ينتظر أن يلقي الثلاثاء الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خطابا هاما أمام قادة القوات وإطارات الناحية العسكرية الثانية بوهران، حول التطورات الأخيرة التي تشهدها الجزائر، حيث يرتقب أن يتطرق إلى ضمانات الجيش لمرافقة “المرحلة الانتقالية”، وحرصه على حماية الإرادة الشعبية، مع تبديد كل الشكوك التي تحاول بعض الأطراف والجهات إثارتها عبر بث إشاعاتها بشأن علاقة الانسجام والتوافق بين الجيش والشعب، في رسالة جديدة تؤكد أنه “لا خوف على مطالب الشعب”. تتوقع أوساط متابعة في استشرافها ل”الشروق”، أن يتطرق الثلاثاء الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، إلى التطورات التي تشهدها البلاد بعد نحو أسبوع من استقالة الرئيس بوتفليقة، حيث لا يستبعد أن يعود مجددا إلى التأكيد على أن موقف الجيش سيبقى ثابتا، بما أنه يندرج ضمن إطار الشرعية الدستورية التي تضع مصالح الشعب الجزائري فوق كل اعتبار. كما يرجح حسب مراقبين، أن يعلن قايد صالح عن تأييده لمطالب الشعب المتمثلة في التغيير الجذري للنظام، وإرساء دولة القانون مع إعادة بعث المسار الديمقراطي، وكذا تأكيد عزم المؤسسة العسكرية على مرافقة المرحلة القادمة بأمان إلى غاية تحقيق المطالب الشعبية كاملة غير منقوصة، إلى غاية انتخاب رئيس للجمهورية بسيادة تامة وإرادة شعبية حرة في إطار انتخابات شفافة ونظيفة. ولا يستبعد متابعون، أن يردّ نائب وزير الدفاع على بعض مرّوجي إشاعات مغرضة بخصوص سيناريو “عسكرة الدولة” بعد استقالة بوتفليقة، حيث يرتقب أن يؤكد الفريق خلال كلمته أن المؤسسة العسكرية متمسكة دائما وأبدا بمهامها الدستورية فقط، ولن تحيد عنها مهما كانت الظروف، وتحرص على تطبيق الدستور والالتزام بنصوصه، واحترام الإرادة الشعبية، والمسار الديمقراطي، واختيار الشعب، كما أن قيادة الجيش لن تتخلى عن دورها في حماية الوطن سواء على مستوى الحدود البرية أو حماية المجالين الجوي والبحري، فضلا عن حماية الاستقلال الوطني والوحدة الترابية وحماية الشعب وتوفير الأمن والطمأنينة والاستقرار له. وتنفيذا ل”الوعود” التي قطعها الجيش، بعد ما استعمل قائد الأركان تسمية “العصابة”، في اجتماعه الأخير، عندما قال “إن المساعي المبذولة من قبل الجيش الوطني الشعبي منذ بداية الأزمة وانحيازه الكلي إلى المطالب الشعبية، تؤكد أن طموحه الوحيد هو حماية الشعب من العصابة التي استولت بغير وجه حق على مقدرات الشعب الجزائري”، ينتظر حسب ملاحظين، أن يشدد قايد صالح مجددا اليوم، على مرافقة الجهاز القضائي، في إطار ما يخوله له الدستور وقوانين الجمهورية، وهي المهمة المخوّلة أساسا للعدالة الجزائرية، وذلك في رسالة تطمين إلى الجزائريين بشأن المطالب المرفوعة حول محاسبة ومحاكمة أفراد “العصابة” المتورطين في الفساد وانتهاك القانون وتبديد المال العام. قايد صالح: جاهزية الجيش تدعو إلى الفخر والاعتزاز في إطار متابعة مدى تنفيذ برنامج سنة التحضير القتالي 2018/2019 عبر كافة وحدات الجيش الوطني الشعبي، وعبر كافة النواحي العسكرية، شرع الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، ابتداءً من أمس الاثنين، في زيارة عمل وتفتيش إلى وحدات الناحية العسكرية الثانية بوهران. الفريق قايد صالح، حسب بيان لوزارة الدفاع، تلقت “الشروق” نسخة منه، سيشرف اليوم على تمرين بياني بالذخيرة الحية تقوم بتنفيذه وحدات برية وجوية، وذلك بهدف تقييم المرحلة الثانية من برنامج سنة التحضير القتالي 2018/2019. كما سيترأس الفريق لاحقا لقاء توجيهيا مع إطارات وأفراد الناحية، ويتفقد بعض الوحدات. وبالقاعدة الجوية بوسفر، وبعد مراسيم الاستقبال رفقة اللواء مفتاح صواب قائد الناحية العسكرية الثانية، وأمام مجموعة من إطارات الناحية، أكد الفريق أن حضوره الشخصي لمثل هذه التمارين البيانية بالذخيرة الحية ينبع من حرصه الشديد على الاطلاع على مدى تنفيذ البرامج السنوية المسطرة، وبهدف الاطلاع الميداني على مستوى الجاهزية العملياتية الذي بلغته وحدات الجيش الوطني الشعبي، والذي يدعو فعلا للفخر والاعتزاز.