تتعرض طبيبات القطاع العام أثناء المداومة الليلية إلى أبشع أنواع الضغوط والعنف والاعتداءات من طرف المرضى أو مرافقيهم ،سب وشتم وعنف معنوي وجسدي وتهديدات تتعالي في مختلف مصالح الاستعجالات ،بسبب ظروف العمل ونقص الوسائل وعجزهن عن تقديم المساعدات للمرضى ،وهو وضع اقلق وزارة الصحة بسبب التقارير اليومية التي ترفعها الطبيبات المناوبات إلى مدراء الصحة وعمادة الأطباء والنقابات واللجوء إلى القضاء أحيانا . 80 بالمائة نساء في قطاع الصحة والعمل ليلا استثناء قانوني بلغ العنف أوجّه مؤخرا باقتحام مكاتب الطبيبات، تهديدهن، شتمهن، وضربهن في بعض الأحيان، فالقطاع العام للصحة حسب مصادر نقابية يسير بنسبة 80 بالمائة من طرف العنصر النسوي الذي يختار مهنة المئزر الأبيض كمهنة سامية في المجتمع ، وتستقطب مهنة الطب اهتمام الفتاة بنسبة كبيرة لاعتبارات اجتماعية شأنها شأن قطاع التعليم ،فمن بين 20 ألف منصب طبيب في الجزائر في القطاع العام نجد أن العنصر النسوي يشكل حوالي 16 ألف طبيبة تعمل بمختلف المؤسسات وتزاول العمل الليلي بالمناوبة في مختلف الدواوير، والمناطق النائية، والمدن الكبرى ضمن الحالات الاستثنائية التي نص عليها القانون المنظم لعلاقات العمل 11_90 في المادة 29، والتي تسمح للمرأة بالعمل الليلي بترخيص خاص حسب خصوصية النشاط لأن قانون العمل يمنع المرأة من العمل الليلي من التاسعة مساء إلى الخامسة صباحا لاعتبارات أخلاقية وأمنية.. لولا الطبيبات لشمعت المستشفيات ولو منعت المرأة لاعتبارات أمنية من المناوبة الطبية ليلا فإن قطاع الصحة سيشمع أبوابه نهائيا، لكن رغم ذلك فإنّ المرأة الطبيبة في المناطق المعزولة، والبلديات النائية، والمدن الكبرى كالعاصمة ليست في حماية من الاعتداءات التي أصبحت سيناريو يتكرر كل ليلة سواء في مصلحة الاستعجالات أو مصلحة التوليد وغيرها، فهي امرأة ضعيفة هادئة لا تملك سوى سمّاعة، وجهاز قياس الضغط، وتجلس على كرسي غير مريح أمام طاولة خشبية تشبه طاولات المدارس القديمة، يتهجم عليها المرضى وذويهم بسبب تردي الأوضاع، انعدام وسائل العمل والأدوية، والطوابير الطويلة التي يضطر المريض إلى الوقوف فيها لساعات، وعندما تعجز الطبيبة المناوبة من فحص كل المرضى في حالة من الفوضى تنسحب وتغادر مكتبها لمدة طويلة خوفا من تعرضها لاعتداء. طبيبة تفقد جنينها في اعتداء داخل المستشفى يقول رئيس نقابة مستخدمي الصحة العمومية للشروق العربي أن الاعتداءات ضد طبيبات المناوبة مشكل شبه يومي تغذيه ظروف العمل المتدهورة في قطاع الصحة وهو ما يسبب الشحنة بين المريض، أو مرافقه، والطبيبة المناوبة، ومعظمها اعتداءات لفظية مسيئة لنفسية المرأة التي تعمل لساعات طويلة في الليل، وقد سجلت النقابة المئات من الشكاوى منها الإساءة، عدم الاحترام، الضرب، الملاحقة خارج المستشفى، وذكر حالة الطبيبة الحامل التي فقدت جنينها بسبب ظاهرة عنف وقعت في العيادة متعددة الخدمات بباش جراح بالعاصمة ، حيث وقع شجار بالأسلحة البيضاء والسيوف داخل العيادة بين عصابات الأحياء بسبب المخدرات، وتعرضت الطبيبة إلى عنف نفسي والاعتداء بالضرب انهارت على إثره وفقدت جنينها. كما تعرضت طبيبة أخرى في إحدى العيادات إلى ضربات خنجر كادت تفقدها حياتها، وقد رفعت العديد من التقارير إلى مديريات الأمن ووزارة الداخلية لتأمين المستشفيات غير أن الأمن بات مفقود والاعتداءات مستمرة، ويقول السيد الياس لمرابط رئيس نقابة مستخدمي الصحة العمومية ل"الشروق العربي "أن حالة انعدام الأمن والاعتداءات ناتجة في الأصل عن رداءة ظروف العمل، فالمريض ومرافقيه عندما لا يجدون العناية، والعلاج والوسائل داخل المستشفى خاصة ليلا، فإنهم ينقلبون على الطبيبة المناوبة التي تلجا إلى الفرار عادة أو المواجهة التي قد تدفع حياتها ثمنا لها..