يرد بصوت عال "محمد أبو تريكة مثلنا الأعلى"، في الوقت الذي بقي أبو تريكة محافظا على طباعه الهادئة وتصريحاته الرزينة، بدليل رد فعله بعد حصول محمد صلاح على جائزة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" كأفضل لاعب كرة قدم في قارة افريقيا، حيث تبادل الثنائي المذكور عبارات الثناء، وأكد أبوتريكة بأن محمد صلاح يُعد قدوة للشباب في العالم العربي، والجميع يدعو له بالتوفيق، فيما رد صلاح قائلا: "الجميع يعلم علاقتي القوية بأبو تريكة ومدى حبي له"، وهو ما يعكس العلاقة المميزة التي تجمع بين النجمين الكرويين رغم سعي عديد الأطراف الموالية لنظام السيسي للإيقاع بينهما.