أعربت دول ومنظمات عربية وإسلامية، عن تضامنها مع السعودية، غداة توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرياض ب”عقاب شديد” إذا ثبت تورطها في اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حسب ما نقلت وكالة الأناضول للأنباء، الاثنين. جاء ذلك في بيانات وتصريحات عقب إعلان المملكة، الأحد، رفضها أية تهديدات أو التلويح بفرض عقوبات اقتصادية. في هذا الصدد، رحبت منظمة التعاون الإسلامي بموقف السعودية الرافض لأية تهديدات، مؤكدة في بيان أن “المملكة عضو مؤسس في المنظمة وذات سيادة، وتحظى بمكانة مرموقة في محيطها الإسلامي”. بدورها، قالت الجامعة العربية، وفق مصدر مسؤول، في تصريحات صحفية، إنها “ترفض التلويح بفرض عقوبات على السعودية أو توجيه تهديدات إليها”. وفي السياق ذاته، أكد رئيس البرلمان العربي، مشعل السلمي، في بيان، تضامنه التام مع السعودية. وقالت الخارجية البحرينية في بيان، إنها “ترفض كل من يحاول المس بسياسات المملكة ومكانتها وسيادتها”. كما أكدت الإمارات، حسب وكالة الأنباء الرسمية، تضامنها مع السعودية “ضد كل من يحاول المساس بسياساتها وموقعها ومكانتها الإقليمية”. وفي بيان، أكدت الخارجية المصرية “مساندة بلادها للمملكة في جهودها ومواقفها للتعامل مع هذا الحدث”، مشيرة إلى أن “مصر تتابع بقلق تداعيات قضية اختفاء خاشقجي”. بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان، إن بلاده “كانت وما زالت وستبقى إلى جانب السعودية”. فيما أكدت المتحدثة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات في بيان، وقوف الأردن مع السعودية. وشددت اليمن، في بيان للرئاسة، على وقوفها وتضامنها مع السعودية، معلنة رفضها الكامل “لأية محاولة للمساس بسيادة المملكة ومكانتها”. وفي بيروت، أكد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري تضامنه مع السعودية في مواجهة الحملات التي تستهدفها. وقال الحريري في تصريح صحفي، إن “المكانة التي تحتلها السعودية في المجتمعين العربي والدولي، يضعها في مصاف الدول المركزية المؤتمنة على استقرار المنطقة ونصرة القضايا العربية”. واعتبر أن “الحملات التي تنال منها تشكل خرقاً لهذا الاستقرار ودعوة مرفوضة لجر المنطقة نحو المزيد من التطورات السلبية”. من جهته، أعرب نائب رئيس الوزراء الكويتي أنس خالد الصالح، عن رفض بلاده التام لهذه الحملة التي تهدف إلى الإساءة للمملكة والنيل من المكانة الرفيعة التي تتمتع بها على المستوى العربي والإسلامي والدولي. وأكد الصالح تضامن الكويت ووقوفها مع الجارة في مواجهة كل ما من شأنه المساس بسيادة المملكة والإساءة الى مكانتها المعهودة. وفي مقابلة مع برنامج “ستون دقيقة”، على شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، قال ترامب: “ربما يكون السعوديون وراء اختفاء خاشقجي.. وإذا ثبت ذلك ستلحق بهم الولاياتالمتحدة عقاباً شديداً”. وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو، في مقابلة قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، إن الرئيس ترامب “جاد جداً” في تهديده بمعاقبة السعودية إذا ثبتت مسؤوليتها في اختفاء خاشقجي. وتابع: “الرئيس سيقرر ماهية الإجراءات المناسبة التي سيتم اتخاذها إذا تأكدنا أن السعوديين متورطين (في اختفاء خاشقجي)”. واختفت آثار الصحفي السعودي في الثاني من أكتوبر الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه. وطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرياض، بإثبات خروج خاشقجي من القنصلية، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية بعد. وأعلنت تركيا موافقتها إنشاء لجنة تحقيق مشتركة، مطالبة السعودية بالتعاون معها في إطار اللجنة، والسماح لها بتفتيش مقر القنصلية. وقالت مصادر دبلوماسية تركية، الاثنين، أنه من المخطط إجراء تفتيش مشترك في القنصلية السعودية في إسطنبول، بعد ظهر الاثنين، بشأن قضية اختفاء خاشقجي. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن مسؤولين أتراك أبلغوا نظرائهم الأمريكيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وهو ما تنفيه الرياض. وطالبت عدد من الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، والاتحاد الاوروبي، الرياض بالكشف عن مصير خاشقجي بعد دخوله سفارة بلاده في إسطنبول. وتتوالى ردود الأفعال عبر العالم، من مسؤولين ومنظمات، مطالبة بالكشف عن مصير خاشقجي، لتتصدر “مانشيتات” الصحف ونشرات الأخبار العالمية، بالتوازي مع التحليلات عن تداعيات هذه الأزمة على كل المستويات.