كشفت إحصائيات رسمية بحوزة شرطة الحدود بمركز الطالب العربي المتاخم لتونس أن 7100 مواطن ومواطنة تونسية عبروا الحدود البرية بغرض التبضع من أسواق الوادي خلال شهر رمضان المبارك. وتفيد الإحصائيات أن أكثر من23 أسرة تونسية تقتني حاجياتها من أسواق الألف قبة بما فيها الخضر والفواكه والملابس. وساهم الرقم المذكور في تفعيل النشاط التجاري بمدينة الوادي، التي تضم عددا من الأسواق اليومية على مستوى عاصمة الولاية، منها سوق دبي وسوق ليبيا وسوق القباب. كما أدى التوافد الكبير للمواطنين التونسيين ومن الجنسين إلى تنشيط المطاعم أيضا وحركة النقل الحضري. وفي جولة قامت بها "الشروق" في أسواق الوادي، السبت، والتقت بعدد من التونسيين الذين أبدوا ارتياحهم لطريقة المعاملة وحسن الاستقبال، وكذا للأسعار مع مقارنة فارق العملة، حيث الدينار التونسي يعادل ال 700 دينار جزائري أي ال 1000 دينار تونسية يتم تغييرها ب 7000دينار جزائري. فارق العملة جعل التونسيين عندما يسألون عن الأسعار يقسمونها على 7 مباشرة، فتظهر لهم متواضعة مقارنة بما عندهم، وذكر عدد من التونسيين أن أغلبهم من سكان المناطق الحدودية المجاورة للوادي، كولاية قبلي وتوزر وقفصة الذين يقصدون أسواق الوادي، كما أن عددا منهم من أصحاب المحلات التجارية الذين يعيدون بيع ما يقتنونه في تونس. ولم يكتف التوانسة بما تحتاجه المائدة من مواد بل يقتنون أيضا التجهيزات الالكترونية وتجهيزات العرسان والعرائس، وهو وضع خلق ديناميكية كبيرة في أسواق المدينة التي عرفت انتعاشا مهما، ساهم في خلق مناصب شغل حرة للشباب. وأبدى عدد من التجار بأسواق الألف قبة ارتياحهم لتوافد التوانسة عليهم بشكل يومي، في ظاهرة معاكسة تماما للوضع بين العقود الماضية، بعد تأثر الأسواق التونسية بما حدث في البلد من ثورة وفقدان الأمن فيها، كونها لم تتعاف بعد من التوترات اليومية. واللافت أن التوانسة يقصدون أيضا محلات السوبر مرشي الكبيرة، ويقتنون حاجيات يومية استهلاكية كالحليب والمواد الغذائية المجمدة والمياه المعدنية، وعبروا عن سعادتهم بتبضعهم من الوادي، أين تجمعهم بالمواطنين نفس الملامح واللهجة، حيث من الصعب أن تميز التونسي إلا من خلال مركبته أو تحدث مع رجل ليناديه بضمير الأنثى. وأكدت مصالح الأمن أنه تشجيعا للنشاط السياحي والتجاري بالمنطقة فإنها تتعامل مع هؤلاء بروح القانون لأبعد الحدود.