تحول إضراب نفذه نحو 1500 عامل في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الثلاثاء، إلى موجة من تحطيم المحال التجارية وإحراق السيارات والحافلات، في أسوأ عنف عمالي في منطقة الخليج منذ سنوات. وقالت وزارة العمل الإماراتية إن العمال طالبوا برفع الأجور، لكن الوزارة لم تتمكن من إقناع الشركة بسرعة البت في مطالب العمال، وقرروا الإضراب.واعتقلت الشرطة الإماراتية مئات العمال الذين حطموا مقر سكنهم وأتلفوا معظم الوثائق المكتبية، وكسروا واجهات المبني الزجاجية وأحرقوا الطابق السفلي من مبنى الإدارة، كما احرقوا عددا من السيارات والحافلات التابعة للشركة التي يعملون فيها، وفقا لمصادر أمنية.ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن مدير عام شرطة الشارقة العميد حميد محمد الهديدي قوله إن "العمال أشعلوا النار في الطابق السفلي لإدارة السكن، ثم خرجوا إلى موقف السيارات والحافلات التابع للشركة التي يعملون فيها وقاموا بحرق خمس سيارات وإتلاف 40 سيارة أخرى و28 حافلة باستعمال الحجارة وأدوات حديدية كما حاولوا الاعتداء على أفراد الشرطة ومسؤولي وزارة العمل."ويعمل مئات الآلاف من العمال في قطاعي البناء والصناعة في الإمارات العربية، ويأتي معظمهم من دول جنوب آسيا، مثل الهند وبكستان وبتغلادش وسريلانكا، لكنهم يعيشون ظروفا قاسية ويتلقون أجورا متدنية، وفقا لمنظمات إنسانية.ويحظر القانون الإماراتي الإضرابات العمالية، لكن هذا البلد الغني بالنفط، بدأ يشهد منذ عامين إضرابات عمالية احتجاجا على الأجور وأوضاع السكن السيئة، خصوصا بعد تراجع الدولار وارتفاع التضخم اللذان جعلا مدخرات العمال ورواتبهم تتبخر.