ممثلة من طراز خاص جدا وفريد من نوعه، دائما ما تضفى جوا من البهجة على العمل فتمنحه مذاقا مختلفا ونجاحا مميزا، يعتبرها زملاؤها الممثلون تميمة الحظ ووش السعد عليهم فيحرصون على وجودها بأفلامهم.. إنها الممثلة خفيفة الظل بدرية طلبة، التي بدأت مشوارها الفني عام 1998 وقدمت خلال تلك السنوات الكثير من الأعمال المسرحية والسينمائية والتليفزيونية التي استحقت عنها العديد من التكريمات، التي كانت أحدثها تنصيبها سفيرة للنوايا الحسنة للسلام. «الشروق العربي » التقت بدرية في حوار خاص تحدثت خلاله- بتلقائيتها المعهودة وخفة ظلها التي يشهد لها الجميع- دون حواجز وبدايتها الفنية ومشاركتها ببرنامج «نفسنة» وأسرتها وبناتها، وأيضا تفجر مفاجأة عن والدتها التي أفنت حياتها في خدمة والدها في محنته 17 عاما، دون كلل أو ملل، وعن أحلامها وجديدها في عالم الفن.. كل هذا في الحوار التالي.. فخورة بمشاركتي عادل إمام في مسلسل فالنتينو وأملي أن أحط الرحال قريبا بالجزائر في البداية حدثينا عن مسلسل “فالنتينو” الذي تشاركين به في شهر رمضان؟ فالنتينو بطولة الزعيم عادل إمام، ومعه عبلة كامل ودلال عبد العزيز من إخراج رامي إمام تأليف أيمن بهجت قمر، وتدور أحداثه حول "نور عبد المجيد" الشهير بفالنتينو، الذي يملك مدارس إنترناشيونال هو وزوجته؛ ولكن تدور بينهما بعض الخلافات طوال أحداث المسلسل، ومن هنا تبدأ المغامرة والمفاجآت. ولا أستطيع الإفصاح أكثر عن تفاصيل العمل لظروف خاصة بالمسلسل. كل ما أستطيع قوله، أني فخورة جدا بعملي مع الزعيم وأملي أن يلقى النجاح. شاركت بنجاح في تقديم برنامج “نفسنة” مع هيدي كرم وانتصار فلماذا اعتذرت عن الاستمرار فيه؟ هل بسبب انشغالك بمشاريع فنية أم لوجود خلافات بينك وبين زميلاتك بالبرنامج مثلما يقال؟ لم أعتذر عن تقديم “نفسنة” كما أشيع، لكن انتهت فترة تعاقدي كمقدمته ولم أستطع التجديد ليس لانشغالي بأعمال أخرى، ولا لوجود خلافات بيني وبين هيدي أو انتصار لكن السبب الحقيقي هو انتهاء البرنامج أساسا، فالبرنامج كان مخصصا له عمل موسمين فقط والحمد لله تم ذلك. صفي تجربتك في برنامج نفسنة؟ أعتبر نفسنة إضافة لي، فإذا كنت معروفة لدى الجمهور بنسبة 50%، نفسنة عرف الناس ببدرية 99% فأدين للأستاذ طارق نور بفضل كبير. اهتمامك بالبرنامج جعل الجمهور يشتاق إليك بالمسرح والمعروف عنك نجمة الكوميديا بالمسرح؟ مهما حققت من نجاحات بالسينما والتليفزيون، يبقى المسرح عشقي الأول، فهو المرآة التي أرى من خلالها مستواي الفني، خاصة «السوكسيه» الأخير، فهو بمثابة الترمومتر والمؤشر الذي يكشف مدى حب الجمهور للفنان، والحمد لله يظهر هذا في مسرحية بدرية اتخطفت التي تعرض للعام الثالث على التوالي وتم عرضها في أكثر من محافظة وأكثر من بلد على أمل أن نحط الرحال بالجزائر إن شاء الله. تنصيبي كسفيرة النوايا الحسنة تاج على رأسي والشهرة لم تخطر على بالي ماذا عن تنصيبك كسفيرة للنوايا الحسنة من طرف المجلس العربي الدولي لحقوق الإنسان التابع لميثاق الأممالمتحدة… شرف كبير لي أن يكرمني المجلس العربي الدولي لحقوق الإنسان التابع لميثاق الأممالمتحدة، ويمنحني منصب سفيرة للنوايا الحسنة للسلام، ورغم سابقة تكريمي قبل ذلك كثيرا، إلا أن هذا التكريم خاص جدا، يمثل لي فخرا عظيما، كما تم تكريمي مؤخرا من قبل مهرجان (أوسكار إيجيبت) للأفلام القصيرة وكنت سعيدة جدا بهذا التكريم لسببين، أولهما لأن الدورة تحمل اسم الفنان الكبير الراحل (نور الشريف)، أما السبب الثاني فلأن تكريمي كان مع الإعلامية منى الحسيني التي أكن لها كل الحب والاحترام . كنت تنتظرين كل هذه الشهرة والاهتمام؟ كان التمثيل في حد ذاته هو عشقي ومتعتي، أما الشهرة والنجومية فلم تخطر على بالي، لذلك لم تكن تلك الشهرة بين يوم وليلة، ولكن نتاج سنوات من الكفاح والتعب. ﻫﻞ أﻧﺖ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﻋن ﻣﺴﻴﺮﺗﻚ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ؟ أﻛﻴﺪ أﻧﺎ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺑﻜﻞ ﺍلأﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﻦ أﻫﺪﺍﻓي ﻭﻃﻤﻮﺣﺎتي ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ ﻭﺣﺒﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﺪﻭﺩ، أﺣب أﻥ أﺷﺎﺭﻙ ﻓي أﻋﻤﺎل ﻜﺒﻴﺮﺓ… ﻟﺪﻱ ﻃﺎﻗﺔ ﻭﻣﻮﻫﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ، أﺭﻯ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺠﻴﺮﻫﺎ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ.. ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺨﺰﻭﻥ ﻓﻨي ﻛﺒﻴﺮ ﻟﺪﻱ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮﻳﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺃﻭ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺎ… ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺿﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻆ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إليك؟ ﻫﻮ ﻃﺒﻌﺎ ﺩﻭﺭﻱ ﻓي ﻣﺴﺮﺣﻴة “أﻧﺎ ﻭﻣﺮﺍﺗي ﻭﻣﻮﻧﻴﻜﺎ”، ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺠم اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺳﻤﻴﺮ ﻏﺎﻧﻢ… ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻧﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫير ﻷﻥ ﺩﻭﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﺗﻠﻘﺎﺋيا ﻭﻋﻔﻮيا ﻓﻴﻪ ﻃﺮﺍﻓﺔ ﻭﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻣﻦ ﺷﺠﻌﻨﻲ ﻭﻃﻠب مني ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻨ ﺎﻟﻤﺴﺮﺡ، ﻭﻫﺬﺍ أﻋﺘﺒﺮﻩ ﻧﺠﺎحا ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ لأﻥ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ إﻟﻰ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻭﺧﻔﺔ ﺭﻭﺡ ﻭﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻭأﺭﺟﻮ أن ﺃﺯﻭﺭ الجزائر ﻭﺃﻋﺮﺽ فيها ﻣﺴﺮﺣﻴتي “ﺑﺪﺭﻳﻪ ﺍﺗﺨﻄﻔﺖ” ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤظى ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻛﺒيرة ﻭﻧﺠﺎﺡ ﻛﺒﻴﺮ ﻓي ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻣﺼﺮ وبعض الدول العربية.. وعلى حسب علمي، أن ﺟﻤﻬﻮﺭ الجزائر ﺫﻭﺍﻕ ﻭﺩﻣﻪ ﺧﻔﻴﻒ ﻭﻳﻌﺸﻖ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ. كنت دائما أرى أمي تجلس تحت قدمي أبي وكأنها تقول له أنا قدماك ماذا عن السينما؟ أهم أدواري بالسينما هو فيلم «لا تراجع ولا استسلام»، الذي أعتبره نقلة كبيرة في حياتي خاصة عندما أكون مع فنانة أعشقها كنجمة ياسمين عبد العزيز التي تمتاز بخفة دم وقبول غير طبيعي، وأنا شخصيا أحبها جدا وأعتز كثيرا بأفلامي معها، بداية من فيلم «صايع بحر» والآنسة مامىو «الدادة دودي» و«جوازة ميري» و«الثلاثة يشتغلونها». كما أعتز بنجاح دوري بفيلم ديزال مع محمد رمضان. من الفنانة التي تراها بدرية شخصيا قدوة لها؟ شبهني الناس كثيرا بالفنانة القديرة زينات صدقي، خاصة أنني تقربت منها أكثر بل تقمصت شخصيتها واستدعيت روحها عندما قمت بتجسيد دورها في مسلسل إسماعيل ياسين، الذى لاقى ردود أفعال جيدة، فهي بالفعل شخصية عصامية رائعة، وبالطبع شرف كبير تشبيهي بها، ولكن قدوتي بالتمثيل هي الفنانة عبلة كامل التي يميل قلبي إليها وأحبها وأتابعها لأتعلم منها. بدرية طلبة أنت مع من يقولون إن الفنان الكوميدي لا يأخذ حقه بالوسط الفني؟ أبدا أنا ضد من يقول إن الكوميديانات مازلن لم يأخذن حقهن، لأني أرى أننا في زمن الكوميديانات بدليل تفردنا بتقديم برامج وقدرتنا على تحقيق نجاح كبير بمذاق مختلف يجذب الجمهور، وأيضا لدينا فرصة كبيرة بالتمثيل، دون أن تفرقنا مساحة الدور، لأن معظم الإفيهات ارتبطت في أذهان الناس من خلال دور صغير.. لو نتحدث عن بدرية الإنسانة كثيرا ما تتكلمين بلقاءات تلفزيونية عن والدتك ما السبب؟ لأنها الوحيدة من علمتني الصبر والتسامح، فهي قدوتي التي أسير على نهجها في الحياة، لم أرَ في حياتي مثل إنسانيتها، فقد ظلت تخدم والدي 17 عاما في مرضه بكل إخلاص وتفانٍ وحب دون تذمر، ووهبت له صحتها وعمرها، فقد كانت تحمل أبي على ظهرها لتدخله الحمام بعد أن بترت قدماه الاثنتان نتيجة جلطة أدت إلى شلل وكانت ترفض مساعدة أي شخص في حمله ما عدا أولاده. كنت دائما أرى أمي تجلس تحت قدمي أبي وكأنها تقول له أنا قدماك اللتان فقدتهما، وكانت دائما تصبره على تحمل قدره. أبي أيضا كان يحبها كثيرا حتى إنه في آخر لحظة من عمره أمسك بيدها ثم أسلم الروح. وتستطرد طلبة حديثها عن والدتها قائلة: أفتخر كثيرا عندما أسمع أسرة والدي يطلقون على أمي (الأصيلة)، ولذلك حاولت بعد وفاة والدي تعويضها وأن أقدم لها ما حرمها منه الزمان ولكن ما فعلته من أجلها قشور مقارنة بما تستحقه، إلى أن جاء اليوم المشؤوم ورحلت والدتي ورحل معها قلبي الذي كان ينبض بحبها، وذلك من خمس سنوات ومنذ ذلك الحين وأنا أتناول مهدئات لأني دخلت في نوبة من الاكتئاب الشديد إلى درجة أنني في عز تهريجي الناس تقول لي: «عينك مليانة حزن يا بدرية». وماذا عن بدرية الزوجة والأم؟ حاولت جاهدة طوال حياتي أن أوازن بين عملي كممثلة، وكياني الأسري الذي كونته بتعب ومجهود لأنني وقتها كنت أسير على خطين.. خط العمل وخط الزواج وتكوين الأسرة وتربية البنتين اللتين أنعم الله علي بهما وهما هايدى خريجة إعلام ومتزوجة من شخص محترم جدا ولديها بنت، وابنتي الصغرى سلمى وهي تدرس إعلام بالجامعة البريطانية، أشكر الله على هذه الأسرة التي تقف خلف نجاحي كممثلة ويكفي أن أسرتي تتشرف بي . كنت شبيه الممثلة كيم كردشيان قبل عملية تجميل خاطئة سمعت أنك قاسية في تربية بنتيك وفي نفس الوقت صديقة لهما كيف استطعتِ عمل توليفة بين القسوة والصداقة وهل القسوة مطلوبة في تربية البنات؟ كنت قاسية جدا في فترة طفولة “هايدي وسلمى”، حيث كنت أما صعبة كي أستطيع تربيتهما على القيم والمبادئ التي تربيت عليها، خوفا من ادعاء أنهما “بنتا ممثلة” فلا تستطيعا تحمل المسؤولية، لكن بعد مرور السنوات تفهمتا ذلك وأصبحتا صديقتين إلى درجة أن هايدي المتزوجة تطلعني على خططها اليومية لبيتها وابنتها، وتأخذ رأيي في أشياء كثيرة مرتبطة ببيتها، كذلك سلمى الطالبة في الجامعة تطلعني على ما حدث في يومها، القسوة مفيدة أحيانا “بس مش في كل الأوقات”. مؤخرا وعبر إحدى القنوات الفضائية صرحت بأنك نادمة على عملية تجميل شطف الدهون ما السبب؟ هذه العملية التي أجريتها منذ مدة، تركت أثرا لدي وأصبح عندي (ديفوه) ونادمة لأني كنت شبيه الفنانة الشهيرة كيم كردشيان، حيث كنت بطلة جمباز، ومن المفروض تفادي عمليات شطف الدهون وللأسف ولم أسمع النصيحة ومن خلال لقائي هذا أملي أن يتفادى أي شخص مثل هذه العمليات والتركيز على الرياضة الطبيعية. كلمة ختام ننهي بها لقاءنا هذا مدام بدرية؟ أشكر مجلة الشروق العربي على اهتمامها بالفنان العربي في كل مكان.. ومن خلال هذا اللقاء أتمنى من ربنا أن يحفظ مصر والجزائر وكل البلدان العربية الشقيقة، وإن شاء الله نرسم البسمة والفرحة على كل الوجوه لأن الفن هو الرسالة النبيلة التي تصل إلى الأعماق…