كانت مرحلة الذهاب من بطولة الرابطة المحترفة الثانية وفية لعاداتها في مجال التنافس على مستوى المقدمة، حيث خطفت جمعية الشلف الأضواء بعد إنهاء الشطر الأول من البطولة متزعمة مقعد الريادة برصيد 30 نقطة وعديد الأرقام التي تعكس قوتها في الدفاع والهجوم، حدث ذلك رغم المنافسة الحادة من عدة أندية طموحة، على غرار مولودية العلمة ونجم مقرة ووداد تلمسان، في الوقت الذي خيبت أندية أخرى كانت توصف بالكبيرة، على غرار اتحاد البليدة ورائد القبة واتحاد الحراش التي تقود قافلة المؤخرة. كشف النصف الأول من بطولة الرابطة المحترفة الثانية عن النوايا الحقيقية لعديد الأندية الطامحة في لعب ورقة الصعود، مثلما أعطى انطباعا واضحا على الوجه الشاحب لبعض الفرق التي كانت إلى وقت غير بعيد تنشط في حظيرة الكبار، والتي تتجه بخطى ثابتة نحو قسم الهواة، في حال عدم التدارك في مرحلة العودة، وفي مقدمة ذلك اتحاد البليدة الذي يتجه نحو السقوط الثاني له على التوالي، شأنه في ذلك شأن اتحاد الحراش الذي يبدو أنه ليس في أفضل أحواله، وبينهما رائد القبة الذي يعاني الكثير من الناحيتين الفنية والإدارية، والكلام ينطبق على جمعية وهران وشبيبة سكيكدة وغيرهما، في الوقت الذي عرف كيف يكشف فريق جمعية الشلف عن صحة نواياه تحت قيادة المدرب الشاب سمير زاوي، وسط منافسة حادة من مولودية العلمة والصاعد الجديد نجم مقرة وأندية أخرى تسير على نفس الخطى لقول كلمتها في بطولة هذا العام. الشلفاوة يبسطون سيطرتهم ويطمحون في المزيد بسطت جمعية الشلف سيطرتها بصورة واضحة على مجريات الرابطة المحترفة الثانية، بدليل إنهاء مرحلة الذهاب في المقدمة، وذلك برصيد 30 نقطة، وهي المسيرة التي وصفها الكثير بالايجابية، خاصة في ظل البصمة التي أضافها المدرب سمير زاوي الذي يبدو أنه استفاد كثيرا من خبرته كلاعب، ما جعله يدخل غمار التدريب من موقع قوة، مستثمرا في التجربة التي خاضها مع الفريق خلال الجولات الأخيرة من بطولة الموسم المنصرم، ما جعله يكافح من أجل الصعود إلى غاية الجولات الأخيرة، إلا أن نقص الخبرة صنع الفارق لأندية أخرى تفوق الشلفاوة حنكة وإمكانات، ويبقى الشيء الايجابي في مسيرة جمعية الشلف هو أنه يعد الفريق الأفضل هجوميا ب 22 هدفا، كما يعد الفريق الأقوى خارج الديار ب 12 نقطة، وعلاوة على ذلك فهو يتوفر على مهاجم بمقدوره أن يواصل التألق، ويتعلق الأمر ب"قدور الشيخ" الذي سجل لحد الآن 5 أهداف، ما يرشحه لتعزيز شهية التهديف في النصف الثاني من البطولة. البابية تبرهن والنجم يسطع.. الزيانيون وأبناء الزيبان على نفس الخطى والواضح أن التألق لم يقتصر على الرائد جمعية الشلف، بدليل أنه لم يفرض سيطرة واضحة، بعدما أنهى مرحلة الذهاب بفارق نقطتين فقط عن ملاحقه المباشر فريق مولودية العلمة الذي برهن على صحة إمكاناته، بفضل تألقه فوق ميدانه وخارج القواعد، ورغم خضوع العارضة الفنية للتغيير مع بداية الموسم، حين أرغم لونيسي على الانسحاب، إلا أن المدرب التونسي وجدي الصيد عرف كيف يصطاد أكبر عدد من