عادت وسائل الإعلام الإفريقية إلى الحديث عن الصعوبات والعراقيل التي تجدها الكاميرون في استضافتها نهائيات كأس أمم إفريقيا في 2019 بسبب المشاكل المالية والتقنية التي تواجهها، التي حالت دون التزام الجهات المنظمة بإنهاء كافة الأعمال خلال الأوقات المحددة في كتاب الشروط الذي وقعته مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) قبل أعوام بعد إعلان فوزها بشرف الاستضافة. وكانت البطولة قد تقرر أن تستضيفها الكاميرون بمشاركة 24 منتخباً في فصل الصيف، حيث تحدد تاريخ إقامتها بين السابع والثلاثين من شهر جوان من عام 2019. ورغم أن رئيس الاتحاد القاري الملغاشي أحمد أحمد، قد حسم في وقت سابق مسألة استضافة بطولة أمم إفريقيا 2019 بتأكيده على إقامتها في الكاميرون، إلا أن تأخر الأخيرة في إنهاء أعمالها المرتبطة بالاستعدادات للبطولة خاصة الملاعب وملاحقها التدريبية، قد تسبب في مراقبته شخصيا عملية الإنجاز عن كثب، وبعدما أرسل بعثة تقنية للوقوف على نسبة الإنجاز، فإنه وجه بعثة أخرى بالاستعداد لزيارة الكاميرون في شهر أوت القادم، على ضوء تقريرها سيتحدد البلد الذي سيستضيف بطولة أمم إفريقيا سواء باستمرار إقامتها في الكاميرون أم نقلها إلى بلد إفريقي آخر. وتواجه الكاميرون عدة عراقيل لإتمام أعمال الملاعب الثلاثة الجديدة، التي ستحتضن عددا من مباريات البطولة في كل من العاصمة ياوندي ودوالا وغاروا، وذلك بسبب إضراب العمال احتجاجا على عدم تسلمهم رواتبهم لعدة أشهر، حيث يتعين على الاتحاد الكاميروني إنهاء الأعمال في شهر ديسمبر من عام 2018، أي إن أمامه فرصة من أربعة أشهر ليعلن جاهزيته لاستضافة 24 منتخبا بعكس الدورات السابقة التي لعبت ب 16 منتخبا، حيث أدت هذه الزيادة في عدد المنتخبات المشاركة إلى ارتفاع تكاليف التنظيم على بلد فقير يعاني من شح الموارد المالية ويعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة. وفي حال تأكد الاتحاد القاري من استحالة جاهزية الكاميرون لتنظيم البطولة، فإن خيار نقلها إلى بلد إفريقي آخر سيكون خيارا إجباريا، وسط ترقب المغرب لما سيتضمنه تقرير نتائج اللجنة التي ستزور الكاميرون الشهر المقبل. ورغم أن الاتحاد المغربي قد أعلن مراراً عن دعمه المطلق للكاميرون في تنظيم البطولة الإفريقية مقابل دعمها للملف المغربي لاستضافة مونديال 2026، إلا أن إعلان الاتحاد الإفريقي بعدم جاهزية الكاميرون لتنظيم الحدث الكروي الأهم في "القارة السمراء" سيجعل المغاربة في أفضل رواق لخلافته في ظل جاهزيته لتنظيم تظاهرة بهذا الحجم، وهو الذي كان مرشحا لاستضافة بطولة كأس العالم التي خسرها لصالح الملف الأميركي الشمالي الذي ضم الولاياتالمتحدة الأميركية والمكسيك وكندا.