أغرق المواطنون عشية رمضان الأسواق والمساحات التجارية الكبرى، ما تسبب في ندرة غير مسبوقة في العديد من المواد الاستهلاكية، وساهم في رفع أسعار الخضر والفواكه التي بادرت وزارة التجارة إلى تسقيفها، ولم تلق نصائح جمعيات المستهلكين بتفادي اللهفة والتسوق بعقلانية صدى لدى أغلب الجزائريين الذين يفضلون تخزين المواد الاستهلاكية تخوفا من الندرة. تسببت لهفة المواطنين على الأسواق أمس في ارتفاع غير مسبوق لأسعار المواد الاستهلاكية في مقدمتها الخضر والفواكه، حيث تجاوزت الأسعار عتبة التسقيف التي حددتها وزارة التجارة لأول مرة عشية رمضان، ولم تدم فرحة المواطنين بهذا التسقيف طويلا، حيث صدموا بارتفاع الأسعار أمس بنسبة تراوحت ما بين 20 و30 بالمائة مقارنة مع الأسبوع الماضي. وفي جولة قادت “الشروق” إلى العديد من الأسواق الجوارية تراوحت أسعار البطاطا أمس ما بين 50 و65 دج، وأسعار الطماطم ما بين 130 و170 دج، والكوسة “القرعة” ما بين 90 و130 دج، وسعر الخس ما بين 100 و130 دج، وسعر الجزر ما بين 60 و80 دج، وسعر البطل ما بين 50 و60 دج، والموز ما بين 260 و280 دج. أما اللحوم، فحدث ولا حرج، فاللحوم المجمدة شهدت ندرة غير مسبوقة، والطازجة شهدت ارتفاعا فاحشا.. فاللحم البقري تراوح ما بين 1600 و1800 دج، والغنمي ما بين 1500 و1650 دج، وبالنسبة إلى الحوم النيئة المستوردة، تراوحت ما بين 1000 و1100 دج. وبالعودة إلى الأسعار التي حددتها الوزارة، التي دخلت حسبها حيز التطبيق أمس الأحد، فحدد سعر البطاطا ما بين 45 و50 دينارا، والطماطم ما بين 90 و110 دينار، في حين حدد سعر البصل الجاف ما بين 55 و60 دينارا، وفي ما يتعلق بالبصل الأخضر ما بين 30 و35 دينارا، وحدد سعر القرعة ما بين 65 و80 دينارا وسعر الخس ما بين 60 و70 دينارا.. وبخصوص سعر الجزر ما بين 55 و60 دينارا. إلى جانب الثوم الجاف ما بين 100 و150 دينار. وفي ما يتعلق بسعر الموز، ما بين 230 و250 دينار. وبخصوص اللحوم المستوردة، فقد حدد سعر لحم البقر المجمّد بأسواق الجملة ب 650 دينار، ويصل سعره بأسواق التجزئة 750 دينار. وأما اللحوم النيئة، فسعرها بالتجزئة 950 دينار. وبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الفاصولياء الخضراء 300دج، وسعر الجلبانة 200 دج، والليمون تراوح سعره بين 240 و270 دج، فيما وصل الكيلوغرام من الثوم الجاف 600 دج. وسعر الفلفل الأخضر الحلو والحار تراوح بين 210 دج و220 دج، وشهد سعر الخس هو أيضا ارتفع نسبيا إذ وصل سعر الكيلوغرام منه، إلى 150دج، وفيما يخص الباذنجان ورغم أنه غير مطلوب بكثرة خلال شهر رمضان، فإن سعره وصل إلى 140دج، وسعر الفول قدر ب90 دج، وسعر الشوفلور، تراوح بين 110دج و130دج. وفيما يخص الفواكه وخاصة المستوردة فقد عرفت أمس، أسعارا خيالية، إذ بلغ سعر التفاح الأخضر والأحمر عتبة 750 دج، والإيجاس تجاوز ال900 دج، والخوخ وصل إلى 400 دج، وارتع سعر الفراولة المحلية ليصل إلى 300 دج، بينما بلغ سعر الكيلوغرام من البطيخ 250 دج، وسعر الكيلوغرام من التمر 700 دج، والبرتقال 250 دج. ممثل اتحاد التجار بوشريط الكرة الآن في مرمى المستهلك ولابد من التعقل في الشراء أوضح ممثل اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين في حديث إلى “الشروق” أن السوق الوطنية عرفت خلال الساعات الأخيرة اضطرابات في الأسعار ببعض المناطق ما