النقاط، ما سمح برفع الرصيد إلى 28 نقطة، والكلام ينطبق على الصاعد الجديد نجم مقرة الذي سطع نجمه في أول موسم له في هذا المستوى، بدليل احتلاله المرتبة الثالثة برصيد 27 نقطة، وبفارق 3 نقاط فقط عن الرائد الحالي جمعية الشلف، وإذا كانت تشكيلة مقرة قد واجهت متاعب بداية الموسم، بسبب تأخر تأهيل الملعب، ما تسبب في تسجيل عدة تعثرات خلال الاستقبال بمركب 8 ماي بسطيف، إلا أن ذلك لم يمنع الفريق من العودة إلى الواجهة منذ قدوم المدرب عزيز عباس خلفا لأمين غيموز الذي أرغم على الانسحاب، إذ يؤكد الكثير بأن مشوار نجم مقرة فاق التوقعات قياسا بحداثته في الأربطة الثانية، كما برهن في الوقت نفسه على صحة إمكاناته من حيث الصمود الدفاعي وحصيلة الأهداف المسجلة، إضافة إلى المردود المقدم في عقر الديار وخارج القواعد. وفي السياق ذاته يسير أبناء الزيانيين ونسور الزيبان على نفس الخطى، فالفريقان يشتركان في المرتبة الرابعة برصيد 25 نقطة، وهي حصيلة ترشح أبناء بوعلي ولكناوي على مواصلة المسيرة بنفس العزيمة. مستغانم يتأقلم.. غليزان الأقوى بميدانه وعنابة ضحية الأزمات يظهر أن الصاعد الثاني ترجي مستغانم يسير على منوال نجم مقرة، ولو أن طموح الترجي منصبّ على التأقلم مع متطلبات الرابطة الثانية، من خلال احتلال مرتبة مريحة في وسط الترتيب، بغية ضمان البقاء بعيدا عن الحسابات، حيث أحرز أبناء عساس لحد الآن 22 نقطة، ما يحفزهم على مواصلة التأكيد، والكلام ينطبق على سريع غليزان الذي ورغم تسجيله لعدة إخفاقات خارج الديار، إلا أنه يعد الفريق الأقوى فوق ميدانه برصيد 19 نقطة أحرزها في 7 مباريات، وهو ما يؤكد أنه ضيّع نقطتين فقط أمام جمهوره وتداركها في مختلف خرجاته، في المقابل، كان بمقدور اتحاد عنابة أن يحقّق مشوارا أفضل، لكن كثرة المشاكل الإدارية أخلطت حسابات أبناء بونة الذين اكتفوا بالتموقع في وسط الترتيب، وهذا على الرغم من الانطلاقة القوية التي ميزت تشكيلة كمال مواسة، لكن سرعان ما سقطت في فخ التعثرات داخل الديار، تعثرات كادت أن تعصف بابن قالمة الذي تمت إقالته بعد آخر جولة من مرحلة الذهاب، قبل أن تتراجع إدارة اتحاد عنابة في آخر لحظة. سعيدة بعيدة.. سكيكدةوبجاية يخيبان والواضح أن مرحلة الذهاب قد كشفت عن وجه مخيب لبعض الأندية التي كانت في موقع قوة لقول كلمتها، على غرار شبيبة سكيكدة التي خيبت جمهورها، ولم يكن بمقدورها مواكبة سباق الصعود، وعجزت بصورة واضحة على تكرار سيناريو الموسم الماضي، ما يؤكد أن أبناء روسيكادا لا يزالون ضحية متاعب تسييرية بالدرجة الأولى إضافة إلى ضغط المحيط، شأنهم في ذلك شأن شبيبة بجاية التي ضيّعت الموسم المنصرم ورقة الصعود في آخر جولة من البطولة، في الوقت الذي بدت هذا الموسم سهلة المنال، ولم تكشف عن الطموحات الحقيقية لجمهورها الذي يبقى هدفه هو الارتقاء إلى حظيرة الكبار، وفي السياق ذاته، لا تزال مسيرة مولودية سعيدة بعيدة عن تطلعات أنصارها، وهذا بسبب المشاكل التي يعاني منها هذا الفريق، ما انعكس على الشق الفني، بدليل