أكد عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة، أن الجزائر تأمل من خلال القمة الأولى لدول الجامعة العربية ودول الاتحاد الأوروبي، التي تحتضنها مدينة شرم الشيخ المصرية، أن تخرج برؤية استراتيجية متكاملة تشمل مختلف ميادين التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي تكون في مستوى عمق الروابط التاريخية وثقل التراث الإنساني والحضاري المشترك، وذلك لمواجهة كل هذه التحديات ورفع رهان البناء والتنمية وضمان أمن واستقرار السوق النفطي والتعاون لمواكبة التطورات التكنولوجية والعلمية، والحرص على حقوق وأمن الجاليات العربية المهاجرة المقيمة بديار المهجر بأوروبا، مشيرا إلى أن إشكالية الهجرة تتطلب مقاربة مشتركة وشاملة تأخذ بعين الاعتبار أبعادها الأمنية والتنموية. وجدد بن صالح استعداد الجزائر للإسهام في دعم وتعزيز الشراكة العربية-الأوروبية في مختلف المجالات، وفقا لرؤيتها القائمة على استغلال كل الفرص المتاحة لدى الجانبين وكل إمكانيات التعاون القائمة بما يؤدي إلى توسيع مجالات هذا التعاون وترقيته بشكل مستمر ومطرد. وتطرق بن صالح الذي شارك في القمة بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية إلى مواقف الجزائر من القضايا المطروحة على جدول الأعمال، مبرزا الأهمية التي توليها الجزائر للتعاون العربي الأوروبي خاصة في مجال إدارة الأزمات والتصدي لها ومكافحة الإرهاب، مبرزا ضرورة توحيد الرؤى إزاء هذه القضايا في إطار مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار احترام الصلاحيات السيادية والوطنية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأشار بن صالح إلى تفاقم ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف وتعاظم ارتباطاتها بالجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتزايد التهديدات الناجمة عن عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب بسبب حالة اللااستقرار الناجمة عن الاضطرابات والأزمات التي تعرفها المنطقة، وهو ما يتطلب حسبه تكثيف الجهود المشتركة، ثنائيا وكذا على المستوى المتعدد الأطراف، لمواجهتها وفق مقاربة شاملة ومنسجمة مع الشرعية الدولية.