السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرفقة بأجمل تحية لطاقم جواهر الشروق والقراء الأوفياء وبعد: بعض المواضيع لا تحتاج إلى مقدمات بقدر ما تحتاج إلى الدقة في الوصف، وأنا مشكلتي عويصة وباتت تؤرقني فعلا لأني لم اعد أفهم شريك حياتي الذي تغير عليّ كثيرا وبات يهددني بالطلاق في كل وقت وحين، بسبب وبدونه حتى صرت أشك به وأعتقد بوجود امرأة أخرى في حياته.. تزوجنا من 9 سنوات، لدينا طفلين ولد اسمه فادي وبنت اسمها فرح، ونعيش لوحدنا من يوم زواجنا، بمعنى لا وجود لمن يحرض زوجي ضدي ومن يتدخل في شؤوننا وخصوصياتنا، حتى حماتي المسكينة عليلة الصحة ولا وقت لها لخلق المشاكل.. سنوات الزواج الأولى مرت كما لو أنها حلم، تفاهم وانسجام وتناغم وبعد 4 سنوات تحديدا دخلت علاقتنا في منعرج خطير بسبب تصرفات زوجي اللامسؤولة.. لا أنكر أنه يقوم بكل واجباته ويحب أبناءه لكنه لا يوليني الكثير من الاهتمام وفي كل مرة أحتج فيها على سوء تعامله معي يقول أنه مستعد للطلاق.. كنت أصمت في البداية خوفا على مستقبل أبنائي غير أني طلبت منه أن يطلقني إن كان يريد ذلك لما طفح بي الكيل ونفذ كأس صبري لكنه لم يفعل.. استفزني كثيرا وأعمى عيني فصرخت في وجهه أن طلقني فما كان منه إلا أن خرج وعاد كما لو أن شيئا لم يكن وهذا ما صار يحصل في كل مرة.. الطلاق لم يحصل وهو لم يجرؤ على تنفيذ تهديداته المستمرة لكن بصراحة أنا سئمت من الوضع وصرت أشعر في أعماقي بأني شيء زائد في حياته، قابل للتخلي عنه في أية لحظة.. كرهت لفظ الطلاق وعصبية زوجي فماذا أفعل؟ هل أتركه؟ هل أصبر وأحتسب؟ هل أموت بغيظي أم ترى هناك حل يخلصني من ألمي وعذابي؟ أحتاج جوابكم مع خالص احترامي ومحبتي لكم أختكم حورية الجنة الرد: تحية طيبة أختي حورية والله أسأل أن يوفقك ويشد على قلبك ويهبك السكينة والطمأنينة وراحة البال وبعد: ما تتعرضين له عزيزتي نوع من الابتزاز العاطفي ليس أكثر، وعليك أن تتصرفي بذكاء كي تضعي حدا للوضع قبل أن يتفاقم ويحصل الطلاق فعلا.. إن زوجك أختي يتهرب من كل مواجهة بالتهديد المستمر بالطلاق، لذلك عليك أن تكفي عن ممارسة أسلوب الضغط وأن تنتقلي لأسلوب الحوار، دون أن تنسي الاهتمام بنفسك وبيتك وأبنائك فأكيد في غمرة الحياة ومشاكلها ومشاغلها تكونين قد أهملت الكثير.. أول خطوة لإصلاح ما يمكن إصلاحه تكون بالالتفات إلى النفس ومراجعتها ومحاسبتها، فإن كنت غير قادرة على تحصيل الرعاية الكافية لذاتك ومظهرك فأنى لزوجك أن يمنحك الاهتمام؟ وإن كنت عصبية وتنكدين عليه باستمرار فكيف تتوقعين أن يصمت ويمنحك الحب والدلال؟ المشاعر لا تطلب أختي وإنما تمنح بطيب خاطر.. تمنح لما يشعر الآخر بأنك تبذلين ما بوسعك لإنجاح العلاقة دون تذمر أوشكوى.. تمنح لما تكونين قادرة على الجلوس إلى مائدة الحوار والتحدث بأسلوب لبق وصوت عذب.. تمنح لما تفيض أنوثتك وتغلب أمومتك ويتراجع عنادك وتكبرك وما إلى ذلك من اللمسات الحلوة التي تقتل الروتين وتذيب جليد الإهمال بين الزوجين.. لا تتسرعي عزيزتي ولا ترحلي عن بيتك لأن زوجك لو كان يريد الطلاق فعلا لطلقك حينما طلبت منه تنفيذ تهديداته.. لا تتركيه وأصلحيه بعد أن تصلحي نفسك ولتكن سعادة طفليك هي الهدف والأساس.. لا تستفزي زوجك أكثر واطلب منه التحاور واسأليه بصراحة لما يهددك بالطلاق وهل يريده فعلا.. اسأليه ما تريدين مع توضيح أهميته في حياتك وحياة أبنائك كي تعرفي بأنكم كل شيء بالنسبة له والله المستعان. لمراسلتنا بالاستشارات: [email protected]