حذّر نور الدين بدوي، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة الإقليمية، مفتعلي حرائق الغابات من تكرار سيناريو الصائفة الماضية، مجددا التأكيد على أن هذا السلوك المشين يعتبر جرما كبيرا يعاقب عليه القانون. أوضح الوزير في منشور له أطلقه أمس على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، أن الإرتفاع المحسوس في درجات الحرارة بمختلف مناطق الوطن في الأيام الأخيرة الماضية، يستدعي التذكير بأنّ ما مرت به بلادنا خلال صائفة العام الماضي - في إشارة واضحة منه إلى حرائق الغابات- لم يكن بالأمر اليسير، مشيرا إلى أنه تم حينها تسجيل إندلاع موجة غير عاديّة من الحرائق بلغ عددها 2992 حريقا، مسّ 38 ولاية، ما أسفر عن أضرار كبيرة مست الغطاء النّباتي والغابي، خسائر بشرية فادحة تمثلت في مفارقة 3 مواطنين للحياة. في السياق ذاته وبعدما جدد التأكيد على أن الحرائق الّتي إندلعت بفعل فاعل جرم كبير يعاقب عليه القانون، أبرز بدوي، أنها أُلحقت ببيئتنا أضرارا كبيرة، وأجبرت أعوان الحماية المدنيّة وأعوان حماية الغابات في جل ربوع الوطن على العمل في ظروف وعبر مسالك صعبة، وعليه أبرز أن مسألة الوقاية والمكافحة والتّحكّم في الحرائق لن تكن ممكنة دون تظافر جهود الجميع من سلطات ومواطنين وفعاليّات المجتمع المدني، داعيا في هذا الصدد الجميع لتفادي أيّ سلوك قد يتسبّب في إندلاع حريق. هذا وأكدّ وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة الإقليمية، في كلمة له بمناسبة الملتقى الوطني حول الوقاية ومكافحة حرائق الغابات شهر ماي الماضي، وقوف لوبيات مافيوية وراء الحرائق التي عرفتها السنة الماضية العديد من ولايات الوطن، بهدف تحقيق الربح السريع والضخم من بيع مخلفات الغابات خاصة ما تعلق بالفحم، وقال حينها في هذا الصدد "عدد معتبر من حرائق العام الماضي تمت بفعل فاعل، لأهداف إستغلال مخلفات الغابات في الربح السريع (بيع الفحم)"، هذا بعدما أكدّ متابعة المتورطين وتقديمهم إلى العدالة، هذا بعدما أعلن عن وضع إستراتيجية وطنية للوقاية من الحرائق تمتد إلى غاية 2030، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أبرز محاورها إطلاق عمليات تكوين خاص بالمنتخبين على مستوى الإدارات المحلية والبلديات في عمليات تسيير الأزمات، وفيما يخص الإجراءات المتخذة لهذه السنة، أعلن المتحدث،عن تزويد الحماية المدنية ب 15 رتلا متنقلا تضاف إلى 22 رتلا موجودة حالية (أي 37 رتلا)، إضافة إلى البدء التدريجي في إستغلال الوسائل الجوية لمكافحة الحرائق، كاشفا في هذا الصدد عن التعاون مع وكالة الفضاء الجزائرية، لإستغلال القمر الصناعي "ألكوم سات 1" لبث الصور ومكافحة حرائق الغابات، وهو ما ذهب إليه نسيم برناوي، رئيس مكتب الإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، الذي أكد وقتها عن الشروع في إستغلال معلومات هذا القمر الصناعي.