إرغام المدرب سبع على الانسحاب منذ أكثر من أسبوع، في الوقت الذي اكتفى أمل بوسعادة بمرتبة في وسط الترتيب، حيث لم يتسن له تأكيد الانطلاقة القوية بداية الموسم، ما عجل بانسحاب المدرب باشا، وتكليف صفراوي بمهمة قيادة الفريق إلى آخر جولة من مرحلة الذهاب. ورود البلدية تذبل.. الحراش والقبة ولازمو في خطر تقود قافلة المؤخرة عدة أندية كانت إلى وقت قريب تعد من أبرز الفرق الجزائرية، فاتحاد البليدة يسير نحو السقوط الثاني على التوالي الذي سيحوّله من الرابطة المحترفة إلى القسم الهاوي، خاصة وأنه لم يحرز سوى 6 نقاط، ويعد الأضعف فوق ميدانه وخارج الديار، ناهيك عن الهزائم الثقيلة والمدوية التي تلقاها في عديد المباريات، كما أن رائد القبة ليس أحسن حالا من أبناء الورود، في ظل احتلاله المرتبة ما قبل الأخيرة ب 11 نقطة، ولا يبعد عنه اتحاد الحراش سوى بنقطة واحدة، ما يؤكد المستقبل المجهول الذي ينتظر ممثل الكواسر، شأنه في ذلك شأن جمعية وهران التي فقدت بريقها وتعاني في المرتبة ال13 برصيد 13 نقطة. 211 رصيد الأهداف و12 فريقا فقدوا الاستقرار الفني عرف الشطر الأول من مرحلة الذهاب تسجيل 211 هدف، أي بمعدل 1.80 هدف في كل مباراة، وهي حصيلة تبدو مقبولة إلى حد ما، رغم تأكيد بعض الملاحظين على العقم الهجومي الذي تعاني منه بعض الأندية، ولو أن ذلك لم يمنع من تسجيل عدة نتائج عريضة، على غرار الفوز الذي حققه أمل بوسعادة بخماسية نظيفة أمام رائد القبة، هذه الأخيرة انهزمت أيضا برباعية أمام رائد القبة، وهي ذات النتيجة التي انتهى عليها لقاء وداد تلمسان ضد ترجي مستغانم، فيما عرفت الجولة الخامسة أثقل نتيجة (6 أهداف) بعد افتراق جمعية وهران ووداد تلمسان على نتيجة التعادل (3-3). علما أن مرحلة الذهاب عرفت بروز هدافين، مثل مهاجم مولودية سعيدة شيخ حميدي (8 أهداف)، ولاعب جمعية الشلف قدور الشيخ ب 5 أهداف، ولاعب اتحاد عنابة الغوماري ب 4 أهداف. في الوقت الذي بقي مسيرو الأندية أوفياء لتغيير المدربين، حيث لم يشمل الاستقرار سوى 4 فرق فقط (جمعية الشلف، وداد تلمسان، اتحاد بسكرة واتحاد عنابة)، فيما خضعت الأندية الأخرى لموجة التغيير، وفي مقدمة ذلك صاحب المرتبة الأخيرة اتحاد البلدية الذي تداول عليه لحد الآن 4 مدربين. أرقام من حصيلة مرحلة الذهاب أكبر عدد من الانتصارات من نصيب الرائد جمعية الشلف وملاحقيه المباشرين مولودية العلمة ونجم مقرة ب 8 انتصارات، ثم صاحب المرتبة الرابعة وداد تلمسان ب 7 انتصارات. أثقل نتيجة في مرحلة الذهاب كانت في الجولة الأولى، بعدما سحق أمل بوسعادة رائد القبة بخماسية نظيفة، وعرفت الجولتان الثالثة والسادسة تسجيل رباعية نظيفة، الأولى كانت لصالح جمعية الشلف ضد رائد القبة، والثانية لوداد تلمسان أمام ترجي مستغانم، وعرفت الجولتان الثانية والسادسة خسارة اتحاد البليدة بنتيجة 4 أهداف مقابل هدف واحد، وذلك أمام جمعية وهران واتحاد بسكرة على التوالي. المباراة التي عرفت تسجيل أكبر عدد من الأهداف كانت في الجولة الخامسة، حيث