انهارت محادثات السلام اليمنية، السبت، بعد انتظار وفد جماعة الحوثي لمدة ثلاثة أيام، لكن مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث تعهد بمواصلة المساعي الدبلوماسية. وقال غريفيث، إن عدم مجيء الحوثيين إلى جنيف في أول محادثات منذ ثلاثة أعوام “مشكلة لا يمكن تجاهلها”، لكنها لا تعني توقف عملية السلام. وأضاف المبعوث الذي أجرى محادثات لمدة ثلاثة أيام مع وفد الحكومة اليمنية، أنه سيجتمع في الأيام المقبلة مع قيادات الحوثيين في صنعاء ومسقط. وتابع في مؤتمر صحفي دون الخوض في تفاصيل: “كانوا يودون الحضور إلى هنا. لم نهيئ أجواء مناسبة بما يكفي لإقناعهم بالحضور”. وقالت جماعة الحوثي، الجمعة، إنها ما زالت تنتظر من الأممالمتحدة ضمان عدم قيام قوات التحالف الذي تقوده السعودية بتفتيش الطائرة التي تنقل وفدها إلى جنيف وأن يكون هناك مجال لنقل بعض المصابين على متنها. وقال غريفيث، السبت، في إشارة لعملية السلام: “الاستئناف لحظة هشة ودقيقة للغاية. الناس يأتون في وقت ربما لا يشارك فيه جميع من يمثلونهم بالكامل ولا يرون ما هي النتائج التي قد تؤدي إليها المحادثات”. وأضاف “لذلك لا أعتبر ذلك عقبة أساسية في العملية”. وقال إنه ناقش مع الحكومة إجراءات لبناء الثقة مثل إطلاق سراح سجناء وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية خاصة إلى مدينة تعز وإعادة فتح مطار صنعاء. وأعلن أنه تم التوصل إلى اتفاق على بدء عمليات إجلاء طبي من العاصمة اليمنية صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، في غضون أسبوع برحلة جوية إلى القاهرة ووصف هذا بأنه “إنجاز مبكر”. وتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية في الحرب اليمنية ضد جماعة الحوثي عام 2015 بهدف إعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وتدهور الوضع الإنساني بشدة منذ ذلك الحين فأصبح 8.4 مليون شخص على شفا المجاعة وانهار الاقتصاد الضعيف بالفعل. واتهم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، الذي يرأس وفد الحكومة، الحوثيين بعدم المسؤولية ومحاولة “إفشال” المفاوضات. وقال في مؤتمر صحفي منفصل قبل مغادرة جنيف: “إذا كانوا يريدون السلام فليأتوا، لن نتواجه وجهاً لوجه.. ولكن ينبغي أن يكون هناك جهد يشجع وصولاً لإجراءات بناء ثقة”. وانتقد اليماني غريفيث، الذي يقوم بدور الوساطة منذ فيفري، وقال “ننتظر من الأممالمتحدة أن تكون أكثر حزماً في جلب الطرف الانقلابي إلى طاولة المشاورات”. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي تشارك بلاده في التحالف بقيادة السعودية، على موقع تويتر: “رغم الانتكاسة الكبيرة في جنيف فإن الحل السياسي لا يزال هو السبيل للمضي قدماً”. وأضاف “ربما ما يبدو أكثر وضوحاً للمجتمع الدولي الآن هو عدم رغبة الحوثيين في المشاركة في مثل هذه العملية بنية حسنة”. Despite the serious setback in Geneva the way forward is still a political solution. What is perhaps clearer now to the international community is the unwillingness of the Houthis to engage in good faith with such a process. — د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) September 8, 2018 Yemen peace talks collapse in Geneva after Houthi no-show https://t.co/ndsqjEGCJr — Reuters Top News (@Reuters) September 8, 2018