أرجعت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، مسألة مشاركة حزبها في الرئاسيات المقبلة إلى اللجنة المركزية المخولة للفصل في الملف، تاركة الباب مفتوحا أمام كل الاحتمالات، وهذا في إشارة ضمنية منها لجاهزية هياكلها لجمع التوقيعات في حال خوضها غمار الاستحقاق الرئاسي. لم تفصل زعيمة حزب العمال في قرار مشاركة حزبها في الرئاسيات المقبلة من عدمه، تاركة الفصل لأعضاء لجنتها المركزية ومكتبها السياسي الذي سيجتمع الأسبوع المقبل لمناقشة الملف، مضيفة لدى عرضها للتقرير الافتتاحي لأشغال مكتبها الولائي، السبت، أن قضية الرئاسيات تحظى باهتمام كبير من طرف مناضلي حزبها الذين انقسموا لثلاثة تيارات، "التيار الأول مع المقاطعة بحجة غياب ضمانات النزاهة، والثاني مع المشاركة، والثالث يدعو للتريث إلى غاية وضوح الرؤية". وترى زعيمة حزب العمال، أن الرئاسيات المقبلة حتى لو كانت في ظروف أحسن لا يمكن لها أن تحل طبيعة النظام، لذلك فإن قرار الحسم بالنسبة لهم جد مهم، ملمحة ضمنيا إلى إمكانية المشاركة من خلال تأكيدها على ان قاعدتها الحزبية في جاهزية مطلقة في حال تغيرت المعطيات، قائلة: "قرار المشاركة والتحضير في يد أعضاء اللجنة المركزية، لأن هذا الملف ليس متعلقا بالتكتيك فقط، بل يأخذ أبعادا أخرى، لأن الراهن المطروح هو ديمومة الأمة". ولم تفوت لويزة حنون الفرصة لتعلق على قرار الرئيس القاضي باستدعاء الهيئة الناخبة، وقالت "هو قرار مهم، لكن التساؤلات المطروحة لا تزال قائمة، هل الرئاسيات المقبلة سوف تجرى في جو من السكينة والتحول الديمقراطي؟ أو أنها تفتح الباب نحو الفوضى والتدخلات الأجنبية؟ بالمقابل، فتحت زعيمة حزب العمال النار على وزير الداخلية نور الدين بدوى، الذي سبق وأن صرح أن مصالحه على استعداد كامل لتنظيم هذا الاستحقاق، متسائلة عن طبيعة هذا الاستعداد؟ هل الأمر متعلق بالجاهزية التي ترافق كل اقتراع من اجل استمرار الوضع وتزوير النتائج؟ وهل الاستعداد يكون بنفس المنظومة القانونية "قانون الانتخابات، والهيئة العليا التي قالت إنها مجرد ديكور؟"، أو الجاهزية عبر تدخل الإدارة وتوظيف أصوات الجيش لصالح مرشح السلطة؟ ونفس الشيء بالنسبة لقائمة المنتخبين المضخمة باعتراف من دربال؟ وفي السياق، استغلت حنون الفرصة لتحذر من اختلاط المال الفاسد بالرئاسيات، وقالت " نريد انتخابات شفافة، لأن تمويل المرشحين من قبل المفترسين دائما يكون بالمقابل.. فمن يدفع للعازف هو من يختار الموسيقى". وبخصوص الرسالة التي وجهها حزب العمال لرئيس الجمهورية حول انتخاب جمعية تأسيسية، قالت حنون إن الوقت قد حان لتحيينها، ففي حال ثبت ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة فّإنه سيفقد الصفة والصلاحيات لاستدعاء الجمعية التأسيسية، لذلك علينا تحيين الوثيقة من أجل إعطائها نفسا جديدا".