إكتظت قاعة “بي سي بي جي” الراقية بالمدعوين الذين جاؤوا خصيصا لرؤية آخر ما جادت به أنامل المصمم الجزائري الفرنسي “سمير بان” خفت الاضواء وصخبت الموسيقى لينطلق عرض صيف 2018 بألوان ريو دي جانيرو وخياطة ايف سان لوران وابداع 100 بالمئة “بان”. من هو سمير بان؟ من مواليد عنابة من أب جزائري فرنسي وأم جزائرية من مدينة سوق أهراس، سافر إلى فرنسا لاستكمال تعليمه والحصول على ديبلوم مصمم أزياء، عاد إلى الجزائر لتأسيس آتولييه سمير بان عام 1987 شارك سمير بان في عدة تظاهرات منها الصالون الثاني للابداع سنة 1988 أين تحصل على الجائزة الأولى عن مجموعته “هوت كوتور”، وتوالت بعدها مشاركاته في النسخ التالية بابداع وتصميم كبيرين. وإيمانا منه بالمنتوج الجزائري شارك في تطوير مجموعات الالبسة الجاهزة مع الشركة الوطنية ايناديتاكس مدة طويلة. بعد انقطاع طويل عاد سمير بان إلى الموضة بمجموعة خاصة لمعهد العالم العربي بباريس سنة 1998. عام 2000 أسس “سمير بان” جمعية سقراط التي تعنى بالأطفال من اصل مغاربي في فرنسا، أما مابين 2001 و 2009 تقلد منصب مدير فني لماركة عطور لورا مارس باريس. شد الحنين سمير إلى الجزائر عام 2010 وعاد بمجموعة جديدة عرضها ايضا في المتحف الوطني للفنون الجميلة. في 2014 نظم سمير أول أسبوع موضة في الجزائر “فاشن ويك” تحت عنوان “أيام موضة الجزائر” ثم الطبعة الاولى ل”أيام الموضة التقليدية” سنة 2015 ولم يتوقف نشاط سمير عند هذا الحد بل قام بتنظيم أيام القماش الجزائري في 2016 في فندق الأوراسي لتطوير صناعة القماش في البلاد.. بعد العرض المميز لمجموعة صيف 2018 كان لمجلة الشروق دردشة قصيرة مع المصمم. الشروق العربي: شكرا على الدعوة حدثنا عن هذه المجموعة سامر 2018؟ سميربان: مجموعتي متكونة من خط ملابس جاهزة للنساء موجه للتوسيق يمكّن المرأة الجزائرية أن ترتدي جلابات في الشاطئ أو الذهاب إلى المطاعم بفساتين جميلة جدا، ومن خط ملابس جاهزة فاخرة تسمح للجزائرية بحضور المناسبات السعيدة بفساتين ضيقة وفضفاضة و”بورتفوي” بالإضافة إلى “تايورات” مطرزة بنقوش جزائرية محضة وأخيرا المجموعة تنتهي بخط هوت كوتور تمكّن الجزائرية من أن تظهر أنيقة جدا بتصاميم باهضة تمتزج فيها الاصالة بالقماش النفيس والتطريزات الملكية. الشروق العربي: أنت من بين المصممين الذين يرفعون راية “البس جزائري” حدثنا عن هذا المفهوم؟ سمير بان: لست الوحيد في هذا المجال بل هناك مصممين مميزين مثل رضوان رباعين ونجيب عليوة، وكمال شيراز وعمور ڤليل، فيما يخصني أنا مهتم أكثر بتطوير مجموعات رياضية “سبورتوير” و”كاجوال” وملابس جاهزة للتسويق على مستوى كل الولايات. طبعا هذه التصاميم هدفها تلبية الطلب وتتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا. الشروق العربي: بعد أكثر من موسم ناجح للفاشن ويك ضيع هذا الحدث هويته لماذا برأيك؟ سمير بان: بعد نجاح النسخ الاولى التي نظمتها، فقد “أسبوع الموضة” من مصداقيته لسببين أولا لأنه اسنتسخ بطريقة غير لائقة وثانيا لأن من تولى تنظيمه فيما بعد ليسوا من أهل المجال ولايدركون احتياجات السوق الجزائرية وما يحبه الجزائريون. باللنسبة لهؤلاء الفاشن ويك صفقة مربحة وفقط. الشروق العربي : هل تساعد مناسبات مثل “الفاشن الويك” و”أيام الموضة” في اكتشاف مصممين جدد وتأطيرهم؟ سمير بان: ساحة الموضة في الجزائر فارغة حاليا لا توجد مواعيد موضة تمكن المصممين الجدد من عرض تصاميمهم وهذا مؤسف لأن لدينا مبدعين ومبدعات في هذا المجال. الشروق العربي: هل مفهوم الهوت كوتور اي الخياطة الرفيعة موجود في الجزائر؟ سمير بان: للأسف غير موجود لأن الهوت كوتور مكلفة جدا فالقماش المستعمل من أجود الانواع ولايباع في السوق الجزائرية والتصاميم فريدة وحصرية بالاضافة أن الكثير من المصممين لا يجيدون تقنية خياطة القولبة اي moulage couture. شخصيا لا أخاطر بتصميم فستان يكلف 50 مليون سنيتم قماش ثم لا يباع لغلائه. الشروق العربي: من أين يستوحي سمير بان تصاميمه؟ سمير بان: استوحي تصاميمي من ألبستنا الجزائرية التقليدية وأن من أكبر المعجبين بالمجموعات القديمة التي قدمها إيف سان لوران وعزدين عاليا وتييري موقلر وفرساتشي وديور والكسندر فوتييه. الشروق العربي: ما رأيك بالفاشيونيستات ومدونات الموضة الجزائريات؟ سمير بان: هن يلعبن دورا مهما في تطوير مفاهيم الموضة في الجزائر خاصة مع تطور مواقع التواصل الاجتماعي. الشروق العربي: ماهي موضة الدخول الاجتماعي؟ سمير بان: التنورات والفساتين نصف طويلة فساتين الازرار سراويل المستقيمة tubes الالوان الدارجة في سبتمبر الاخضر والازرق والموف دون آن ننسى اللونين الابيض والاسود. الشروق العربي: كلمة أخيرة؟ سمير بان: شكرا على حضوركم وأتمنى أن تتطور الموضة الجزائرية إلى الافضل وأن نلتقي دائما في مناسبات نتبادل فيها الخبرات ونطوّر منتوج بلادنا وطموحنا أن يتقبل الجزائريون موضة 100 بالمئة جزائرية.