نجح المغني الفرنسي ذو الأصول الجزائرية أنريكو ماسياس في إحياء حفله في المغرب بسينما ميغاراما بالدار البيضاء، بمناسبة عيد الحب، وذلك رغم الاحتجاجات التي قوبل بها من طرف الشارع المغربي. وفي مغازلة للجمهور الحاضر، قال المغني بعد نهاية حفله مخاطبا الشعب المغربي "أنتم شعب راق كالملك محمد السادس"، و كان ماسياس في تصريحات إعلامية أكد أنه "لا يهتم بالتهديد بالمقاطعة"، واصفا المغرب ببلد التسامح، وأنه لن يتراجع عن حفله بسبب بعض الأشخاص. وقد قوبل ماسياس لدى نزوله في المغرب بموجة احتجاجات، توحدت فيها مختلف الأطياف الأيديولوجية والسياسية لأول مرة، حيث ضمت "جبهة الرفض" أعضاء من "حركة التوحيد والإصلاح" و"جماعة العدل والإحسان"، وأخرى يسارية مثل "حركة النهج الديمقراطي"، فضلاً عن حضور شخصيات أخرى مثل سيون أسيدون، ذي الأصول اليهودية المعروف بمقاومته للتطبيع مع الكيان الصهيوني. ورفع المحتجون لافتات تندد بدعم ماسياس للحركة الصهيونية وأخرى مناهضة للتطبيع مع إسرائيل، كما أصدرت "مجموعة العم# الوطنية من أجل فلسطين" بياناً قالت فيه إنّ "ماسياس هو جندي في صفوف جيش الحرب الصهيوني ويستمر في قيادة حملات الدعم والتبرع والتجنيد في صفوف جيش التساحال الإرهابي". من جهتها "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" قالت في بيان مماثل إن "المغرب شهد محاولات عدة لاختراق النسيج المجتمعي من باب التطبيع الثقافي والرياضي والفني، وكان آخرها الترويج لإشاعة حول زيارة رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو للمغرب". وبإحيائه للحفل يكون ماسياس قد نجح في تحدي الحظر القائم عليه في الدول العربية وخاصة منها المغاربية، بسبب مواقفه الداعمة للكيان الصهيوني، حيث سبق أن أبدى المطرب رغبته في إحياء حفل بالجزائر في زمن خليدة تومي، التي سبق وأن أكدت ل"الشروق" قبل 10 سنوات أن ماسياس مرحب به في الجزائر في حال تخلّى عن صهيونيته، على خلفيّة رفض الجزائر لدخوله لها عام 2007 خلال زيارة الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي إلى البلاد، وبقي يحترق شوقا إلى زيارة الجزائر وتحديدا قسنطينة، كما عبر عن ذلك في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية في قوله: "إنني أتألم بسبب عدم قدرتي على زيارة مسقط رأسي، ولكن لن أغلق الباب رغم عمري 74 سنة".