خلف الإضراب الذي شنه عمال ميناء الجزائر، خلال اليومين الماضيين، خسائر معتبرة، قدرت بأكثر من 50 مليار سنتيم، إلى غاية زوال اليوم الثاني من الشلل التام، الذي عاشه المرفأ بداية من الثلاثاء قبل أن يعود إلى العمل من جديد أمس، بعدما أصر أكثر من 3 آلاف عامل على توقيف نشاطهم لعدم تلقيهم الوعود المتفق على تحقيقها هذا الشهر، بشأن الزيادات في الأجور المعلن عنها ضمن الاتفاقية الجماعية بما فيها التأخير الذي شمل 14 شهرا. عادت الحركة والنشاط من جديد أمس، إلى ميناء الجزائر متبوعة بعمليات الشحن والتفريغ بدخول وخروج البواخر، فيما تنفس المتعاملون الاقتصاديون ووكلاء العبور الصعداء بعد توقف الإضراب المفاجئ الذي شنه عمال الميناء بداية من يوم الثلاثاء مخلفا معه طوارئ لدى المسؤولين ووزارة النقل من خلال تدخلاتهم الحثيثة في مساع لإعادة الأمور إلى نصابها بمرفإ يعد القلب النابض لاقتصاد الوطن. وبحسب مصادر "الشروق"، فإن عدول العمال عن إضرابهم جاء نتيجة خروج اجتماع الإدارة بالفدرالية والنقابة وكذا وزارة النقل بتطمينات يليها اجتماع آخر سيعقد في ال27 من الشهر الجاري من أجل وضع النقاط على الحروف وتحديد الصيغة أو النسبة المعنية بالزيادة في الأجور بما فيها التأخير الذي شمل 14 شهرا، الذي ينتظر أن يصرف بأثر رجعي بداية من جانفي 2018، وقال العمال في السياق إن إضرابهم هذا جاء سلميا بعدما نفد صبرهم أمام تعنت المسؤولين الذين يمارسون سياسة التهديد واللامبالاة كما أنهم قبلوا كل الحلول لأجل مصلحة الشركة، وذلك بتدخل العقلاء من العمال بعدما عبروا عن استعدادهم للعمل يوم الجمعة كمتطوعين لأجل تغطية ما تكبدته المؤسسة من خسائر، لاسيما أن إضرابهم سايره تقديم الحد الأدنى من الخدمات، في وقت صرح آخرون إلى "الشروق"، بأن معاناتهم التي يعيشونها داخل الميناء تتضاعف، معتبرين دخلهم الأضعف مقارنة بمختلف دول العالم فضلا عن الأمراض والوفيات التي تلاحقهم. يذكر أن 13 باخرة ظلت ترسو بأرصفة الميناء دون أن يشملها التفريغ، منها تلك التي حملت الموز والأدوية فضلا عن اللحوم وغبرة الحليب والمركبات، لمتعاملين عاشوا يومين من "السوسبانس" رفقة وكلاء العبور، خوفا من فساد بعض المواد المستوردة سريعة التلف شأن الموز، ضمن باخرتين ظلتا عالقتين بالميناء، كل منهما تحمل 1200 حاوية بمجموع 1200 صندوق كرتون، كما أثر الإشكال على باخرة "طارق بن زياد" التي ظلت ترسو قبالة الميناء دون تمكن المسافرين من النزول منها لساعات، قبل أن يعود الميناء إلى الخدمة من جديد.