استثنت فرنسا كلا من الجزائر ومصر من عملية إعادة القطع النقدية والفنية التي نهبت زمن الاستعمار على القارة السمراء حيث أفاد تقرير أعده كل من الباحثين بينيديكت سافوي (جامعية ومؤرخة في الفن الفرنسي) وفلوين سار (كاتب واقتصادي وجامعي وموسيقي سنغالي)، بأن المتاحف الفرنسية تحصر أزيد من90 ألف قطعة فنية تتوزع على المتاحف الفرنسية كانت حصيلة النهب الاستعماري من الدول التي كانت خاضعة سابقا للسيطرة الفرنسية. وحسب التقرير الذي نشرته وسائل إعلام فرنسية، فإن استثناء كل من الجزائر ومصر من العملية يعود إلى كون البلدين "يندرجان في سياق الامتلاك، ما يتطلب تشريعات مختلفة تماما". وتسعى فرنسا لتصنيف هذه القطع في قائمة التراث الإنساني المشترك حيث تحضر العاصمة الفرنسية باريس خلال الثلاثي الأول من سنة 2019 لقاء مشتركا يجمع بين الأوروبيين والأفارقة من أجل دراسة تصنيف وإدراج قطع نقدية فنية إفريقية ضمن تراث مشترك للإنسانية. واستنادا إلى بيان الرئاسة الفرنسية، فإن إمانويل ماكرون وجه دعوة إلى عدد من الدول الإفريقية ومن بينها الجزائر إلى حضور قمة باريس، حيث أفاد موقع الإليزيه بأن "رئيس الجمهورية يقترح أن تحتضن باريس خلال الثلاثي الأول من سنة 2019، اجتماعا يضم شركاء أفارقة وأوروبيين من أجل السعي معا لبناء هذه العلاقة الجديدة وهذه السياسة التبادلية"، مضيفة أن الرئيس إيمانويل ماكرون أكد على أمله في إطار خطاباته بكل من أثينا وأبو ظبي والجزائر، في "تجسيد سياسة تراثية مستقبلية تقوم على البحث عن العالمية، وحول إدراج الأعمال الفنية ضمن تراث مشترك للإنسانية". وتأتي دعوة الرئيس الفرنسي إلى هذه القمة بعد صدور التقرير الذي أحصى ما لا يقل عن 90 ألف عمل فني إفريقي، تضمها المتاحف الفرنسية بعد أن تعرضت للنهب في مختلف مراحل التاريخ الاستعماري الذي مارسته فرنسا على إفريقيا، حيث يضم متحف "كي برانلي جاك شيراك" لوحده نحو 70 ألف قطعة فنية إضافة إلى 17636 قطعة على مستوى خمسين مؤسسة أخرى، كما يشير التقرير إلى أن هذه الأرقام أقل بكثير من الحقيقة. وذكر بيان الرئاسة الفرنسية أن الرئيس ماكرون كلف كلا من وزير الثقافة ووزير أوروبا والشؤون الخارجية بمسؤولية القيام بالمراحل القادمة"، حتى يستطيع الشباب الإفريقي "الاستفادة على مستوى القارة وليس بأوروبا فقط، من تراثها والتراث المشترك للإنسانية". وكان الرئيس الفرنسي قبل عام من الآن التزم في خطاب أمام الطلبة في بوركينا فاسو العام الماضي بإعادة جزء من ذاكرة إفريقيا المنهوبة.