ما تزال تداعيات قضية حجز أزيد من 700 كيلوغرام من الكوكايين بميناء وهران تثير الجدل، فقد حل بالجزائر الثلاثاء وزير الداخلية الاسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، في زيارة رسمية، وقد التقى عددا من المسؤولين الجزائريين، وعلى رأسهم وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي. وجرى اللقاء بمقر وزارة الداخلية، وبحضور كل من قائد الدرك الوطني، اللواء مناد نوبة، والمدير العام للأمن الوطني، العقيد مصطفى لهبيري، وتندرج هذه الزيارة في إطار التعاون بين قطاعي الداخلية في البلدين، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، التي أشارت إلى أن الزيارة جاءت بطلب من الطرف الجزائري. وزير الداخلية الإسبانية ولدى وصوله إلى مطار الجزائر قال إن "الحكومة الاسبانية الجديدة تحرص على المحافظة على العلاقات بين البلدين في جميع المجالات وتعزيزها أكثر"، وأشار إلى أن مدريد تضع "تعزيز" العلاقات الجزائرية الاسبانية في مقدمة أولياتها. وتحدث فرناندو غراندي عن المحاور التي تباحث فيها مع المسؤولين الجزائريين، لافتا إلى أن الأمر "يتعلق خصوصا بمكافحة الإرهاب"، على اعتبار أن "الجزائر تتمتع بخبرة كبيرة"، على هذا الصعيد، فضلا عن "تبادل المعلومات والخبرات بين البلدين في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر". كما أشار الوزير الاسباني إلى أن "للبلدين كذلك علاقات مرضية في مجال الحماية المدنية وأمن الطرقات والمبادلات بين قوات الشرطة والدرك في البلدين"، علما أن المعلومات التي قادت إلى حجز شحنة الكوكايين، كان مصدرها إسبانيا، وذلك بعد أن غادرت الباخرة المحملة بالممنوعات ميناء فالنسيا باتجاه الجزائر. وتأتي زيارة المسؤول الإسباني في أعقاب التطورات التي تعيشها البلاد جراء تداعيات حجز شحنة الكوكايين بميناء وهران، والتي أطاحت بالكثير من الرؤوس، وعلى رأسهم المدير العام للأمن الوطني السابق، اللواء عبد الغني هامل. وعاشت الجزائر منذ الأسبوع الماضي على وقع زيارات لمسؤولين كبار في كل من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، وبدأ هذا الإنزال بزيارة الوزير المنتدب لدى وزير العمل والحسابات العمومية الفرنسية، أوليفيي دوسو، وقد استقبل من قبل الأمين العام لوزارة الداخلية، صلاح الدين دحمون، وهي الزيارة التي جاءت في اليوم الذي أقيل فيه عبد الغني هامل، من قبل الرئيس بوتفليقة. ولم يكد المسؤول الفرنسي يغادر الجزائر، حتى حط الرحال بها مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، ممثلا في جون جي سوليفان، نائب كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية، والذي كانت له لقاءات مع مسؤولين جزائريين سامين، على رأسهم الوزير الأول، أحمد أويحيى، ووزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، وإن لم تشر التسريبات إلى كل ما جرى من مشاورات بين المسؤولين الجزائريين وضيوفهم الفرنسيين والأمريكان، إلا أن جل المراقبين ربطوا هذه الزيارات بتداعيات شحنة الكوكايين المحجوزة. غير أن التصريح المقتضب الذي كشف عنه المسؤول الأمريكي في ختام زيارته، أكد أيضا وجود ملفات أخرى تمت مناقشتها، ومن بينها ملف الانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل، فقد لمس جي سوليفان، كما قال، عن رغبة السلطات الجزائرية في تنظيم انتخابات رئاسية شفافة وديمقراطية.