تتسابق سيدات البيوت هذه الأيام على اقتناء واستعمال أواني الطبخ الطينية والتقليدية طمعا في ضمان “بنة زمان” لعائلتها، خصوصا خلال شهر الفضيل، الأمر الذي جعلنا نقترب من بعضهن سائلين عن السبب. تقول السيدة “أسماء”، 34 سنة، من العاصمة: “نكهة الأكل في رمضان مميزة، لهذا أحرص على أن أعطي لأطباقي رائحة مبهجة، وهل هناك أجمل من تذق الطعام من أوان طينية وفخارية وحساء مطهو على نار هادئة داخل الفخار؟ لهذا السبب أقتني قدرا من الفخار لزيادة النكهة والاستمتاع ببنة زمان”. ولم يختلف السبب عند سيدة أخرى: “الطهي في الأواني الخزفية والطينية له طعم آخر، ففضلا عن “البنة” التي لا تقاوم، فالأكل صحي للغاية وبعيد كل البعد عن مواد الطلاء وبقايا المعادن التي قد تتفاعل مع مانطبخه في كثير من الأحيان”. أستعمل الفحم في رمضان ! صدمتنا السيدة “نوال”من العاصمة دائما، حينما أخبرتنا أنها تطبخ على الفحم في رمضان، وهي عادة دأبت عليها منذ سنوات: “هذا خامس رمضان الذي أفضل فيه الطهو على الفحم، أوقد موقد الشواء في باحة البيت وأنصب قدري الطيني في الصباح الباكر ليطهى الحساء على نار هادئة، وحتى الطواجن أنصبها هناك لنتمتع برائحة الفحم الزكية والطعام يكون أكثر من لذيذ”. ” الطبخ في الطواجن متعة أخرى” تعرف “سارة” بأنها من عشاق الطواجن المغربية، وتحبذ دائما الطبخ فيها، لأنها تنكه الأكل- حسبها-: “الطبخ في الطواجن المغربية متعة لا يعرفها إلا من استكشفها، فالطاجين المغربي يعلمك الصبر وانتظار ما ستكون عليه النتيجة التي يستحيل أن تخذلك مهما كان، لكن يجب حسن اختيار الطاجين، فالتقليد كثير في السوق الجزائرية”. عمي علي: “تجارة الفخار والطاجن مربحة في رمضان. يقول عمي علي، 73 سنة، صاحب محل شهير وكبير لبيع الأواني شرق العاصمة، إن تجارة الطواجن المغربية وقدور الفخار والطين تزدهر وتلقى رواجا كبيرا في رمضان: “بحلول كل شهر فضيل، يزداد الطلب على قدور الفخار والطين التي تحاكي بنة طبخ الجدات والأمهات، إضافة إلى الطاجين المغربي الذي يستعمل بكثرة والطلب عليه كبير جدا، وهو متوفر من الحجم الصغير إلى الحجم العائلي”، وحول الأسعار يضيف: “هناك القدر التقليدية التي يبدأ سعرها من 2000 دينار، وتقابلها القدر التركية والإيطالية انطلاقا من 3800 دينار فما فوق. أما في ما يخص الطواجن، فهناك الجزائري المقلد بسعر 1800 دينار والطاجين الإسباني ويبلغ ثمنه 2800 دينار فما فوق”.