مرة أخرى يؤدي إنجاز تمثال أو مجسّم جديد من اقتراح المجالس البلدية بولاية تبسة، إلى إثارة جدل شعبي انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي. فقد تم التدشين الرسمي لهذا المجسم في بلدية مزرعة التي تبعد عن مدينة تبسة بخمسين كيلومترا، منذ أربعة أيام، من طرف المجلس الشعبي البلدي، من دون تزامنه مع أي ذكرى وطنية، ليخلّف موجة من الانتقاد، التي ثمنت إنجاز المجسمات التي تبعث على الأمل وليس الأسلحة التي تولّد العنف لدى الأطفال، خاصة أن المجسم كلف خزينة هذه البلدية الفلاحية والرعوية والفقيرة، أكثر من خمسين مليون سنتيم حسب تصريح أحد أعضاء المجلس البلدي ل"الشروق". وقال المنتقدون بأن البلدية في حاجة إلى إنجازات تنموية تخرجها من عزلتها وتقضي على البطالة التي تنخر ابناءها، وإلى مسحات جمالية، وليس مجسما لسلاح ناري وسط الخلاء وعرضة أيضا للتشويه والتحطيم، بينما قال رئيس البلدية أحمد بوزيد، المنتمي للتجمع الوطني الديمقراطي وهو صاحب فكرة المجسّم، بأن اقتراحه بتماشى مع تاريخ المنطقة المجاهدة، وراح يسرد مجموعة من أسماء أفراد عائلته وأبناء المنطقة المجاهدين، وقام بالتقاط صورة له حمل فيها علم الجزائر بيساره وعلم فلسطين بيمينه، في الوقت الذي يوجد مجلسه البلدي في حالة انسداد وتعطيل لمصالح المواطنين منذ قرابة سنة، بدليل أن والي تبسة قام الأربعاء، بتوقيف رئيس البلدية مؤقتا عن مهامه وإسنادها لرئيس دائرة العقلة، وهذا بعد أن تعذر على أعضاء هذه البلدية الاتفاق حتى على جلسة مناقشة. وظل المجلس طيلة سنة كاملة، مفككا متنازعا دون أي صلاحية، باستثناء مشاركة أعضائه في انتخابات مجلس الأمة، وأيضا موافقته على إنجاز مجسم الكلاشينكوف الذي كان ردا على بلدية الشريعة المجاورة، التي كانت المزرعة تابعة لها، حيث أنجزت بلدية الشريعة مجسما لبندقية صيد في منطقة صارت تسمى الفوشي، فكان رد بلدية المزرعة في عهد المجلس البلدي الحالي هو سلاح كلاشينكوف.