سطر حزب جبهة التحرير الوطني إستراتيجية خاصة لمتابعة حملة مرشحيه للانتخابات التشريعية عبر كامل الولايات من المقر المركزي للحزب بحيدرة ، أين عايشت " الشروق اليومي " اللجنة التقنية المكلفة بهذا العمل جزءا من ممارسة مهامها لنقف على حقائق من هذه الحملة الظاهر منها والباطن والتي سخرت لها قيادة الحزب موارد بشرية ومالية تعكس موقع الحزب على الساحة السياسية. وإن كان المثل يقول بأن " الحرب خداع " فإن الأفلان اعتمد هذا المثل وسطر إستراتيجية عمادها التقارير اليومية عن نشاط مرشحيه غير أن نشاط منافسيه لم يسلم من التقارير التي تصل يوميا غرفة عمليات الأفلان التي استقبلتنا لمدة تجاوزت الساعتين . سكون موحش وهجرة جماعية من المقر المركزي. عقارب الساعة كانت تقف عند منتصف النهار تماما عندما دخلنا البوابة الرئيسية للمقر المركزي لحزب جبهة التحرير الوطني ،بقصد الوقوف على مجريات التسيير المركزي للحملة الانتخابية للحزب على مستوى الولايات ال 48 ، ففي الوقت الذي " هجر " فيه الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم رفقة أعضاء أمانته التنفيذية مكاتبهم بمقر حيدرة ، ليحجون للمداشر والقرى التي تنتمي الى الولايات التي يرأسون فيها القوائم الانتخابية ، أوكلت مهمة متابعة مجريات الحملة بالولايات الى اللجنة التقنية للانتخابات التشريعية التي خصت بغرفة خاصة كتب على مدخلها بالبنط العريض " غرفة العمليات " التي أقيمت بنفس الحضيرة التي شهدت المؤتمر الثامن الاستثنائي للحزب ،و الذي زكى ترشح الأمين العام السابق علي بن فليس لرئاسيات 2004 باسم الحزب إذاك . حالة من السكون الموحش تخيم على المقر المركزي للأفلان بحيدرة ، لا حركية ولا ذهاب أو إياب ولا أثر للمناضلين أو للمحبين ، أجواء باردة جدا تلك التي تطبع المقر المركزي للحزب العتيد، لا تعطي أبدا الانطباع بأن الساحة السياسية الجزائرية على موعد بأحد أهم المواعيد الإستحقاقية على اعتبار أن الأمر يتعلق بانتخابات تشريعية ونحن بمقر القوة السياسية الأولى في البلاد ، فبمجرد وصولنا استقبلنا عون الاستقبال وأحالنا مباشرة على غرفة العمليات . أول انطباع خلفته حالة السكون والهدوء التي تركتنا لدينا الانطباع بأن الجميع أدرك أن المعركة رحاها دائرة في الميدان ، وبالتأكيد هو ميدان يختلف عن تلك الميادين التي ألفها مرتادي المقر المركزي للأفلان ،فالساحة هذه المرة مناقضة تماما للصالونات المكيفة ،فالمعركة هذه المرة ساحتها المداشر والقرى والجزائر العميقة ،غير أن القلة التي فهمنا من حديثها أنها بقيت مجبرة لا مخيرة في المقر المركزي لمتابعة مجريات الحملة بعد أن خابت مساعيها في أن تكون ضمن الأسماء المرشحة للإقامة بمبنى زيغود يوسف استقبلتنا وأطلعتنا على تفاصيل المتابعة اليومية والتي توثق يوميا في تقريرين يتعلق الأول بتقرير خاص بالأمين العام أما الثاني فيتعلق بتقرير عن كل النشاطات ذات العلاقة بالحملة الانتخابية سواءا كانت نشطات رؤوس قوائم أو غيرهم . تقارير يومية عن منافسي الحزب ومرشحيه دخلنا غرفة العمليات التي استقر بها حوالي 10 أشخاص قيل أنهم متطوعون يشكلون أعضاء ما أطلق عليها باللجنة التقنية للانتخابات التشريعية " وهبوا " أنفسهم لمتابعة مجريات الحملة بالولايات ال 48 ووفق صيغة الدوام المستمر التي جعلت فريق ينقسم الى فريقين ويتكفل بمهمة التنسيق السيد جهاد بالراشد أحد المحرومين من الترشح للتشريعيات ، وعبر الفاكسات الأربع وكذا الخطوط الهاتفية المباشرة التي دعمت بها غرفة العمليات ترد تقارير يومية عن كل التجمعات المنظمة