خرجت الندوة التي عقدها المجلس الشعبي الولائي للعاصمة، الثلاثاء، حول مخاطر آفة المخدرات، بالعديد من التوصيات للتكفل بالمدمنين على مستوى العاصمة والذين يزداد عددهم يوميا أمام غياب التكفل بهم صحيا ونفسيا ما أدى إلى تفاقم تشردهم بالشوارع، من خلال إنشاء مراكز خاصة بالمشردين والمدمنين على أعقاب الأوعية العقارية المسترجعة من عمليات الترحيل التي تنفذها ولاية الجزائر منذ 2014. وقالت فريدة جبالي، نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي المكلفة بالشؤون الاجتماعية، خلال الندوة المنظمة من طرف المجلس حول مخاطر آفة المخدرات وتحت شعار "لا للمخدرات.. نعم لمستقبل أفضل"، انه بات من الضروري دق ناقوس الخطر جراء ارتفاع منحنى المدمنين على آفة المخدرات بين أوساط الشباب والمراهقين، حيث لم يستثن الداء الذي بدأ ينخر مجتمعنا وأبناءه حتى الفتيات حسب الإحصائيات الصادرة عن الجمعيات الناشطة في المجال وعلى رأسها "شباب المستقبل"، داعية الوالي عبد القادر زوخ بضرورة تخصيص بعض الأوعية العقارية المسترجعة من مختلف عمليات الترحيل الماضية لاستغلالها من اجل إنشاء مراكز صحية لاحتواء المشردين الذين تعج بهم مختلف طرقات العاصمة سواء منهم المختلين عقليا طبيعيا أو الذين فقدوا عقلهم جراء إدمانهم على المخدرات وما أكثرهم، لاسيما الموزعين بالمستشفيات بعد ما وصل بهم الأمر إلى غاية تطور المرض إلى السرطان. رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية قادري أحلام من جهتها أعطت العديد من الحلول لمساعدة المدمنين على الخروج من أزمتهم واستئصال الداء من خلال تنظيم حملات تحسيسية بالمؤسسات التربوية وتفعيل دور الرقابة بها، فضلا عن تشجيع البرامج الوطنية التي تعنى بهذا الموضوع، تحديد يوم وطني له، إشراك جميع الفاعلين بمن فيهم الأخصائيين النفسانيين والاجتماعيين، إنشاء مرافق ترفيهية إلى جانب تفعيل الأنشطة الرياضية والتثقيفية الترفيهية بالمؤسسات التربوية وجعلها إجبارية. رئيس فرقة حماية الأحداث بالدرك الوطني عمي جيلالي هو الآخر قدم دور نشاطهم عبر 23 فرقة بالعاصمة من خلال دوريات تقوم بالتركيز على العمليات التحسيسية والتوعية بأماكن تواجد الأطفال ومحيط المدارس لإعادة دمج أولئك الذين فروا من منازلهم خوفا من الإفصاح عن النتائج المدرسية أو تعرضهم للاعتداءات الجنسية، مذكرا ببعض الحالات التي قامت فيها الفرق بتوجيه بعض المدمنين قصد العلاج وهي الأنشطة التي تقوم بها 13 خلية تابعة للأمن الوطني على مستوى العاصمة. من جهته رئيس حماية الطفل والمراهق بمديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر، جمال بوسنة، أكد من خلال مداخلته أن مصالحهم أحصت 134 حالة إدمان في 2018 من بينهم أطفال ومراهقون يتم التكفل بهم حاليا، 19 بالمائة منهم حالات لإناث وهي الظاهرة التي انتقلت لهذه الفئة بعد ما كانت مقتصرة على الذكور في السابق – حسب ما ركز عليه رئيس جمعية مستقبل الشباب خالد بن تركي – الذي أكد أن من أصل 300 حالة التي استقطبتها الجمعية خلال قافلة الشهرين الماضيين، طلبا للتكفل والإقلاع عن الإدمان، سجل من خلالها مهاتفة سرية من طرف الإناث لطلب يد العون، وهي الظاهرة الخطيرة التي تدفع بالشباب إلى "الحرقة" أو التطرف حسب مدير الشؤون الدينية. أما مديريتي الشباب والرياضة والتكوين المهني فدعتا الشباب الانخراط في التكوينات والنشاطات الرياضية بعيدا عن الفراغ الذي يجلب كل ما هو سلبي.