لايزال سكان قسنطينة، يعيشون على وقع صدمة العثور على جثة امرأة متزوجة مدفونة تحت الأرض بحي 1100 مسكن جيريك بحي زواغي سليمان بقسنطينة، الأسبوع ما قبل الماضي، تزامنا مع تواصل التحقيقات القضائية، لكشف ملابسات وظروف ارتكاب هذه الجريمة النكراء. وبحسب ما ذكرت مصادرنا فإن كل الشكوك والاتهامات موجهة لزوج الضحية وهو شاب أربعيني تم توقيفه من طرف عناصر فرقة الدرك الوطني، وتقديمه أمم العدالة. هذه القضية التي ظلّت لغزا محيّرا بدأت تفاصيلها المثيرة في 25 مارس الماضي، عندما تقدم زوج الضحية البالغ من العمر 42 سنة، إلى فرقة الدرك الوطني، ببلاغ حول اختفاء زوجته البالغة من العمر 38 سنة، ويوما فقط بعد بلاغ الزوج تقدمت عائلة الضحية ببلاغ آخر إلى فرقة الدرك الوطني، يفيد باختفاء ابنتهم المتزوجة، ليتحرك على إثره عناصر الدرك وباشروا تحرياتهم وتحقيقاتهم، التي كشفت بأن الزوج كان محل عدّة شكاوى من طرف زوجته بشأن قضايا تتعلق بالإهمال الأسري، وأنه متابع على إثرها أمام المحاكم، كما أنهما كانا على خلاف دائم، وأنه سبق لها أن طلبت منه الطلاق، بسبب رفضه الإنفاق على أطفاله، وقد حرّكت تلك المعلومات مصالح الدرك الوطني التي أصدرت إذنا من وكيل الجمهورية لتفتيش الفيلا التي كانت تقيم فيها الضحية وزوجها وأطفالهما، بحي جيريك في زواغي، لكن عملية التفتيش كانت سلبية، حيث لم يصل المحققون إلى أي مؤشر يفيد بشأن الاختفاء الغامض للضحية، في تلك الفترة لم يتردد الزوج في مغادرة التراب الوطني والسفر إلى فرنسا، وهو ما أثار الشكوك حول تورطه في عملية التخلص من زوجته، وبعد مضي 28 يوما من سفره عاد إلى قسنطينة، بحجة أنه تلقى استدعاء للمثول أمام وكيل الجمهورية في قضية تتعلق بالإهمال العائلي وتركه لأطفاله دون معيل. وبالموازاة مع ذلك، واصل عناصر فرقة الدرك الوطني تحرياتهم وتحقيقاتهم بشأن قضية اختفاء الزوجة، التي لم يظهر لها أي أثر طيلة شهر كامل، ما دفع بالمحققين إلى إصدار إذن ثان لتفتيش الفيلا التي تقيم فيها العائلة، بالاستعانة بخلية الفرقة التقنية للدرك الوطني، والتي قام عناصرها بتفحص كل ما من شأنه أن يقودهم لاكتشاف الحقيقة، قبل أن يعثروا على جزيئات من قطرات دم في بعض زوايا المنزل العائلي، وبعد الاستعانة بالكلب البوليسي المتخصص في تقفي الآثار، قادهم إلى مكان وجود جثّة الضحية التي كانت مدفونة تحت الأرض، في مكان معزول من الحي الذي يتواجد فيه مسكن العائلة. وكانت وحدات الحماية المدنية قد تدخلت في 24 أفريل المنقضي بحي 1100 مسكن جيريك بزواغي، لانتشال جثّة الضحية التي كانت مدفونة تحت الأرض، وهي في حالة قريبة من التعفن ونقلها إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ابن باديس لإخضاعها للتشريح الطبي، لتحديد وقت وأسباب الوفاة، في وقت تم فيه توقيف الزوج المشتبه فيه بقتل زوجته وإيداعه الحبس المؤقت، في انتظار ما ستشفر عنه نتائج التحقيقات القضائية في هذه المأساة العائلية.