القضاء على أبرز قيادات التنظيم المسلح أكدت مصادر على صلة بملف الجماعات الإسلامية المسلحة أن أجهزة الأمن أصبحت تتحكم بشكل كبير في تحركات تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بعد تزايد عدد التائبين في التنظيم المسلح. الذين يرغبون في الاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية مقابل تمكين أجهزة الأمن بمعلومات ذات قيمة عملياتية كبيرة. وكشفت مراجع "النهار" عن وجود بعض "التائبين" الذين لا يزالون في الجبال يوفرون لأجهزة الأمن معلومات مكنت من شل العديد من الأنشطة التخريبية وعمليات انتحارية جرى التحضير لها خلال شهر رمضان. وقد تنبه ناشطون من ليبيا إلى هذه الوضعية التي يعيشها تنظيم "القاعدة" في الجزائر بعد توقيف "صخر الليبي" قبل أشهر رفقة إثنين من مساعديه في عملية ناجحة لأجهزة الأمن مما دفع الناشطين الليبيين إلى توقيف توافدهم على الجبال الجزائرية. وقبل أسبوع أعلن أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن عن قرار إلحاق تنظيم "القاعدة" في ليبيا مباشرة بالتنظيم الأم بمنطقة وزيرستان الجبلية على الحدود بين باكستان وأفغانستان حيث يعتقد بوجود المعقل الأساسي لتنظيم "القاعدة". وقال محللون أن هذا القرار هو بمثابة سحب البساط من تحت أرجل تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي يقوده أبو مصعب عبد الودود بعد أن كان يعتبر بمثابة ممثل أسامة بن لادن في بلدان المغرب الإسلامي الخمسة التي تمت من ليبيا إلى موريتانيا والتي تشرف على دول الساحل مثل مالي والنيجر. وكشفت تحريات حديثة لأجهزة الأمن أن قيادات تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يفضلون حاليا التضحية بالناشطين في شبكات الدعم والإسناد في العمليات الانتحارية أو حتى الاعتداءات خارج المناطق الحضرية والسبب أن التنظيم المسلح فقد في أشهر قليلة أبرز قياداته التي تتولى التخطيط والتدبير للعمليات الانتحارية كما أفلت عدد آخر منها بأعجوبة من عمليات نفذتها أجهزة الأمن وكان آخرهم الناطق الرسمي لتنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" صالح قاسمي" المعروف باسم "أبو محمد صلاح" بعد فترة وجيزة من قرار مساعده الأساسي المكنى "أبو عبد الرحمان" التخلي عن العمل المسلح والمهام التي كان يقوم بها كحلقة ربط بين "القاعدة" وقناة "الجزيرة" ومواقع التنظيمات المتطرفة على الإنترنيت. وبحسب ما تم جمعه من شهادات فإن قيادات في تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" متخوفة بشكل كبير من خطر "التائبين" الذين لا يزالون في الجبال والذين يفضلون تزويد أجهزة الأمن بمعلومات ميدانية عن نشاط مختلف السرايا كأفضل خدمة يقدمونها للاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وكرد فعل على تزايد خطر هؤلاء أمرت قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بعد فترة وجيزة من القضاء على أمير منطقة الوسط زهير حراك المعروف باسم "سفيان أبو حيدرة" ويكنى أيضا باسم "سفيان فصيلة" (وهو الأمير الفعلي للتنظيم المسلح) بمنع استعمال الهواتف النقالة إلا بحضور الأمراء أو من يفوضونهم وأيضا قامت بزرع عدد كبير من الألغام المضادة للأشخاص ليس ضد أجهزة الأمن والجيش وإنما لمحاصرة المسلحين الذين يفكرون في التخلي عن العمل المسلح. ويكون قرار زرع الألغام حول معاقل التنظيم المسلح قد اتخذ بعد تفكير عميق من طرف قيادة التنظيم المسلح التي رأت في سقوط قياداتها الواحد تلو الآخر من سمير مصعب (أنقذ من موت محقق من طرف أجهزة الأمن) وعلي الديس والعشعاشي وسفيان فصيلة وآخرون في وقت قياسي. وتعتقد أجهزة الأمن أن غالبية هؤلاء "التائبين" الذين يتعاونون معها ينطلقون من معتقدات دينية رافضة لفكرة العمليات الانتحارية وأيضا لمنهج قتل المدنيين بشكل عشوائي دون تبيان شرعية سفك الدماء سيما بعد صدور فتاوى من علماء في المملكة السعودية.