كشف المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، محمد الصالح بولطيف، عن مفاوضات ستجرى غدا الخميس في باريس مع مديرية الطيران المدني الفرنسي، من أجل اعتماد برنامج للرحلات الإضافية نحو فرنسا، من أجل تمكين الجزائريين من العودة إلى فرنسا مطلع سبتمبر، وتمكين التلاميذ الجزائريين والعمال من الالتحاق بالمدارس ومناصب العمل في فرنسا في الوقت، مشيرا إلى أن الشركة نقلت 3 ملايين و700 ألف مسافر العام الماضي برقم أعمال بلغ 57 مليار دينار. وقال محمد الصالح بولطيف أمس، خلال نزوله على المنتدى الأسبوعي لجريدة "ليبرتي" الناطقة بالفرنسية، أن مشكل تشبع الرحلات وعدم توفر الأماكن مطروح في الرحلات المتجهة من الجزائر نحو أوروبا وخصوصا فرنسا اعتبارا من 20 أوت، مشيرا إلى أن "إيغل أزور" لم تتحصل بعد على الموافقة لإطلاق مخطط رحلات إضافية. واعتبر بولطيف الدعوى القضائية الأوروبية ضد الجوية وما شابه ذلك بمثابة حملة ضد الشركة من طرف أشخاص يخرجون إلى العلن خلال فصل الصيف وفقط، وقال "نحن لم نقم بأي تفاهم تجاري بل تحكمنا المنافسة التجارية"، وأضاف "أنا أنفي نفيا قاطعا أن الجوية تمارس الاحتكار"، وتابع "هناك 20 شركة دولية تعمل على وجهة الجزائر، وفي فرنسا هناك 3 شركات تعمل على وجهة الجزائر، فأين هو هذا الاحتكار الذي يتحدثون عنه؟" يضيف بولطيف. وقلل بولطيف من شكاوى الجزائريين من غلاء أسعار الجوية، حيث قال بأن الشركة قدمت 171 عرض ترويجي لتخفيض الأسعار خلال 2011، مشيرا إلى أن رحلة الجزائر- باريس مثلا وصلت إلى مبلغ 228 أورو باحتساب كل الرسوم، معترفا بوقع مستحقات الشركة على المؤسسات العمومية وخاصة الوزارات والفدراليات الرياضية على الحصيلة المالية للشركة، مشيرا إلى أن الشركة بذلت مجهودات كبيرة مؤخرا للشروع في تحصيل هذه المستحقات. واعترف بولطيف بقوة المنافسة التي تفرضها شركات عالمية، كالقطرية والتركية التي تشتغل وفق نظام الحرية السادسة، ووصل الأمر بالتركية إلى أن استحوذت على 80 بالمائة من السوق الخاص بوجهة الجزائر، مؤكدا على أن خط الجزائر- بكين غير مربح، وبأن الشركة تسعى إما لإعادة هيكلة الخط من خلال مشروع جامع الجزائر والمركز الدولي للمؤتمرات، حيث توقع بولطيف توافد 10 آلاف عامل صيني على الجزائر، وتسريع وتيرة منح التأشيرات للعمال الصينيين بمعدل 2000 تأشيرة أسبوعيا من طرف السفارة الجزائريةببكين، أو غلق الخط بصفة نهائية لكونه غير مربح أو تحويله إلى شنغهاي. وكشف بولطيف عن نشاط الشركة الخاص بالعمرة لشهري شعبان ورمضان، حيث تم نقل 56 ألف معتمر عبر 222 رحلة، بزيادة 23 بالمائة عن السنة الماضية، أما موسم الحج لهذا العام، فقد برمجت الجوية نقل 19 ألفا و375 حاج، انطلاقا من خمسة مطارات هي العاصمة ووهران وقسنطينة وعناية وورقلة، بمعدل 3 رحلات يوميا، رحلتان إلى جدة ورحلة إلى مطار المدينة، مع إمكانية نقل الحجاج الموريتانيين أيضا، حيث تجري الشركة مفاوضات حول 8 رحلات من نواكشوط إلى البقاع المقدسة. واعترف بولطيف بظاهرة تأخر مواعيد انطلاق الرحلات التي عرفتها الجوية، مشيرا إلى أن الشركة بلغت نسبة 65 بالمائة من الرحلات في وقتها خلال السداسي الأول لهذه السنة، مقابل 43 بالمائة من الرحلات في وقتها خلال السنة الماضية، مشيرا إلى أن الشركة تسعى لبلوغ نسبة 70 بالمائة من الرحلات في وقتها وتفادي التأخرات. وبخصوص زيادات أجور عمال وموظفي الجوية، قال بولطيف بأن الشركة لا يمكن أن تبادر بزيادات غير مدروسة، مؤكدا أن أي زيادة يجب أن تكون مربوطة بالإنتاجية، والمفاوضات مستمرة دائما، خاصة وأن نظام الأجور على مستوى الشركة جد معقد، وأكد بولطيف أن المضيّفين الذين يرفضون تقديم المشروبات الكحولية للزبائن على متن الرحلات الدولية، عليهم بطلب العمل في الخطوط الداخلية، وهذا هو الحل المتوفر على حد تعبيره.