غابت الجامعات الجزائرية، في تصنيف حديث، لأفضل المؤسسات التعليمية في العالم، وهذه المرة في التصنيف الصادر عن مركز الجامعات العالمية في جامعة جياو تونغ شنغهاي الصينية، والذي نشر قائمة موسعة لأفضل 500 جامعة في العالم. التصنيف الذي جمع 500 جامعة للمرة الخامسة عشرة على التوالي، إذ لم تستطع أيّ جامعة جزائرية ضمان تواجدها ضمن اللائحة النهائية التي هيمنتْ عليها الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة، فيما شهدتْ حضور خمس مؤسسات جامعية عربية فقط، أربع منها من المملكة العربية السعودية، ويتعلق الأمر بجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد الله، للعلوم والتكنولوجيا وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، فيما الأخيرة من مصر ويتعلق الأمر بجامعة القاهرة، وفي القائمة نجد كذلك جامعتين إيرانيتين هما جامعة شريف وطهران. وكما كان متوقعا، تمكَّنت الجامعات الأمريكية من احتلال صدارة التصنيف بوجود 57 جامعة أمريكية؛ فيما تراجعت بعض الجامعات البريطانية، وحلت 8 جامعات أمريكية وجامعتان بريطانيتان ضمن أفضل 10 جامعات في العالم. أما أفضل 20 جامعة فضمت 16 جامعة أمريكية، و3 جامعات بريطانية، وجامعة سويسرية (المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ) حلت في المرتبة 19. وحافظت جامعة هارفارد على المرتبة الأولى للسنة الرابعة عشرة على التوالي. واستطاعت 3 جامعات أميركية احتلال المراكز الثلاثة الأولى، إذ حلت جامعة ستانفورد في المرتبة الثانية، محافظة بذلك على ترتيبها للعام الثاني على التوالي، بينما جاءت جامعة كمبريدج البريطانية في المرتبة الثالثة، تاركة تصنيفها في المرتبة الرابعة، الذي احتلته العام الماضي لجامعة برنستون الأمريكية، التي تقدمت بمرتبة واحدة عن تصنيفها العام الماضي. وأظهر التقرير، أن الجامعات الفرنسية "متأخرة" نوعا ما عن ركب المؤسسات التعليمية العريقة خاصة الأمريكية والبريطانية والكندية، وفي التقرير أدرجت مدرسة المعلمين العليا بباريس، وجماعة ستراسبورغ، وايكس بمارسيليا، وجامعتي باريس 7 جوسوي، وغرونوبل. واللافت في التقرير كذلك، الحضور المعتبر للجامعات الصهيونية، كما هو الحال مع الجامعة العبرية في القدس، ومعهد التكنولوجيا الإسرائيلي – التخنيون، وجامعة تل أبيب، ومعهد وايزمان للعلوم. ويعتمد مؤشر شنغهاي، الذي يصدر سنويًا منذ عام 2003، على عدد من المعايير والمحددات لقياس أداء الجامعات، منها: عدد أعضاء هيئة التدريس الحائزين جوائز نوبل، والميداليات التخصصية الأخرى بين أعضاء الهيئة التدريسية، وعدد البحوث المنشورة في دوريات معترف بها دوليًا، وخصوصًا مجلتا "نايتشر"، و"ساينس"، وعدد المرات التي تتم فيها الإشارة المرجعية إلى الأبحاث في الدوريات العلمية والمجلات المحكمة. وتطعن الجزائر ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في التصنيفات الدولية المتعلقة بترتيب الجامعات والتي تغيب عنها دائما الجامعات الوطنية، وقال وزير القطاع الطاهر حجار عن الموضوع قبل فترة "الهيئات الدولية" تعتمد كلها على محتوى مواقع الجامعات في التصنيف وليس على نوعية التعليم". وأثار المتحدث موجة سخرية غير مسبوقة داخليا وخارجيا، عندما تحدث عن جائزة نوبل المرموقة بشيء من الاستهتار، حيث قال "إن لا فائدة منها، إذا تحصل عليها أحد الباحثين بالجامعات الجزائرية"، وأن المتحصلين على البكالوريا سواء بمعدل 10 أو 17 فالأمر سيان ولا يختلفان بالنسبة إليه!.