وبتفصيل مملة تشمل تحديد الولاية ، وعدد المهرجانات وعدد حضورها وأسماء المنشطون كل هذه المعلومات ترفق بتقييم وملاحظات المكلفين بإعداد هذه التقارير على مستوى الولايات ، وكذا مجموعة من الاقتراحات اليومية تجمع هذه التقارير التي خصص من أجلها وثيقة نموذجية موحدة بكل الولايات ، غير أن الملفت في التقارير الواردة على غرفة العمليات والتي يتم تلخيصها لتنشر على الموقع الإلكتروني للحزب هي تلك التقارير المرافقة والتي تلخص نشاطات الأحزاب المنافسة للأفلان بالولايات وقد اطلعت " الشروق اليومي " بالصدفة داخل هذه الغرفة على أحد التقارير الولائية الواردة والتي تعطي ملخصا عن نشاطي شريكي الأفلان في التحالف الرئاسي حمس والأرندي بهذه الولايات وبالتفصيل الممل، وإن كانت تبدو هذه التقارير التي يصح أن نطلق عليها مصطلح " التجسس على المنافسين " مبررة في سياق تسطير إستراتيجية مضادة للمنافسين ومحاولة التفوق عليهم بتحديد نقاط ضعفهم وإحالتها على الدراسة من قبل اللجنة التقنية للانتخابات التي سطرت كل الجداول التي ستتابع عملية مراقبة الاقتراع حسب مقاطعات 5 تم تحديدها هي المقاطعة الشرقية ، وأخرى غربية ومقاطعة الوسط ومقاطعة الجنوب بالإضافة الى الجالية. رؤساء القوائم عينوا مديري حملاتهم أوضحت اللجنة التقنية للانتخابات التشريعية للأفلان أن كل الوزراء سقطت عنهم صفة وزير بمجرد انطلاق الحملة الانتخابية ، وهو الأمر الذي جعلهم يشدون الرحال الى الولايات التي يرأسون قوائمها ، في وقت تم فيه الترخيص لمتصدر القائمة بتعيين نائب عنه لتنشيط التجمعات بالنيابة في حال تعذر عليه الأمر ، وهو الحاصل مع متصدر قائمة العاصمة عبد العزيز زياري الذي فوض أسماء أخرى مهمة تنشيط التجمعات عنه ، وهي المعلومات التي استقيناها من المقر المركزي أين علمنا أن كل متصدري القوائم ، عينوا مديري حملاتهم الانتخابية على اعتبار أن غالبيتهم يجهل خصوصيات المنطقة واحتياجات مواطنيها أو الأوتار الحساسة التي يمكن العزف عليها بسهولة لإستمالة الناخبين وحيازة أصواتهم في نهاية المطاف . بلخادم انطلق من البليدة وأختار العاصمة نقطة للوصول بالإطلاع على برنامج تجمعات الأمين العام للأفلان رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم تأكد بصفة رسمية أن الرجل استفاد من عطلة مدتها 19 يوم من الجهاز التنفيذي ، فبرنامج الأمين العام للجبهة يحمل تجمعات شعبية بغالبية ولايات الوطن وتم توزيعها بصفة محكمة تمكنه من تنظيم الى خمس تجمعات شعبية بالولايات مثلما حصل مع ولايات الشرق الجزائري ، وعلمت الشروق أن بلخادم الذي علق مهامه الحكومية موازاة مع تعليق مهام وزراءه 18 اختار ولايتي العاصمة وتيبازة كآخر محطة له إذ أن برنامج بلخادم يحوي تجمعين بتاريخ ال 14 ماي القادم وسيختم بلخادم تجمعاته المارطونية بتنشيط ندوة صحفية في ختام الحملة الانتخابية في حين خصص بعد غد الأربعاء لولايات الشرق الجزائري أم البواقي وباتنة وخنشلة وتبسة غرفة العمليات غارقة في المشاكل التقنية من خلال معايشتنا لمراحل عمل اللجنة التقنية بالمقر المركزي للأفلان ومتابعتها لحملة مرشحيه والتقارير الإخبارية الواردة من الولايات وشبكة الاتصالات التي تمكنت من نسجها ، توصلنا الى معلومة مفادها أن اللجنة لا علاقة لها بالأمور المالية وإنما هي عاكفة على تسيير الأمور التقنية فيما تم تفويض مدير الإدارة والمالية عمار فريحة مهمة التمويل المالي ورصد الأغلفة المالية واقتطاع تذاكر تنقلات الأمين العام التي تبقى في الغالب جوا . سميرة بلعمري:[email protected]