مثل ستة أشخاص أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة غرداية، الخميس، متورطين في قضية رجل الأعمال (ع. س) المدعو “الثعلب”، الموجود في حالة فرار، والمرتبط اسمه بجنرال متقاعد، وهذا عقب تلقي معلومات حول تواطؤ من داخل المحكمة مع “الثعلب”. أشرف وكيل الجمهورية لمحكمة غرداية رفقة ضباط بمباشرة تحقيقات، انتهت بتوقيف عدد من المشتبه فيهم، من داخل المحكمة ويتعلق الأمر بكاتبي ضبط، ومحاميين، سيتم استدعاؤهما، بعد إخطار نقابة المحامين بصفتهما طرفا غير مسموع في القضية. وقد كشف سجل مكالمات رجل الأعمال الموجود في حالة فرار بمرسيليا الفرنسية، عن اتصالات هاتفية بينه وبين كاتب ضبط يعمل بمحكمة غرداية، حيث تم توقيفه والتحقيق معه بتهمة تسهيل فرار مبحوث عنه، وإفشاء أسرار، وإساءة استغلال الوظيفة، خاصة ما تعلق بمذكرة التوقيف الصادرة ضده، ليتم بعدها إجراء عدد من التفتيشات لكل من إقامة سياحية غير مرخصة ملك ل”الثعلب”، إلى جانب توقيف سائقه وأحد عماله بتلك الإقامة، ليحولوا إلى وكيل الجمهورية، ومن ثم إلى قاضي التحقيق، الذي أمر بوضعهم تحت الرقابة القضائية. كما أفضى التحقيق في رسالة مجهولة وردت إلى المحكمة منذ حوالي أزيد من شهر ونصف، إلى أن سجل الرسائل النصية الخاصة بأحد كتاب الضبط أثبت تورطه في انتحال صفة وكيل جمهورية مساعد، من خلال تقديم نفسه لعدد من الأشخاص،الذين لهم قضايا بالمحكمة على أساس أنه وكيل جمهورية، ويمكنه مساعدتهم، مما أصدرت مذكرة توقيف ضده، والتي تطلبت احضاره، وتمديد الاختصاص، بما أنه كان في عطلة لإقامة حفل زواجه، ليتم توقيفه يوم الزفاف، وسماع عائلة الزوجة وشهود حول الهوية، التي قدمها، كما تمت عملية تفتيش منزله، أين عُثر على وثائق قضائية لشخص تم توقيفه، وتوقيف كاتبين عموميين، وشخص ثالث، والتحقيق مع شخص مسجون، ليتم إحالتهم على وكيل الجمهورية، الذي أمر بإيداع كاتب الضبط، وثلاثة متهمين في القضية بتهمة جناية تكوين عصابة أشرار، انتحال صفة والنصب والاحتيال، وإساءة استعمال السلطة، وقبول مزية غير مستحقة إلى جانب توجيه تهم المشاركة، وتهم أخرى لآخرين، فيما استفاد الكاتبان العموميان من الإفراج. وقد أصدرت محكمة غرداية أمرا بالقبض الدولي ضد رجل الأعمال “الثعلب” الفار بفرنسا، في إطار اتفاقيات تسليم المجرمين، فيما تواصل المصالح القضائية تحرياتها، لكشف المتورطين مع رجل الأعمال المثير للجدل، خاصة وأنه عُرف بعلاقاته المتعددة مع مسؤولين كبار، ما ينتظر أن تجر هذه التحقيقات أسماء ثقيلة ضالعة في قضايا فساد، في ظل سقوط الكثير من ضحاياه في صفقات ضخمة لعقارات وأملاك في عدة نواح من الوطن، إلى جانب امتلاكه لإقامة سياحية غير مرخصة بواحة بني يزقن بغرداية، ترتادها شخصيات من الوزن الثقيل.