أكدت التحاليل النهائية لمخبر باستور أن مياه سيدي لكبير ببلدية احمر العين في تيبازة سليمة على مستوى منشأ تجميع المياه، غير أن العينات التي أخذت من المصب والبرك المائية المحيطة ظهرت إيجابية (مشبعة بالجراثيم والبكتيريا) مما يرجح أن البكتيريا المسببة لوباء الكوليرا الذي انتشر بين بعض المواطنين بالبلدية سببه مصب سيدي لكبير أو البرك المائية المحيطة أو الوادي المتاخم له . بعد حالة التشنج والغضب التي انتابت سكان احمر العين الذين رفضوا تقبل فكرة تلوث مياه سيدي لكبير الذين اعتادوا شرب مياهه منذ الحقبة الاستعمارية، ولم يقتنعوا بتصريحات المسؤولين بوزارة الصحة بتسبب مياه المنبع في انتشار عدوى الكوليرا، وقام بعض السكان بشرب الماء من المصب قبل ردمه لإعطاء الانطباع بأن المياه سليمة وغير ملوثة، جاءت نتائج تحاليل معهد باستور لتؤكد أن العينات المأخوذة من منشأ تجميع المياه الذي يبلغ عمقه 10 أمتار كانت سليمة، فيما كانت نتائج عينات البرك المائية المحيطة بالأنبوب الذي يمتد على مسافة تقارب 200 متر بين المنشأ والمصب وكذا مياه الوادي القريب منه والذي تتدفق فيه مياه الصرف الصحي لبعض البيوت الفوضوية، جاءت إيجابية وتحتوي على جراثيم ميكروبات مسببة لوباء الكوليرا . وقال مدير الموارد المائية بولاية تيبازة رمضان قرباج، أن بروتوكول تحليل المياه يخضع لمقاييس محددة وتجهيزات متطورة وعلى المواطنين الذين اعتادوا شرب مياه سيدي لكبير الصبر إلى غاية التأكد بصفة نهائية من سلامته من المنبع إلى غاية المصب، لافتا إلى قيام مصالحه بإجراء تحاليل فيزيائية – كيميائية وأخرى بكتيرية وعلى أساسها سيتم اتخاذ قرار إعادة استغلاله من جديد، لكن بعد إعادة تهيئته وفقا لمقاييس المياه الموجه الاستغلال . وفي السياق، أشار قرباج إلى حملة المراقبة اليومية لجميع الينابيع عبر تراب الولاية للوقوف على حالة ونوعية مياهها من خلال للتحاليل المستمرة تفاديا لأي طارئ، لافتا إلى أن عمليات القرصنة التي يقوم بها بعض المواطنين وحتى الفلاحين لسقي الأراضي بقدر ما تتسبب في تذبذب تزويد الأحياء والقرى بالمياه الصالحة للشرب فإنها تشكل خطراً على نوعية المياه بسبب تسرب الجراثيم، وخصوصا بالأماكن التي تكثر فيها البرك المائية وقنوات الصرف الصحي.