أكد أولياء شباب، كانوا مترشحين للقتال في صفوف المقاومة في العراق، يقيمون في أحياء مختلفة ببراقيجنوب العاصمة، أن المسؤول عن تجنيد هؤلاء، هو شاب غادر إلى العراق ومكث هناك أكثر من سنة، يقيم في حي لا يبعد إلا بضعة أمتار عن مقر إقامات أغلب الشباب الذين التحقوا بالمقاومة العراقية، قبل أن يعود إلى بيته بعد مصرع الزرقاوي أمير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. وجلب معه صورا له مجندا ويحمل سلاح كلاشينكوف، وأخرى يخضع فيها للتدريب على القتال وصنع المتفجرات، وقال أولياء شباب إتصلوا ب"الشروق اليومي" عقب نشر تحقيق حول إختفاء شباب ببلدية براقي، أنهم يعرفون الشخص الذي ينشط في المنطقة، مؤكدين إستنادا إلى شهادات وتصريحات المترشحين، أنه كان وراء حملة "لاتزال مستمرة" لإقناع شباب المنطقة بالإلتحاق بصفوف المقاومة العراقية، وقال أحد مقربيه الذي عرض عليه المشروع "هو وسيط لشبكة يمتد نشاطها إلى خارج الحدود الجزائرية". وأضاف أحد هؤلاء، أن عودته قد تكون في إطار تجنيد المقاتلين، خاصة وأن الصور تؤكد علاقته بقياديين في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي تكون قد أوفدته في مهمة للجزائر. ويملك المعني وهو "س.أ.ق"، مكتبا صغيرا يقع في حي ببراقي، زارته "الشروق"، يتوفر على جهاز إعلام آلي مربوط بشبكة الأنترنيت لإعداد وثائق إدارية ومذكرات، وبعض الأقراص المضغوطة، لكن أغلب من تحدثنا إليهم، قالوا إن الحملة تنطلق من هنا، وتستهدف جامعيين غالبا لأنهم يتوافدون على المحل لأغراض دراسية، حيث أشار شاب طلب منا الإئتمان على هويته، أن المعني إتصل به وعرض عليه في البداية صورا على "سي دي"، عن المقاومة العراقية، وصورا عن "بطولاته" هناك. وألمح له بإعانته في حال رغبته في الإلتحاق بصفوف المقاومة أنا كنت مواظبا على الصلاة، أعترف أنه كان مقنعا، وفكرت فعلا في الهجرة، بعد أسابيع فقط من اللقاءات المتكررة معه، لم يكن هناك ما يثير الشبهات، كان يتحدث في أمور تبدو عادية جدا، كنا ثلاثة أو أربعة، أحدهم ابن عمه إلتحق بصفوف المقاومة وتم إبلاغ عائلته بوفاته، أؤكد لك أنه لم يكن متعصبا أو مجاهدا أو حماسيا، لكنه اقتنع لاحقا، سألته لماذا تراجعت؟ ليؤكد أنه تساءل دوما عن خلفيات عودته وتجنيد آخرين، كما تفطن شقيقي الأكبر للمشروع وتدخل والدي وحذرني خاصة بعد إشاعة خبر مقتل 3 شباب، أعرف إثنين منهم. سألته مجددا لماذا لم يبلغ مصالح الأمن "لا أرى ضرورة، هو لم يسىء إلي، كما أني لا أريد مشاكل مع القاعدة في العراق أو الجزائر... و كان بعض الشباب الذين تحدثنا إليهم، عند تنقلنا نهاية الأسبوع الماضي، إلى براقي، قد أشاروا إلى أن مسؤول التجنيد هو من منطقة براقي، وهو الذي ينتقي المترشحين للإلتحاق بصفوف المقاومة العراقية، وتقول مصادر "الشروق" إن الشبكة تنشط بين براقي، بوروبة والقبة، حسب تحركات الشباب الذين غادروا إلى العراق بداية السنة الجارية. نائلة.ب:[email protected]