إذا كان حال نصر حسين داي في كأس الكاف صار واضحا، ولا يحتاج لأي حسابات من أجل بلوغ دور المجموعات، وهو الفوز بفارق هدفين في لقاء العودة أمام فريق اتحاد بنغازي، فإن حال ممثلي الجزائر في رابطة أبطال إفريقيا، يتطلب النفس الطويل لأجل مسايرة هذه المنافسة التي تتطلب الخبرة والذكاء أكثر من الأمور الفنية، في وجود فرق إفريقية تطورت كثيرا وعلى رأسها سيمبا التانزاني الذي يدربه بلجيكي ويضم في تشكيلته سبع جنسيات مختلفة، ومازامبي الذي أظهر أمام الإسماعيلي المصري احترافية وثباتا في المستوى رغم أن البعض ظن بأن مستواه قد تناقص مقارنة بالسنوات الماضية التي اكتسح فيها كل الفرق الإفريقية القوية والعربية منها من دون استثناء. شباب قسنطينة فتح لنفسه بابا مازال غير كاف من أجل المنافسة على واحدة من بطاقتي التأهل للدور ربع النهائي، بعد فوزه الثمين في سوسة أمام النادي الإفريقي، ولكن مباراة السبت التي جرت في العاصمة الكونغولية، أكدت بأن السنافير سيواجهون قوى إفريقية في صورة الإسماعلي المصري الذي أدى مباراة قوية وسيطر على مازامبي في عقر داره في الشوط الأول، أما مازامبي فقد أكد بأنه من طينة الكبار، حيث طرد الحكم المغربي حارسه في الشوط الأول، ومع ذلك قلب الوضع في الشوط الثاني وهز شباك الإسماعيلي بهدفين في الشوط الثاني، وكان بإمكانه أن يسجل أكثر من ذلك. الإسماعيلي سيستقبل عصر يوم الجمعة القادم، النادي الإفريقي، وستكون أحسن نتيجة بالنسبة لشباب قسنطينة هو تعادل الفريقين، حتى يبقى أحسن منهما وهو متأخر عنهما بمباراة سيلعبها يوم السبت أمام مازامبي في ملعب الشهيد حملاوي على الساعة الثامنة ليلا، ويكفيه فوز بهدف وحيد ليقدم نفسه كمرشح أول للتأهل للدور ربع النهائي، لكن ما يحير فعلا هو أن فريق شباب قسنطينة الفريق الإفريقي الوحيد الذي سيلعب مباراة دوري محلي أمام أهلي برج بوعريريج، بين مباراتين إفريقيتين المسافة الزمنية بينهما قصيرة جدا، ولكن لحسن حظه أنه سيلعبها على أرضه، وبالتأكيد سيعتمد المدرب على لاعبي الصف الثاني في مباراة برج بوعريريج حتى لا يخاطر بالأساسيين، ولحسن حظه أيضا أنه يمتلك مدربا أوروبيا لا تنتهي عنده المباراة ولا تنتهي البطولة إلا بعد آخر صافرة من الحكم، حيث أغلق نهائيا حكاية الفوز في تونس أمام النادي الإفريقي وباشر رفقة عناصره التحضير لمواجهة مازمبي. ويبقى في البال ما حدث لوفاق سطيف في النسخة الماضية، عندما بدأ المنافسة بخسارتين متتاليتين ولكنه تأهل، بينما خرجت المولودية العاصمية من المنافسة بالرغم من بدايتها الحسنة وفوزها في سطيف أمام الوفاق. أما شبيبة الساورة الخاسرة بثلاثية كاملة في دار السلام، أمام منافس، لا أحد يرشحه للتتويج باللقب القاري، فقد ارتكبت أخطاء فنية كارثية عندما كانت تطبق طريقة الخط، طوال الشوط الأول بطريقة خاطئة، وفي الشوط الثاني، فهم مدرب الفريق التنزاني بسهولة نقاط ضعف الساورة، فضرب خطة التسلل وسجل هدفين كانا أشبه بالهدية من أشبال نبيل نغيز، ففاز عليها بسهولة بسبب الأداء الدفاعي الضعيف، والغريب أن الساورة ضمت في تشكيلتها لاعبا تانزانيا هو توماس إليموينغو لكنها لم تشركه أساسيا في بلاده التي يعرفها جيدا، ولم تشرك نهائيا اللاعب السينغالي كوناتي وغامرت باللاعبين الجزائريين فقط الذين خيبوا أنصارهم والجزائريين، في الوقت الذي شاهدنا الإسماعيلي مثلا يُشرك كل الأفارقة في صفوفه في مواجهة مازامبي، وسيسافر الفريق التنزاني يوم السبت إلى الكونغو لمواجهة فيتا كلوب، وتستقبل الساورة يوم الجمعة الأهلي المصري في مباراة، يجب الفوز فيها ليسترجع الساورة كل حظوظه في التأهل للدور ربع النهائي. ولأن الأهلي فاز في المباراة الأولى أمام فيتا كلوب بهدفين نظيفين، بالرغم من أن الفريق الكونغولي لعب أكثر من شوط بلاعب ناقص، فإن فوزا تاريخيا من الساورة على الأهلي يعني العودة إلى المنافسة، خاصة أن الأهلي مرشح لعرقلة بقية المنافسين على أرضهم ويمكنه أن يمنح للساورة فرصة الفوز بمركز ثان للتأهل إلى الدور ربع النهائي الذي سيكون إنجازا كبيرا لفريق الجنوب. ب. ع