من المنطقي أن يكون الهدف الأول للناخب الوطني الجديد مهما كانت جنسيته ومستواه وشهرته، هو التأهل لكأس العالم في قطر، أي بعد أربع سنوات ونصف على اعتبار أن مونديال قطر سيلعب في شهر ديسمبر من عام 2022 وليس في شهر جوان. وفي غياب لاعبين جدد خاصة من مزدوجي الجنسية، الذين يبدو أن فرنسا لن تترك مستقبلا للجيدين منهم حرية اختيار الجزائر، فإن الناخب الوطني المحتمل سيكون أمام فريق شاخ وقارب سن التقاعد، وسيتعب كثيرا لو حقق المنتخب الوطني التأهل لكأس العالم القادمة بسبب تقدم اللاعبين في السن، حيث يصعب عليهم تسيير دورة مونديالية مغلقة من دون إرهاق، إذ سيبلغ سن رياض محرز في ديسمبر من سنة 2022، قرابة 32 سنة، ويقترب ياسين براهيمي حينها من سن ال 33 وهما أحسن لاعبين في المنتخب الوطني ويحتاجان للياقتهما خاصة أنهما جناحان يعتمدان على السرعة التي تغيب مع التقدم في السن أو على الأقل لن يكونا كما هو حالهما الآن، ويحتفل في قلب المونديال القطري سفيان فيغولي بعيد ميلاده ال 33 إن تأهل الخضر للمونديال طبعا، بينما يكون رايس مبولحي في سن ال38 وثمانية أشهر، ويقارب فوزي غلام ربيعه 32 ويصغره بسنة واحدة عيسى ماندي، وواضح أن الذين يراهنون على أن يشارك هؤلاء في تأهيل الخضر للمونديال القادم ويبرزون في الدوحة، مخطئون تماما، فالمتقدمون في السن يمكن الاستفادة منهم كاستثناء فقط، أما أن يشكلوا الترسانة الكاملة للفريق الوطني فسيكون شكلها سيئا جدا، ونتائجها ضعيفة. وقليل من اللاعبين الحاليين للمنتخب الوطني من تكون أعمارهم مفيدة للمنتخب الوطني ومنهم لاعب نابولي الإيطالي، آدم وناس الذي سيبلغ في زمن مونديال قطر، سن السادسة والعشرين، وإسماعيل بن ناصر الذي سيحتفل في توقيت مونديال قطر بعيد ميلاده الخامس والعشرين، وحتى نبيل بن طالب الذي سيكون على مشارف الثامنة والعشرين وما عدا هؤلاء، فإن البقية سيزيد سنهم عن الثلاثين، بمن فيهم المحليون. هذه السن تبيّن جسامة ما ضيعته الجزائر من خلال غيابها عن كأس العالم، التي أقيمت في روسيا، حيث كل هؤلاء اللاعبين كانوا سيظهرون في أوج عطائهم من خلال سنهم المعتدلة واكتسابهم لخبرة جنوها من مشاركتهم في مونديال البرازيل، حيث بلغوا الدور ثمن النهائي، ولم يخسروا إلا أمام بطل العالم أي ألمانيا التي شاخت الآن وخرجت من الدور الأول. المشكلة ليست في مونديال قطر فقط، وإنما في رحلة البحث عن بطاقة التأهل لكأس العالم 2022 في قطر، فالسن ستلعب دورا في تحديد الإرادة والسعي لهذا الهدف، لأن التأهل يتحقق بجهد مضاعف من قلب القارة السمراء في مباريات ومناخ ومنافسين يتطلبون لياقة بدنية قد لا تتوفر حتى لدى الشباب فما بالك بلاعبين جاوزت أعمارهم الثلاثين سنة.