أذعن النجم الجزائري إسلام سليماني لمكتوبه الكروي، الذي وضعه بين نفقين أصعبهما مظلم، فإما الدخول في عطلة مدفوعة الأجر، أو منافسة لاعب دولي إسباني سابق، استرجع عافيته مؤخرا بعد معاناة طويلة مع الإصابة، وأعيد لمركزه كرأس حربة، لأجل أن ينقذ نادي فينارباخشي الذي يمر بأسوأ فترة له في السنوات العشر الأخيرة، حتى صار مهددا بالسقوط، وهو الذي نافس الموسم الماضي على اللقب وراهن هذا الموسم على انتزاع التاج التركي والمنافسة بقوة في أوربا ليغ، ويتعلق الأمر باللاعب الشهير سولدادو الزميل السابق لسفيان فيغولي في نادي فالونسيا الإسباني. ولأن منصب سولدادو هو قلب هجوم، ولم يحدث لهذا اللاعب البالغ من العمر 33 سنة و9 أشهر وأن لعب في منصب غير رأس حربة، مثله مثل إسلام سليماني، الذي أمامه معركة طاحنة من أجل الفوز بمكانة أساسية أمام لاعب نجم لا يقبل بمقعد الاحتياط، ولا يمكن لمدرب النادي وأن يجعله احتياطيا، مما يعني أن إسلام سليمان سينتظر بعض الهدايا ومنها البطاقة الحمراء التي تلقاها فعلا سولدادو أول أمس خارج الديار في مواجهة فريق كايزر سبورت، حيث أشهر حكم المباراة البطاقة الحمراء في الدقيقة 46 في وجه النجم الإسباني وسط غضب من مدربه التركي يانال، وهي فرصة سانحة لإسلام سليماني للحلم بمكانة أساسية في المباراة القادمة ضد فريق كونيا سبور في الدوري التركي، وقبل ذلك في مواجهة زينيت الروسي في أوربا ليغ التي ستلعب يوم الخميس 12 فيفري ويكون أيضا سولداد معنيا بها. تهور سولدادو، الجمعة، جعل فريقه يخسر خارج الديار بهدف نظيف ويتأخر في الترتيب وهو على بعد ثلاث نقاط من مراكز الهبوط للدرجة السفلى، في الوقت الذي لم يؤمن المدرب التركي بإمكانيات سليماني في وجود نجوم كبار حيث أدخل الدولي الغاني آيو والدولي السويسري فري والدولي النيجيري موزس، وترك سليماني رفقة الدولي الفرنسي السابق فالبوينا على مقاعد الاحتياط. بقاء سليماني في الفريق التركي الذي لم يسجل له في الدوري لحد الآن سوى هدف واحد، لم يكن بسبب رغبة من المهاجم الجزائري، الذي يعيش حاليا أسوأ مواسمه على الإطلاق، وإنما بسبب رفض ليستر استرجاع اللاعب في وجود فاردي وذهاب محرز من الفريق، وانعدام العروض، فبقي اللاعب إسلام سليماني يبحث عن ذاته وقبل بالمنافسة مع لاعب إسباني كبير بدأ عالم الاحتراف سنة 2003 مع ريال مدريد الذي لعب له أربعة مواسم كاملة وهو صغير وسجل له خمسة أهداف، كما لعب لخيتافي، ثم انضم لفريق مسقط رأسه فالونسيا الذي لعب له ثلاث سنوات كانت جميعها جنبا إلى جنب مع سفيان فيغولي وشارك مرتين في رابطة الأبطال وبلغ مع الفريق نصف نهائي أوروبا ليغ، وسجل خلال السنوات الثلاث، 59 هدفا كاملا وهو ما جعله مطمع الكثير من الأندية الكبيرة في أوربا، وتمكن توتنهام الإنجليزي من خطفه، فانضم إلى صفوفه في خريف 2013 ووجد إلى جانبه لاعب جزائري آخر هو نبيل بن طالب، ولكن مروره مع توتنهام الذي دام موسمين ونصف لم يتوج سوى بسبعة أهداف، وهو رصيد مجهري من لاعب تقمص ألوان المنتخب الإسباني ولعب إلى جانب كبار المنتخب مثل تشافي وإينييستا وشارك في كأسين أوروبيتين للأمم، ليعود إلى إسبانيا مع الغواصات الصفراء فياريال، وفشلت مغامرته فحاول فريق فينارباخشا التركي إحياءه فانضم إليه الموسم الماضي، وساهم في تألق الفريق بتسجيله تسعة أهداف والتواجد مع الفرق المتأهلة لأوربا ليغ، قبل أن تذبحه الإصابة، فجيء بسليماني لتعويضه، ولكن أداء المهاجم الجزائري بقي هزيلا إلى أن عاد سولدادو، فعقد من مهمة إسلام سليماني المحاط بنجوم عالميين، وعليه وهو يدخل الآن سن الواحد والثلاثين أن يبذل جهدا مضاعفا بحثا عن مكانة أساسية أو على الأقل المشاركة كاحتياطي بين الفينة والأخرى، فلعل المدرب جمال بلماضي يضعه ضمن التشكيلة المسافرة إلى القاهرة، لمنافسة لاعبين آخرين على رأسهم بغداد بونجاح وأيضا لاعب هوفنهايم إسحاق بلفوضيل. ب.ع