مازال الجدل قائما وبقوة عقب الفضيحة الكروية أو مهزلة العرض المقدم من أشبال بلماضي في لقاء، توفّر فيه لرفقاء آدم وناس كل الظروف السانحة من ملعب وجمهور ومناخ بطقس ماطر، وحتى التحكيم الجيد، واللعب من دون أدنى ضغط بسبب التأهل قبل الموعد، وخاصة ضعف المنافس الذي كان وكأنه غير موجود، الجدل الدائر حاليا حول خيارات بلماضي مختلف، بين من يظن بأن جمال بلماضي اجتهد وفشل وسيعود إلى التشكيلة الأساسية وبين من يظن بأن جمال بلماضي تعمّد إشراك اللاعبين المحليين والذين تكونوا في الجزائر من أجل أن يغلق نهائيا ملف الاعتماد على المحليين بعد العرض البشع الذي قدمه رفقاء أسامة درفلو، الذي لعب قرابة مباراة كاملة، ولا أحد شعر بوجوده رفقة يوسف بلايلي والآخرين. في أول ندوة صحفية نشطها جمال بلماضي تحدث عن المحليين وقال بأن الدوري الجزائري ضعيف جدا، وأثار كلامه حفيظة بعض الإعلاميين والمدربين المحليين، وتلقى جمال بلماضي عاصفة من الانتقاد، ومنذ ذلك الحين وجمال بلماضي يحاول ترقيع ما قاله عن المحليين فاستدعى الكثير منهم ومنحهم مكانا أساسيا سواء المحليين الذين ينشطون في الدوري الجزائري، أو الذين غادروا الجزائر مؤخرا، وفي المباراة الأخيرة، كانت تشكيلة الخضر عبارة عن لاعبين متكونين محليا ومدعمة بالقليل من اللاعبين وهم مهدي عبيد الناشط في الدوري الفرنسي والثلاثي النشط في الدوري الإيطالي وهم محمد فارس وإسماعيل بن ناصر وآدم وناس، وهو رقم مجهري وكأن الخضر لا يمتلكون أي لاعب كبير في أوروبا. جمال بلماضي عقب نهاية المقابلة قال بالحرف الواحد بأن منح الهدايا مستقبلا لن يكون، من دون توضيح أو تشخيص للاعبين الذين تلقوا هذه الهدايا، وخاصة الذين أقحمهم في مباراة غامبيا كأساسيين، ويوجد إجماع على أن مباراة تونس ستؤكد ندم جمال بلماضي لأنه اعتمد على المحليين وستكون التشكيلة مطعمة بفيغولي ومحرز وبونجاح وماندي والآخرين. ضيّع جمال بلماضي في مواجهة غامبيا على نفسه تسعين دقيقة كاملة في مباراة أشرك فيها لاعبين لن يسافروا إلى القاهرة ولن يشاركوا في مونديال القارة السمراء، وفي عدم إمكانية الحصول على فرص أخرى، كان من المفروض على جمال بلماضي أن يٌقحم التشكيلة الاساسية مدعمة بلاعب أو إثنين، حتى يباشر بناء المنتخب الذي سيشارك في كأس أمم إفريقيا من الآن ويحلم بالتتويج به. لا يمكن لأي لاعب سعى للعب للخضر، أن يحلم بفرصة مثل التي منحها جمال بلماضي للكثير من اللاعبين، لأن مواجهة تشكيلة غامبيا الضعيفة جدا كان يمكن الاستفادة منها خاصة من مهاجم مثل أسامة درفلو الذي كان من المفروض أن يعرف قيمة المنافس ويلعب من أجل أن يسجل الكثير من الأهداف حتى يقنع مدربه، وإذا كان درفلو قد فشل في التسجيل بل وحتى في صنع فرصة واحدة في البليدة وأمام منتخب ضعيف جدا بمنظومة دفاعية فقيرة فنيا، فكيف سيكون حاله عندما يواجه دفاعات قوية مثل الكامرون ونيجيريا والسينغال والمغرب ومصر. بالتأكيد سيكون أداء الخضر أمام تونس أحسن بكثير من العرض البائس أمام غامبيا إذا أشرك المدرب جمال بلماضي الركائز، وسيظهر الفارق الكبير جدا بين رفقاء سفيان فيغولي ورفقاء أيوب عبد اللاوي، وهو نفسه الفارق بين مستوى الدوريات الأوروبية والدوري الجزائري الذي صار محصورا بين المخدرات وبيع وشراء المباريات ومهازل رؤساء الأندية، وطبعا المستوى الفني المحدود. المنتخبات القوية لا تلعب بصورتها، لأن النتيجة المسجلة أمام غانبيا ستبقى مرسومة في التاريخ وسيقول هذا المنتخب الضعيف الذي لم يسبق له وأن شارك في أمم إفريقيا، بأنه تعادل ذهابا وإيابا أمام منتخب الجزائر الذي يضم لاعبين كبار وشارك في المونديال في أربع مناسبات. وواضح بأن الخطأ الذي ارتكبه جمال بلماضي ليس في إشراك المحليين وإراحة الركائز، ولكن في سوء اختياره للاعبين المحليين، الذي كانوا يلعبون أمام غامبيا بجدية كاملة وكأنهم يواجهون البرازيل في نهائي المونديال، ومع ذلك قدموا مباراة سيئة جدا.. ب.ع