جسّد الرحالة سمير سليماني وفاءه للطبيعة، من خلال رحلاته الجبلية المبرمجة بصفة منتظمة، في إطار اكتشاف أعماق الأوراس وما يخفيه من مناظر ومظاهر وحيوانات لم يتم الوقوف عندها عن قرب، ما جعله يحرص على الاستمتاع من جهة وإمتاع محبيه بآخر اكتشافاته الطبيعية والإبداعية. يؤكد سمير سليماني في حديثه ل"الشروق اليومي" أن رحلته مع الطبيعة بدأت منذ الصغر، بحكم أنه يحب التجوال في الجبال واكتشاف أسرارها للوقوف على مناظر لم يرها في وقت سابق، مضيفا أن الغاية من رحلاته الجبلية في الوقت الحالي فتصنف في خانة الهواية والرياضة في الوقت نفسه، إضافة إلى كسب صداقة أشخاص من خلال رحلات جماعية استكشافية، في إطار العمل على تفعيل هذه الهواية لتشجيع الإقدام على السياحة الجبلية، مع الحرص في الوقت نفسه على الطبيعة، كما أن لديه مغزى عاما حسب قوله وهو التقاط صور وفيديوهات عن مختلف الأماكن ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي بغية التعريف بمناطق الأوراس وما تتصف به من كنوز طبيعية، وقال في هذا الشأن: "نحن نسعى إلى إيصال الصور لمن لا يستطيع الوصول للأماكن البعيدة، أتمنى أن تكبر مجموعة السياحة الجبلية، لأنه كلما يكثر الأشخاص تزيد الرحلة روعة ومتعة، شعارها رياضة صداقة". ولم يتوان ابن تكوت بباتنة في التعريف بعدة مناطق مجهولة لدى الكثير في أعماق الأوراس، على غرار منطقة جمينة الواقعة بين باتنة وبسكرة، وقلاع غسيرة وغوفي، وأماكن أثرية بنواحي هيجداض لعناصر، إضافة إلى جبال شيليا وتافرنت وأذرار الهارة وبوصالح وتاغيت وشير، مطلين على آريس وتيغانمين ومناطق أخرى مقابلة أو مجاورة، حدث هذا من خلال تشكيل مجموعة أشخاص استهوتهم الرحلات الجبلية، على غرار عبد الحفيظ عثماني وبزة محمد وعبد سايحي ومصطفى عاشوري وسفيان درنوني ويزيد محمدي ورؤوف ساكري وعماد عاشوري ومحمد جعرة، إضافة إلى أصدقاء من منطقة غسيرة في صورة حمنة سليماني وحكيم درنوني، وآخرين قدموا من منطقة القبائل مثل حسان حساني وجمال مرابطي، دون نسيان عاشق الطبيعة بشير محمدي الذي له تقاليد مهمة في السياحة الجبلية واكتشاف الطبيعة، خاصة في مرتفعات تكوت وما جاورها. ويؤكد سمير سليماني أن مثل هذه الرحلات يتم برمجتها دون مقابل، مع شرط وحيد وهو إعداد العدة والاستعداد لتحديات الطبيعة. وقد سمحت الرحلات الجبلية التي يقوم بها سمير سليماني ورفقاؤه من اكتشاف أماكن جديدة وأخرى غريبة، ناهيك عن اكتشاف حيوانات ونباتات ومواقع طبيعية وأثرية لم يقفوا عليها في وقت سابق، حيث سمح لهم باكتشاف أحجار غريبة في بعض المناطق، ناهيك عن مختلف أنواع الحيوانات البرية والزواحف التي تظهر بشكل لافت في الجبال وأعماق الغابات. وإذا كان الرحالة سمير سليماني يشتغل ميكانيكي السيارات بمسقط رأسه تكوت، وقبل ذلك امتهن حرفة صقل الحجارة لمدة 10 سنوات، إلا أنه يظل وفيا لنشاطه السياحي، انطلاقا من قناعته بضرورة اكتشاف الطبيعية الأوراسية العذراء والمساهمة في التعريف بكنوزها التي يرى أنها لا تزال مدفونة ومجهولة، ما يتطلب حسب قوله بذل جهود وتضحيات للتعريف بها، وبالمرة تفعيل آليات السياحة الجبلية التي من شأنها أن تعطي وجها ايجابيا في هذا الجانب.