سجلت فيها 6 أهداف، بعدما افترقت جمعية وهران على نتيجة التعادل أمام وداد تلمسان، بنتيجة 3 أهداف في كل شبكة. الفريق الوحيد الذي لم يتذوّق طعم الانتصار طيلة مرحلة الذهاب هو رائد المؤخرة اتحاد البليدة، أما اتحاد الحراش ورائد القبة فاكتفيا بفوز واحد على مدار 15 جولة. يعد سريع غليزان الفريق الأفضل داخل الديار، وذلك بحصوله على 19 نقطة في المجموع، بعدما لعب 7 مباريات فوق ميدانه، وهي نفس الحصيلة التي أحرزها اتحاد بسكرة، بعد الاستقبال فوق ملعب العالية في 8 مناسبات. الفريق الأضعف داخل الديار هو اتحاد البليدة الذي اكتفى ب 5 نقاط فقط، وهي جملة 5 تعادلات، في الوقت الذي لم يعد سوى بنقطة وحيدة من خارج الديار. أقل عدد من الهزائم كان من جانب الرائد جمعية الشلف الذي ذاق مرارة الخسارة في مناسبة واحدة فقط، يليه اتحاد بسكرة الذي انهزم مرتين، إحداها كانت فوق ميدانه ضد اتحاد عنابة وأخرى في غليزان. أكبر عدد من الهزائم كان من نصيب اتحاد البليدة ب 9 هزائم كاملة، مقابل تحقيقه 6 تعادلات دون أن يتذوق طعم الفوز، يليه شبيبة سكيكدة الذي انهزم في 7 مناسبات، نصفها داخل الديار. أقوى هجوم بحوزة جمعية الشلف ووداد تلمسان، حيث سجل كل فريق 22 هدفا، يليهما اتحاد بسكرة وترجي مستغانم ب 18 هدفا لكل فريق. أضعف هجوم هو لفريق شبيبة سكيكدة ب 3 أهداف، وصاحب المرتبة الأخيرة اتحاد البليدة ب 6 أهداف ثم رائد القبة ب 7 أهداف. أفضل دفاع بحوزة الوصيف مولودية العلمة وصاحب المرتبة التاسعة أمل بوسعادة ب 8 أهداف، ثم سريع غليزان واتحاد عنابة واتحاد الحراش ب 10 أهداف. أضعف دفاع من نصيب اتحاد البليدة الذي تلقى 24 هدفا، ثم رائد القبة ب 20 هدفا، وجمعية وهران ب 18 هدفا. عرفت بطولة الرابطة المحترفة الثانية تسجيل 213 هدف على مدار 15 جولة التي عرفت تنشيط 120 مباراة. الفرق التي حافظت على استقرار أطقمها الفنية هي جمعية الشلف ووداد تلمسان واتحاد بسكرة واتحاد عنابة. الفريق الذي حطم الرقم القياسي في تغيير المدربين هو اتحاد البليدة الذي تداول عليه 3 مدربين (لطرش وحاج منصور وبلحنافي)، فيما عرف تداول مدربين اثنين على 11 فريقا. هداف البطولة هو مهاجم مولودية سعيدة شيخ حميدي ب 8 أهداف، يليه قدور الشيخ من جمعية الشلف ب 5 أهداف، والغوماري من اتحاد عنابة ب 4 أهداف ومدافع اتحاد عنبة معيزة ب 3 أهداف. المدربون الذين تداولوا خلال مرحلة الذهاب مدرب واحد جمعية الشلف (سمير زاوي)، وداد تلمسان (فؤاد بوعلي)، اتحاد بسكرة (نذير لكناوي)، اتحاد عنابة (كمال مواسة). مدربان مولودية العلمة (لونيسي، وجدي الصيد)، نجم مقرة (أمين غيموز، عزيز عباس)، ترجي مستغانم (حاج منصور، عساس)، سريع غليزان (شريف حجار، بلجيلالي)، أمل بوسعادة (باشا، صفروي)، مولودية سعيدة (سبع، قميدي مؤقتا)، شبيبة بجاية (بسكري، بوعكاز)، شبيبة سكيكدة (بوغرارة، بن شوية)، جمعية وهران (زغدود، سليماني)، اتحاد الحراش (العوفي، حجار)، رائد القبة (سليماني، زغدود). 3 مدربين اتحاد البليدة (لطرش، حاج منصور، بلحنافي).