قال رئيس المجموعة البرلمانية السابق لحركة مجتمع السلم، عبد الناصر حمدادوش، إن تراجع معسكر الموالاة عن العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة، هو الذي شجع الحركة على الانفتاح على المبادرات التي تدعو إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في شهر أفريل المقبل. وأوضح حمدادوش، في اتصال مع "الشروق" الأحد: "الحركة تقترح في مبادرتها تأجيل الانتخابات الرئاسية بسنة واحدة، وهي تشدد على أن هذا المقترح يجب أن يكون في إطار توافق وطني وفي إطار إصلاحات شاملة وبمشاركة الجميع من سلطة ومعارضة". وذكر القيادي في حركة الراحل نحناح: "نقطة الخلاف التي كانت بيننا وبين الأحزاب المشكلة لما يعرف بمعسكر الموالاة، هي تشبثهم بترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، غير أن تراجعهم عن هذا الموقف، واستبداله بتوجه آخر يتمثل في الاستمرارية، هو الذي شجعنا في الحركة على الانخراط المبدئي في النقاش حول هذا المسعى". والتقت حركة مجتمع السلم إلى حد الآن بنحو 50 حزبا وهيئة وشخصية وطنية، من بينها لقاءات مع مؤسسات رسمية، وذلك منذ أن أطلقت مبادرتها للبحث عن توافق وطني في شهر جويلية المنصرم. ومضى يقول: "في تقديرنا، معسكر الموالاة لم يكن ليتجرأ على طرح مبادرة للتوافق والتلميح إلى تأجيل الانتخبات أو تمديد العهدة الحالية للرئيس بوتفليقة، من دون توجيه أو إيعاز من قبل صانعي القرار، غير أن موقف الحركة لا يمكن أن يتأثر بإشارات من هذا القبيل.. نحن ننتظر الملموس وهو صدور موقف واضح وصريح من الرئيس بهذا الخصوص". وأضاف: "نحن ننتظر الموقف الرسمي من الرئيس بوتفليقة، لأن ما نلاحظه الآن في الساحة السياسية ليس سوى تصريحات من هنا وهناك، وهذا لا يمكن الاعتماد عليه في بناء موقف واضح.. هناك من يتحدث عن التمديد، ومن بين الآليات التي تطرح في هذا الصدد، عقد ندوة وطنية يشارك فيها الجميع ودون استثناء". ولاحظ حمدادوش: "في تقديرنا الأزمة التي تتهدد البلاد متعددة الأبعاد والمخاطر كثيرة، ولذلك نحن نبحث عن مشروع توافقي ينطلق من رحم المشاكل التي تعاني منها البلاد، لأنه لا يمكن لأي طرف أن ينفرد بالحكم". أما عن كيفية تخريجه فيقول حمدادوش إن: "إجراء التمديد لا بد من دسترته أو شرعنته عبر جمع غرفتي البرلمان، على أن يتبع ذلك تعديل معمق للدستور يراجع الكثير من الأبعاد السياسية والاقتصادية". وفي رده على سؤال حول الحدود الزمنية لموقف الحركة مما تشهده الساحة من مبادرات بشأن تأجيل الانتخابات أو تمديد العهدة الحالية، رد حمدادوش بقوله: "عندما تتضح مواقف السلطة بشكل رسمي ستتخذ الحركة موقفها النهائي بعد العودة إلى مجلس الشورى، الذي سينعقد في غضون الشهر المقبل". وشدد على أنه إذا أعلن معسكر الموالاة ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، فحينها ستنآى الحركة بنفسها، وقد يتبلور موقفها من الرئاسيات المقبلة بقرار المقاطعة، وهذا لا يتعدى في أحسن الأحوال موعد استدعاء الهيئة الناخبة، الذي يفترض أن يكون منتصف شهر جانفي المقبل.