خلال الندوة الصحفية التي قدمها جمال بلماضي، سئل عن سبب تغييبه للنجم إسحاق بلوفضيل صاحب ال 27 سنة فقط، فقال كلاما يوحي بأنه لن يستدعيه ل”الخضر” مرة أخرى أو على الأقل حظوظه ضئيلة في التواجد بنهائيات كأس افريقيا 2019، عندما قال بأنه منح الفرصة لإسحاق، ولكن اللاعب لم يستغلها، وهو كلام مردود على المدرب الوطني، لأن اللاعب صار يقدّم مستويات خيالية في الدوري الألماني الصعب، والعرض القوي الذي قدّمه في مباراة ناديه هوفنهايم أمام بيارن لوفركوزن مساء الجمعة من النادر أن يقدمه لاعب جزائري في دوري أوروبي قوي جدا وهو البوندسليغا، وكان بلماضي قد أقحم مرة في غامبيا اللاعب بلفوضيل أساسيا وتاه اللاعب كما تاه زملاءه في مباراة انتهت بهدف لكل فريق. إسحاق بلفوضيل لم يترك شيئا يمكن للاعب نجم وصاحب موهبة أن يقوم به إلا وأبدع فيه أمام فريق بيارن لوفركوزن، حيث قاد ناديه هوفنهايم للمركز الثامن ليس بعيد عن المراكز الأوروبية، والفوز الكبير برباعية مقابل واحد، حيث كان البادئ في التسجيل بالقدم اليسرى، وعندما كان ناديه متفوق بهدفين مقابل واحد، تلقى بلفوضيل كرة فراقبها بصدره وراوغ بيساره المدافع ثم سجل بقذيفة يمينية، وبعد ذلك قاد هجوما آخر، وقذف للشباك الشاغرة وأضاف الهدف الرابع، وقدّم إضافة إلى أهدافه لمحات من المراوغات جعل بلفوضيل عندما أخرجه مدربه الشاب في الدقيقتين الأخيرتين يحظى بعاصفة من التصفيق من جماهير هوفنهايم، خاصة أن اللاعب صار يحتل المركز 12 في هدافي الدوري الالماني الذي يقوده هداف بيارن ميونيخ ليفاندوفسكي وهو ما لم يحققه أي لاعب جزائري في هذا الدوري الكبير في تاريخ تواجد الجزائريين في البوندسليغا. كل الذين شاهدوا عرض إسحاق بلفوضيل وصفوا قرار إبعاده من الخضر بالخاطئ، لأن تهميش لاعب يبرز أمام كبار أوربا لأن 90 بالمئة من فرق البونسليغا سبق لها وأن شاركت أوربيا، تهميشه يمكن وصفه بالجنون الكروي، خاصة أن جمال بلماضي فضل عليه لاعبين ينشطون في دوريات متواضعة ومنها الدوري الجزائري، ولاحظنا في اللقاء الأخير كيف لعب إسحاق بلفوضيل جناحا أيسر وأبدع بطريقة رائعة وفعل نفس الأمر في مباريات أخرى ومناصب أخرى كقلب هجوم أو لاعب وسط. بلفوضيل ليس بحاجة إلى التأكيد مجددا لم يعد إسحاق بلفوضيل في حاجة لتأكيد مستوياته الكبيرة، فاللاعب وجد معالمه في الدوري الألماني وهو من محبي أنصار نادي هوفنهايم الذي لعب هذا الموسم في دور المجموعات من رابطة أبطال أوربا، ويطمح النادي للحصول على بطاقة أوربية مثل أوربا ليغ، ويمتلك النادي حاليا لاعبين ضمن منتخب ألمانيا الذي فاز في المباراة الأخيرة في أمستردام بثلاثية مقابل هدفين أمام هولندا، وبلفوضيل من اللاعبين الأقوياء وقد سجل لحد الآن من كل الوضعيات وبالقدمين وبالرأس أيضا، لكن قوته في الاحتفاظ بالكرة والمراوغة الفنية، هي التي جعلت الإعلام الألماني يقارنه بالنجم السويدي إبراهيموفيتش. إسحاق بفوضيل المولود منذ 27 سنة في الجزائر، لعب لليون وانتقل إلى إيطاليا وبرز مع بارما ثم انتقل في تجربة فاشلة مع الإنتير، وفي أهم صفقة من الناحية المعنوية في تاريخ لاعب جزائري، حيث طلبه الإنتير من بارما، ومنح الإنتير لبارما لاعبا دوليا شهيرا هو الإيطالي كاسانو وأضاف له مبلغا ماليا وكان رئيس الإنتير متيقن بأن اللاعب سيتم مستقبلا تسويقه بمبلغ كبير، ولكن بلفوضيل الذي كان في ربيعه الواحد والعشرين لم يصبر على مقاعد الاحتياط، فترك الإنتير وتاه بعد ذلك بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة وبلجيكا قبل أن يعرج إلى ألمانيا ويلعب حاليا موسمه الثاني والرائع والذي حطم فيه أرقامه القياسية في التهديف في فريق قد لا يستطيع الإحتفاظ به مع نهاية الموسم الحالي، خاصة إذا اقتنع بلماضي بضرورة ضمه للمنتخب الجزائري. لا جدال في أن بلماضي مخطئ مع إسحاق بلفوضيل، ومن المؤسف أن يكون أحد أحسن لاعبي الدوري الألماني في الوقت الراهن بعيد عن المنتخب الجزائري، الذي فضل عليه بغداد بونجاح واللاعب أسامة درفلو ولاعب نادي بارادو نعيجي، والمنتخب الوطني بقدر ما هو محتاج لمدافعين بقدر ما هو في حاجة إلى هدافين، وإذا كان بلفوضيل قد عبث بدفاعات ليفركوزن الجمعة، في رسالة مشفرة موجهة إلى الناخب الوطني، فإن لاعبي “الخضر” على أرضهم وإمام أنصارهم لم يستطيعوا تسجيل سوى هدف واحد أمام أحد أضعف منتخبات العالم غامبيا. ب.ع