احتج مئات التونسيين، الثلاثاء، على زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبلادهم متهمين إياه بأنه قاتل، في ثاني يوم على التوالي من احتجاجات تندد بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. ويصل الأمير محمد إلى تونس، في وقت لاحق الثلاثاء، قادماً من القاهرة في إطار جولة عربية زار خلالها أيضاً البحرين والإمارات العربية المتحدة. وحسب مصادر مطلعة، فإن أجندة ولي العهد السعودي في تونس ستقتصر على لقاء الرئيس الباجي قائد السبسي، وسط تكتم رسمي على برنامج الزيارة وموعدها بالترافق مع مظاهرات شعبية رافضة للزيارة. وأدى قتل خاشقجي الكاتب بصحيفة واشنطن بوست وأحد منتقدي الأمير محمد قبل سبعة أسابيع في قنصلية بلاده في إسطنبول إلى توتر علاقات السعودية مع الغرب وأثر سلباً على صورة الأمير محمد في الخارج. ورفع مئات المحتجين الذي تجمعوا في شارع الحبيب البورقيبة الرئيسي في العاصمة تونس شعارات ضد زيارة الأمير محمد. ورددوا هتافات: "بن سلمان يا غدار إرفع يدك عالأحرار" و"بن سلمان القاتل لا أهلاً ولا سهلاً". ورفع المحتجون صوراً لولي العهد ظهر فيها ويداه ملطختان بالدماء وصوراً أخرى ظهر فيها وفي يده منشار وكتب عليها "عار عار استقبال أبو منشار". وعرض متظاهرون صورة كبيرة عليها رسم كاريكاتوري يظهر الرئيس التونسي السبسي يصب الماء على يدي الأمير محمد وهما ملطختان بالدماء، في إشارة إلى أن السبسي يسعى لتلميع صورة ولي العهد السعودي. ورفع المحتجون أعلام تونس ومصر وفلسطين والجزائر. ويوم الاثنين أيضاً نظم العشرات احتجاجاً بقلب العاصمة إضافة إلى عرض مسرحي ساخر ضد الأمير محمد جسده مهرجون أمام المسرح البلدي بتونس. وسعياً على ما يبدو لتفادي إحراج ضيفها السعودي، اكتفت الرئاسة التونسية بدعوة المصورين ولن تنظم مؤتمراً صحفياً على عكس ما تعودت أن تفعل في مثل هذه الزيارات. وبعد أن كانت تونس حليفاً قوياً للسعودية، أصبحت علاقات البلدين تتسم بالفتور عقب ثورة 2011 خصوصاً مع وصول الإسلاميين للحكم وتقاسم السلطة مع العلمانيين. وعلى النقيض، أصبحت علاقات تونس مع قطر وتركيا قوية منذ الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي. والنظام السياسي في تونس مختلف بشدة عن السعودية. فنظام الحكم في السعودية هو الملكية المطلقة، في حين شهدت تونس انتقالاً ديمقراطياً منذ عام 2011 عقب الإطاحة بالرئيس بن علي. وتجري تونس انتخابات حرة منذ ذلك الحين ووافقت في عام 2014 على دستور يضمن الحقوق الأساسية مثل حرية التعبير. ولئن عبرت منظمات المجتمع المدني عن رفضها لاستقبال الأمير محمد فقد رحبت السلطات التونسية بضيفها. وقال نور الدين بن تيشة مستشار رئيس الجمهورية، إن الأمير محمد موضع ترحيب وإن تونس ترفض أي ابتزاز للسعودية التي وصفها بأنها بلد مهم جداً في المنطقة. Hundreds protest in Tunisia at Saudi Crown Prince visit https://t.co/s4kFyGA283 — Reuters World (@ReutersWorld) November 27, 2018