أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، "حرصه القوي" على مواصلة العمل مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من أجل "توطيد علاقات التعاون وحسن الجوار بين البلدين، والرقي بها إلى مستوى تطلعات الشعبين من التكامل والاندماج"، جاء ذلك في برقية بعثها الملك محمد السادس، الخميس، إلى الرئيس بوتفليقة، بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال. وأعرب العاهل المغربي، للرئيس بوتفليقة عن "أصدق التهاني والتمنيات بموفور الصحة والعافية والهناء، وللشعب الجزائري الشقيق بتحقيق المزيد من المكتسبات على درب التقدم والازدهار، تحت قيادته". وقال الملك محمد السادس، إن "تخليد الجزائر الشقيقة لهذه الذكرى، مناسبة لاستحضار ما يجمع شعبينا من أواصر الأخوة المتينة، وما يتقاسمانه من مقومات تاريخية وحضارية، وتطلع إلى مستقبل مشترك". وتتناقض العبارات التي حملتها رسالة محمد السادس، مع السياسية العامة التي ينتهجها على أرض الواقع مع الجزائر، التي دأب من خلالها على توجيه الاتهامات الجزافية إلى الجزائر، وكان آخرها على لسان وزيره للخارجية ناصر بوريطة، أول أمس، من موريتانيا، حيث ادعى أنها طرف فاعل في قضية الصحراء والحل بين يديها، وأنها وراء عدم بناء اتحاد المغرب العربي، جاء ذلك خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة في نواكشوط الموريتانية. وزعم بوريطة أن الجزائر "تحتضن وتمول وتعبئ آلياتها الدبلوماسية للدفاع عن جبهة البوليساريو وأن قادتها يسيرون البلاد بعقلية الحرب الباردة"، مضيفا في ما يخص قطع العلاقات مع إيران أن ذلك جاء بناء على "معطيات تؤكد وجود محاولة للمساس بالمصالح العليا للمغرب وبأمنه واستقراره". وتوصف العلاقات بين المغرب والجزائر ب"الباردة"، بل و"المتشنجة"، وفي ماي الماضي، استدعت الجزائر السفير المغربي لديها للاحتجاج على ما اعتبرته "إقحاما بشكل غير مباشر" لها، خلال إعلان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وإيران، بزعم التكوين العسكري الذي يلقاه الجيش الصحراوي من قبل عناصر من حزب الله، عبر دبلوماسي إيراني في الجزائر.