أدى إلى تجاوز ملحوظ للأسعار المرجعية المحددة من قبل وزارة التجارة. وأضاف بوشريط أنه لا بد من احترام سلسلة الإنتاج من قبل جميع العناصر من الفلاح إلى المستهلك ليصل المنتج بأسعاره الحقيقية. وقلل المتحدث من الارتفاع الذي عرفته تلك الأسعار موضحا أن الخلل الوحيد المسجل بشكل بارز يتمثل في مادة الطماطم بسبب الظروف المناخية وقلة الإنتاج في هذه الأيام وطمأن ممثل اتحاد التجار بأن الأسعار ستنخفض تدريجيا بعد انقضاء الأيام الأولى وبالأخص الأسبوع الأول لتعاود استقرارها. ورمى بوشريط بالكرة في مرمى المستهلك الذي عليه حسبه أن يتحلى بالقناعة والمعقولية أثناء الشراء وتجنب اللهفة والشراء بكميات كبيرة جدا، كما لفت المتحدث الانتباه إلى انهيار القدرة الشرائية للمواطن وانخفاض قيمة الدينار أمام العملة الصعبة، ما انعكس سلبا على اقتناء كثير من المواد الأولية للفلاح ومنها الأسمدة والبذور، ولهذا يصعب التحكم في الأسعار والتوزيع. رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مصطفى زبدي عشرات المكالمات للتبليغ عن تجاوزات التجار والأسواق الباريسية في مهب الريح كشف مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، أن جمعيته تلقت منذ صبيحة الأحد، عشرات المكالمات الهاتفية على رقمها للتبليغ عن تجاوزات التجار بخصوص عدم احترام الأسعار المرجعية ومغالاتهم في ذلك. وشجب زبدي وندد بالسلوكات التي لا تخدم المواطن ولا التاجر وتسيء إلى صورة الجزائري وتنسف بالمجهودات التي خاضها الجميع منذ أيام لحماية المصلحة العامة لكافة الفاعلين في السوق. وأردف زبدي أن جمعيته تعكف على تسجيل كافة التجاوزات مع تحديد مناطقها وفاعليها لتحويلها وتبليغها إلى مصالح الرقابة على مستوى وزارة التجارة للتدخل وضبط الأسعار ووضع المخالفين تحت طائلة العقوبات والقانون. وشجب زبدي اللهفة والشراهة التي تجلت في سلوكات مواطنين ساعات قبل حلول الشهر الفضيل بما لا يخدمه جملة وتفصيلا، لاسيما أن المستهلك يعد عنصرا فاعلا في قاعدة العرض والطلب لتوازن الأسعار. وطمأن زبدي المستهلكين بوفرة المنتجات طيلة الشهر بكميات كافية للجميع. وانتقد ممثل المستهلكين عاملا آخر اعتبره معمقا لاضطرابات الأسعار وهو غياب الأسواق الباريسية الجوارية التي وعدت بها كثير من البلديات والولايات. وكشف زبدي أن كثيرا من البلديات أخلت بالالتزامات التي قدمتها، حيث إنها لم تنجز الأسواق الباريسية التي وعدت بها فيما لم تشغل بلديات أخرى أسواقا حددتها مع الإدارة المركزية، وهو ما لا يساعد على تحقيق خارطة الطريق التي سطرها الشركاء التجاريون مع وزارة التجارة خدمة للصالح العام. رئيس الجمعية الوطنية للتجار.. الطاهر بولنوار الأسعار محترمة والاضطراب الوحيد يخص الطماطم أوضح الطاهر بولنوار أن الأسعار المرجعية محترمة بشكل كبير على المستوى الوطني والمعدل الوطني المتداول يعكس ذلك بشكل جلي. والخلل الوحيد الذي يشكل الاضطراب الحقيقي هو سعر الطماطم بسبب عدم وفرة المنتج بشكل كاف وتذبذب التموين في بعض الولايات. وتوقع بولنوار انخفاض الأسعار بحسب ما أكده الفلاحون للتجار بخصوص نضج المنتج في الأيام القليلة المقبلة، واحترام الأسعار المرجعية بشكل كبير خلال شهر رمضان الكريم. وأضاف بولنوار أن الأسعار المرجعية حددت بتوافق كلي لكافة الشركاء المشاركين في مختلف الاجتماعات مع وزارة التجارة.